#أقلام وأراء

السفير ملحم مسعود: المشهد الكروي مرآة العالم

السفير ملحم مسعود، اليونان 12-12-2022م: المشهد الكروي مرآة العالم

بعد ايام قليلة تضع الأولمبياد الثاني والعشرين اوزارها لتبقى واحدة من المونديالات …  أو ربما  الوحيدة التي سوف تتذكرها الاجيال ,  وتُؤرخ العاب الكرة  بما قبل  مودنيال الدوحة وما بعدها للعواصف التي واجهتها … ونهايتها السعيدة والمبهرة بما يشهدها العالم اليوم … 

في ظل أجواء رائعة يعيشها عشاق كرة القدم في العالم مع مباريات مونديال قطر 2022، تتوارد إلى الأذهان في إنتظار  البطولة القادمة عام  2026، التي سيكون لها طابعا خاصا. فهي أول نسخة من المسابقة سيتم تنظيمها في 3 دول، كما تعتبر هذه البطولة هي الأولى التي ستشهد مشاركة 48 فريقاً بدلاً من 32. وستكون هذه أول بطولة منذعام 2002  تستضيفها أكثر من دولة والاولى بمشاركة أكثر من دولتين إضافة للولايات المتحدة وكندا والمكسيك … ومن ثم ستكون أول بطولة تقام في العديد من مدن البلاد المذكورة . 

وستعود كأس العالم إلى موعدها المعتاد في شهري يونيو ويوليو في 2026 بعد قرار إقامتها في نوفمبر وديسمبر في 2022 في قطر بسبب حرارة الصيف في الدولة الخليجية حيث تتجاوز درجة الحرارة صيفا 40 درجة مئوية.

 عود على بدء … لسنا بصدد وصف ( الاحداث )  الكروية هذه الايام  و وصف تفاصيل ما فوجئنا به في المباريات … “العاتية ” إن صح التعبير , التي قلبت مفاهيم اللعبة وادبياتها بما طالعتنا به الكتابات … دون ان يتاخر احد  بالإدلاء    بدلوه … في الصحافة ووسائل الإعلام و مواقع التواصل  … والبيوت والمقاهي إلى ما شاء الله … أو بالأدق … نعني  ثقافة الرياضة من صغيرها … حتى مونديال قطر الكروي .

 

ولا نعني بالتحديد هنا ( الأحداث … )  على سبيل المثال  ماساة  المنتخب الإرجنتيني لما آلت إليه الهزيمة المدوية  من الفريق السعودي …أو هدف تونس الذي أطاح بالكبرياء الفرنسي … وإنطواء الفريق الألماني خجلا بالهزيمة النكراء وكيف  نادت الجماهير : برا … برا … برا  . أو كيف اقصى الفريق الكرواتي فريق البرازيل أكثر المنتخبات فوزاً بكأس العالم لكرة القدم …  بخمس بطولات …  و الأكثر فوزاً بكأس القارات بأربع بطولات. على الصعيد القاري عن الألعاب … اما فريق المغرب الحبيب وإنتصاراته … حدًث ولا حرج  بإنجازاته … والذي سيبلي بلاء حسنا إنشاء الله في مباريته القادمة .

إن ثقافة المشهد الكروي بحق مرآة العالم … وأشرف معاركه … كما قالها الكاتب والروائي الأوروجوياني … إدوارد جاليانو: “إن كرة القدم هي مرآة العالم … تقدم ألف حكاية وحكاية … فيها المجد والإستقلال … والحب والبؤس…

دخل المؤلفون والشعراء عالم اللعبة الاشهر عالميا كرة القدم … ولم يكتفوا بمتابعة المباريات من على المدرجات أو عبر الشاشات بل لجاوا إلى الادب …  نثرا وشعرا  لوصف أبطال الساحرة المستديرة وأساطير ونجوم المنتخبات والأندية ونال هذا الأدب إسما شعبيا وسماه البعض أدبا شعبيا … 

يطلق عليه كثيرون إسم (ادب كرة القدم ) … فيما أطلق مثقفون العنان لأقلامهم نحو هذا الادب .

ورغم نسيان هذا النوع من الأدب وعدم إقبال القراء على هذا النوع … إلا أن كأس العالم هذه المرة  أعاد الحياة إلى هذا … ساعد المكان …  الخيار العربي والذي جاء بعد مخاض طويل من  ( حرب ) كلامية لم تتوقف … وكان فيه الكثير من التحدي.. 

سيعيد العالم هذا النوع من الأدب زبدا ينتشر في منصات  التواصل الإجتماعي  وأكتسب شعبية مما رافقه من خلال إطلاق المديح في المنتخبات … كما طالت الشروح في فنون اللعبة ومهارات أبنائها… 

في المقابل  : كان نصيب من الهجاء لمنتخبات خصوم  في ابيات وقصائد شعرية … لا تخلوا  في بعض الأحيان من الفكاهة …

قالوا … في وصف المباريات  :

ما اكثر ممن كتبوا  في حب الكرة ويصعب ذكرهم … لكن هناك ما زالت تجود به بعض الكتابات والذكريات  … وهنا ما تيسر من الذاكرة وغيرها  منهم  على سبيل المثال الأديب المصري توفيق الحكيم الذي قال : “إنتهى عصر القلم وبدا عصر القدم”.

أما انيس منصور فقال : مسكين من لا يحب كرة القدم …إنني نادم اليوم على كل السنوات الي مضت  من دون أن أضيعها في الجلوس في الملاعب أو على المدرجات … أصفق واصرخ  واهتف للكرة …

أما الفيلسوف والكاتب الفرنسي جان بول سارتر فكتب : في كرة القدم كل شئ معقد ما دام هناك خصم … وتابع :  كرة القدم مجاز يعبر عن الحياة كلها …

أما الشاعر الإنجليزي اوسكار وايلد أدلى بدلوه قائلا : كرة القدم قد تناسب النساء الخشنات … لكنها ليست للرجال الناعمين … 

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لله في خلقه شئون

لا تنتهي كلمات الأدباء في حب الكرة … 

يقول الروائي الفرنسي ذو الأصول الجزائرية ألبير كامو   (صاحب رواية الطاعون)  وكان حارس مرمى فريق كرة القدم  بجامعة وهران وعن ذلك يكتب : تعلمت من تلك اللعبة أن الكرة لن تاتي مطلقا نحو أحدنا من الجهة التي ينتظرها منها علينا بذلك أن نتوقع الغدر … ولا نطمئن لحسن النوايا …

أما الممثل الكوميدي البريطاني إيريك موريكامبل  جاء  بما يمكن أن يزيد اللعبة جمالا ويقول لنا : ستكون كرة القدم أجمل لو إخترعنا كرة تركل اللاعبين الذين لا حاجة لهم في الملاعب …

بالمقابل كان هناك كراهية وهجاء … 

قد يجد بعضنا صعوبة في أن يصدق  بأن هناك من يعيش في  بلاد التانجو ويكره هذه اللعبة … مثل الكاتب الأرجنتيني بورخيس … فهو احد كارهين هذه اللعبة وقال بصراحة يوما : كرة القدم منتشرة لأن الغباء منتشر … إن كرة القدم قبيحة … إنها من أفدح جرائم إنجلترا …

واخرين … في المقابل قد تتحول  مشاعر الكراهية إلى محبة …

 وهو ما حدث مع الشاعر الإيطالي أمبرتو سابا الذي كان يستنكر دائما كيف يجري 22  لاعبا حول كرة مطاطية من الجلد لمدة 90 دقيقة … وعندما طلبت منه إبنته أن يرافقها  إلى الملعب لتشجيع فريقها المفضل  ,  رآى هناك حماس الجماهير وإنفعالاتهم مع المباراة … فتغيرت نظرته تماما إتجاه اللعبة … وكتب قصائد في كرة القدم .

 

هيا شدوا الرحال لتشجيع فريقنا العربي … المغرب 

 

المونديال حكاية بلا نهاية … 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى