ترجمات عبرية

السفير الصيني قوه واي يكتب – طريق الأمل إلى البناء المشترك لواحة الأمن في الخليج

السفير الصيني قوه واي *- 27/10/2020

إن أوضاع منطقة الخليج لها تأثير كبير على السلام والأمن على الساحتين الإقليمية والدولية، فيعتبر صون السلام والاستقرار في الخليج اختبارا لحكمة المجتمع الدولي وقدرته على مواجهة التحديات.

أشار مستشار دولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي أثناء حضوره الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع في منطقة الخليج عبر تقنية الاتصال المرئي في يوم 20 أكتوبر، إلى أن التعايش المتناغم هو الخيار الصحيح الوحيد لصيانة السلام والاستقرار في الخليج، داعيا إلى العمل سويا على بناء منطقة الخليج يسوده السلام والأمن والاستقرار من خلال إقامة منصة للحوار المتعدد الأطراف، بما يفتح طريق الأمل إلى العمل سويا على بناء واحة الأمن في الخليج.

وضح وانغ يي برنامجا صينيا لإقامة منصة للحوار المتعدد الأطراف في منطقة الخليج بشكل شامل، وأكد على أنها ستكون منصة تتميز بالانفتاح والمساواة، ونقترح على الأطراف المعنية المشاركة في عملية الحوار على ضوء مبادئ تبادل الاحترام والتفاهم والتنازل، بما يعالج همومها عبر التشاور على قدم المساواة. إنها ستكون منصة تخدم العمل الحقيقي، ونقترح على الأطراف المعنية التمسك بمبادئ المعاملة بالمثل واتخاذ خطوات متوازية والعمل في نفس الاتجاه، والحرص على بناء الثقة وتبادل إظهار نية صادقة. إنها ستكون منصة تسعى إلى تحقيق تقدم مستمر، ونقترح على الأطراف المعنية التمسك بمبادئ حل المشاكل السهلة قبل الصعبة وبشكل تدريجي. مع بلورة مزيد من التوافق، يمكن تعديل جدول أعمال الحوار في ضوء تغيرات الأوضاع وضمان تحقيق تقدمات مستمرة للحوار.

طرح وانغ يي 3 مقترحات صينية حول تحقيق السلام والأمن والاستقرار في منطقة  الخليج كما يلي: أولا، الالتزام بحكم القانون، والعمل سويا على تحقيق السلام في منطقة الخليج. ويجب الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والتمسك باحترام سيادة الدولة وحل النزاعات بالطرق السلمية وغيرهما من القواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، ورفض العقوبات الأحادية الجانب وفرض الضغوط بالقوة، ويجب نبذ المعيار المزدوج المتمثل في تنفيذ القانون الدولي بشكل انتقائي، وتفعيل دور الأمم المتحدة في الوساطة ودفع الحوار، ودعم جهود الوساطة المبذولة من قبل مجلس التعاون الخليجي وغيره من المنظمات الإقليمية وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي والوفاء بالالتزامات الدولية بكل جدية.

ثانيا، التمسك بعلاقات حسن الجوار والعمل سويا على تحقيق الأمن في الخليج. لا يمكن لأي دولة اختيار جاره، فيمثل التعايش المتناغم الخيار الصحيح الوحيد. يجب على كافة الأطراف السعي إلى الأرضية المشتركة مع الاعتراف بالخلافات، وتجاوز الاختلافات في النظم وترك النزاعات الطائفية جانبا، والالتزام بالحوار والتشاور، بما يهيئ ظروفا مواتية لتحقيق الأمن في المنطقة.

ثالثا، التمسك بالعدالة والإنصاف والعمل سويا على تحقيق الاستقرار في الخليج. يعد الخليج ملكا لدول المنطقة، يمكن للدول خارجها تقديم المساعدة البناءة، بدلا من إحلال محل أصحاب الشأن، ناهيك عن كسب المصالح الأنانية ودعم طرف ضد طرف آخر. يجب اتخاذ موقف عادل ومتوازن والنصح بالتصالح والحث على التفاوض بنية صادقة، والمساهمة في تحقيق الاستقرار في المنطقة.

إن الصين باعتبارها دولة كبيرة ذات مسؤولية وعضوا دائما في مجلس الأمن الدولي تعمل على صيانة السلام والاستقرار في منطقة الخليج، مستعدا لتفعيل دور بناء في تهدئة الأوضاع المتوترة لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها. خلال هذه العملية، لن تتكلم الصين أبدا باسم دول المنطقة وشعوبها، ولن تتقايض مصالح دول المنطقة وشعوبها مع الآخرين، ولن تفرض ما يسمى بالخطة على دول المنطقة وشعوبها، مؤكدا احترامها الدائم  لحق دول المنطقة وشعوبها  لاختيار طريق التنمية الذي يتفق مع ظروفها الوطنية. نحن على يقين بأن المبادرة الصينية لأوضاع الخليج ستساهم في فتح طريق الأمل إلى العمل سويا على بناء واحة الأمن في الخليج، وأن شعوب الخليج قادرة على اتخاذ قرار صحيح صامد أمام اختبارات التاريخ.

** السفير قوه وي، مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى