#أقلام وأراء

السفير ملحم مسعود ابو مروان … نعي وعزاء … ملكي

السفير ملحم مسعود – اليونان 21.1.2022

بعد حياة حافلة بالنضال، توفي بالرباط الجمعة الماضية، السفير الفلسطيني الأسبق , ومدير عام وكالة بيت مال القدس الشريف, وجيه حسن علي قاسمأبو مروانوجاءت الشهادة في  الصحف ووسائل الإعلام أنه كان طيلة فترة مهمته في المغرب خير ممثل لفلسطين وشعبها وثورتها وقضيتها وحاز على احترام وتقدير المستوى الرسمي والشعبي وكافه القوى الحزبية والنقابية والمثقفين في المغرب وكان القاسم المشترك بين كل الطيف السياسي والحزبي والشعبي المغربي الذي يحتضن فلسطين القضية وإستطاع فرض إحترامه وإقامة علاقات من ارفع مستوى … وفتحت له ابواب و آفاق   , وربطته علاقات تعاون وإحترام من قبل الملك الحسن رحمه الله …

رحل وهو متقاعد منذ سنوات 2005 واصبح خارج (  الخدمة والعطاء )  منحه ملك المغرب محمد السادس الوسام العلوي من درجة الحمالة وهو أرفع وسام مغربي يمنح للشخصيات الأجنبية … ونعاه جلالة الملك معبرا عن محبته وإحترامه وعطائه الراحل الفلسطيني الكبير أخونا ابو مروان الذي توفي بالرباط الجمعة الماضية بعد حياة حافلة بالنضال ومما جاء في البرقية :

«فقد تلقينا ببالغ التأثر نعي المشمول بعفو الله السفير السابق لدولة فلسطين بالمغرب، المرحوم وجيه حسن علي قاسم، تغمده الله بواسع مغفرته ورضوانه، وأسكنه فسيح جنانه
وأعرب جلالة الملك بهذه المناسبة المحزنة، لأفراد أسرة المرحوم ومن خلالهم لكافة أهلهم وذويهم ولجميع أصدقاء الفقيد ومحبيه، سواء في بلده الثاني، المغرب، أو في دولة فلسطين الشقيقة، عن أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة، في فقدان شخصية ظلت طيلة مشوارها النضالي والدبلوماسي المتميز تكن بالغ التقدير والإعجاب للمغرب، وكرست جهودها لخدمة علاقات الأخوة المتينة التي تربط بين الشعبين المغربي والفلسطيني
وأضاف جلالة الملك
«فالله تعالى نسأل أن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء وأن يثيب فقيدكم المبرور على ما قدم لوطنه وشعبه من أعمال جليلة”.

 كما قدمت  الأحزاب والقوى السياسية والفعاليات المغربية تعازيها وأصدق المواساة، في فقدان مناضل فذ وديبلوماسي محنك ومسؤول رزين وصديق وَفِي وإنسان خلوق .  

فلسطينيا : ذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية أن رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون نعى يوم الجمعة الماضي عضو المجلس المناضل وجيه حسن علي قاسم “أبو مروان”، الذي وافته المنية في العاصمة المغربية الرباط .واستحضر الزعنونفي بيان النعي، مناقب المناضل ومسيرة حياته الوطنية، التي خدم فيها بكل تفان وإخلاص القضية الفلسطينية في مختلف المواقع الوطنية والنضالية التي شغلها طيلة سنيّ حياته وتقدم الزعنون من أسرة الفقيد في الوطن والشتات بأصدق مشاعر التعزية والمواساة، داعيا الله تعالى أن يرحمه ويشمله بمغفرته، ويدخله فسيح جنانه، ويلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان . .

كان رحيل أخونا أبو مروان بعد كل هذا العطاء المتميز طوال سنوات عمله ونضاله حتى تقاعده عام 2005 ليس صدفة , إنما  حصيلة تجربة وعطاء من نوع فريد … وإذا أردنا التشبيه  او التذكير بحالات  نجاح أخرى واضحة من العيار الثقيل … لا يمكن أن تتعدى حينذاك العشرة حالات وربما  الآن لم يتبقى منهم إلاً القليل . وأعني هنا الذين صبروا وصمدوا وعملوا في ظروف صعبة وإمكانيات محدودة جدا وإنطلقوا كما جاء في القرآن الكريم ( سورة المائدة ) : فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون “.

تحضرنا هنا وما سبق وأن تحدثنا عنه ( ثقافة ) التقاعد في العمل الفلسطيني …  ضمن أشياء أخرى كثيرة لبناء مؤسسات الدولة , ونحن وما زلنا نتراوح بين الثورة والدولة لتحقيق طموحات شعبنا , بالإستقلال وإستكمال مكونات الدولة . هي مرحلة  تعتبر ( مفصلية ) تمر فيها الثورات والشعوب .

الجزائر مثلا كان رُسل الثورة ومندوبيها يجوبون المعمورة , وعند الإستقلال إستعانت الجزائر بكل هذه الطاقات والكفاءات الإستثنائية المُسنة والمخضرمة لعبور هذه المرحلة ( المفصلية ) ولم تترك الدولة بعد الإستقلال هذه الكفاءات تندثر بقوانين التقاعد , لتقديم خبراتها وتجاربها المختلفة … وطالما نتحدث عن الجزائر أذكر الأخضر الإبراهيمي على سبيل المثال والذي سبق وان كان ممثلا للثورة في إندونيسيا وربما أماكن أخرى …. بعد الإستقلال وتقاعده من العمل الدبلوماسي … إستدعته الدولة الناشئة والواعدة في مهمات كثيرة منها عربية وأخرىإستشارية وغيرها , لأن تجاربه في مرحلة الثورة وما بعدها والعمل والتنقل في المعمورة بمثابة ” ثروة ” من الخبرة . ومن هنا كان من الضرورة للإستفادة منها …  

مضى على تقاعد أبو مروانفي المغرب رحمه الله قرابة 17 سنة , كنا نريد أبو مروان وامثاله من المتقاعدين الذين أغنتهم التجارب والخبرات والعلاقات , وبات دورهم ضروري وفي أمس الحاجة … دراياتهم في الأقاليم والمناطق  التي عملوا فيها مكسب كبير في الوقت الذي نرى فيه  التحولات لصالح فلسطين والفلسطينيين … الأمر الذي كان قبل سنوات “

اصعب من خَرْطُ القتَاد

أكتب هذه السطور وأنا اتألم على حالنا نحن أصحاب الفرص الضائعة … أكتب على دبلوماسيتنا البائسة ونشاطاتنا على الساحة الدولية , رغم كل الظروف السياسية والإمكانيات المالية والبشرية بعد أن ” غطًت ” لثلاثة عقود على دلعونا وعلى دلعونا … المرحلة التي طواها النسيان . وتطلعنا إلى المستقبل وكما يقول إبن باز : (تفاءلوا خيرًا تجدوه) وما زلنا ننتظر …

رغم كل مانراه من بعض ممثلين لشعبنا وسلطتنا ودولتنا , لا هموم لهم سوى النضال من أجل   جواز سفر الدولة المضيفة … او التطلع إلى إقامة دائمة بالحد الأدنى ( أشياء لا تعطى مجانا !!!) أو شراء بيت للإستيطان والإستقرار  ( وهناك حالات معروفة ) ولا أحد يسال من اين لك هذا ؟

وأصبح الحديث عن فساد مالي … وقضايا أخلاقية  وقد تدهورت الاخلاق ….  من تداول صور وتصرفات  فاضحة ( من بعضهم … والإستثناء موجود دائما ) يندى لها الجبين،  تنال من  نضالنا وعطائنا ... حتى صار الشق أوسع من الرقع .

وهذا قليل من كثير … لا تسمح لي بالحديث عنه أكثر من أن يُحاط به في هذا المقام ...   وإذا إبتليتم   فإستتروا ….. 

هذا حالنا   :   حقيقة تستعصي على الإنكار  … ولا يحرث الأرض سوى عجولها

رحم الله شهداؤنا … رحم الله ابو مروان .

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى