ترجمات عبرية

السعودية تحتفل :  عودة النفط تجعل اقتصاد المملكة يقفز 

هآرتس – بقلم  غرانت سميت وآخرين  – 3/10/2021

” بعد مرور 18 شهر على الازمة العميقة التي خفضت اسعار النفط واجبرت السعودية والدول الاعضاء في “اوبيك +” على تقليص انتاج النفط، فان الرياض يمكنها العودة الى مستوى الاستخراج الذي كان قبل الازمة، 9.8 مليون برميل في اليوم “.

عندما سيعقد مؤتمر “اوبيك +” غدا، وهي الدول المنتجة للنفط، هذا سيكون فرصة للرئيسة السعودية من اجل اظهار الارتياح. بعد مرور 18 شهر على تقليص انتاج النفط في اعقاب الكورونا، فان الرياض يمكنها أن تعود الى مستوى الانتاج الذي كان قبل الازمة، 9.8 مليون برميل في اليوم، من بداية الشهر الحالي، ازاء انتعاش الطلب والاقتصاد العالمي. 

اضافة الى ذلك، من خلال العودة التدريجية لعرض النفط من اجل تجنب خلق فائض كبير، فان وزير الطاقة في السعودية، الامير عبد العزيز بن سلمان، قام برفع اسعار النفط الخام بشكل كبير، 80 دولار للبرميل. وحسب توقع المحللين فان هذا السعر سيصل الى 90 دولار تقريبا.

نتيجة لذلك مداخيل المملكة من النفط قفزت الى رقم قياسي في السنوات الثلاثة الاخيرة، ومعه ايضا سيتقلص العجز في ميزانية الدولة لهذه السنة الى 2.7 في المئة من الناتج الاجمالي الخام، في حين أن التوقع المتشائم كان 4.5 في المئة. السعودية تتوقع أن العجز في الميزانية للعام 2022 سيتقلص الى 1.6 في المئة من الناتج الاجمالي في اعقاب مداخيل تبلغ 903 مليارات ريال (240 مليار دولار حسب سعر الصرف الحالي) في العام 2022، وهي زيادة تبلغ 4.5 في المئة مقارنة بالتنبؤ الذي كان في 2020 حسب وزارة المالية. السعودية ستبقي النفقات في الميزانية بدون تغيير، 955 مليار ريال. 

نصف مداخيل المملكة هي من النفط، رغم جهود ولي العهد، محمد بن سلمان، لتنويع الاقتصاد ليصل الى مجالات مثل السياحة والانتاج. استخراج النفط في السعودية سيزداد بشكل كبير في السنة القادمة عند ازالة قيود الكارتل التي تم تطبيقها في بداية ازمة الكورونا.

الانقاذ المفاجيء الذي قدمته سوق النفط في السعودية يقدم مساحة لتنفس زعماء السعودية بعد أن انخفضت المداخيل اثناء فترة الكورونا وأدت الى مضاعفة القيمة المضافة بثلاثة اضعاف، وتقليص رواتب الموظفين العامين، وهي الخطوات التي أدت الى غضب الجمهور. ولكن توقعات الميزانية الجديدة تعكس مقاربة محافظة في توزيع مداخيل النفط وغيره من اجل الاستعداد لاخطار تفشي جديد للوباء” هذا ما جاء في وثيقة الموازنة الاولية التي نشرتها الحكومة السعودية.

السعودية ستنفق في هذه السنة اكثر من تريليون ريال من موازنتها الحكومية. في السنتين القادمتين الموازنة يتوقع أن تجتاز تقليص قبل أن ترتفع في 2024. التنبؤات تظهر فائض ضئيل في الميزانية هو 1 في المئة من الناتج الاجمالي الخام في 2023.

إن تمسك موظفي المالية بخطط الميزانية للعام 2022 – 2023 “تشير الى التركيز على شد الحزام”، قالت مونيكا مالك، الاقتصادية الاولى في بنك أبو ظبي التجاري. 

التهديد الحقيقي

“لقد كانت لـ “اوبيك +” سنة جيدة جدا”، قال بن لوكوك، المدير المشترك لتجارة النفط في شركة تريبنغورا، التي تعمل في التجارة. “لقد نجحوا في المناورة بصورة جيدة جدا”. 

الوضع الحالي مختلف جوهريا عن الوضع الذي كان في آذار 2020، حيث أدى انهيار اسعار النفط الى عداء شديد بين اعضاء “اوبيك +”، الذين تنافسوا فيما بينهم على الزبائن. هذه الذكرى القاسية تبخرت، هذا ما يظهر، والـ 23 عضو في الاتفاق الذي تقوده بصورة مشتركة السعودية وروسيا، سيلتقون غدا. 

لو كان هناك تهديد للتوازن الدقيق الذي حققته “اوبيك” فانه يأتي من الاتجاه الايجابي، السوق يمكنها أن تسخن والاسعار سترتفع بسرعة.

الدول الاعضاء في الاتفاق اشارت الى أنها ستواصل رفع الانتاج بشكل معتدل. ويبدو أنها ستصادق على زيادة 400 ألف برميل في اليوم في شهر تشرين الثاني. ولكن منذ تم تخطيط خريطة الطرق هذه في شهر تموز فان السوق تغيرت كثيرا.

النقص في الغاز الطبيعي الذي جعل اسعاره تقفز في اماكن معينة في العالم الى ما يعادل قيمة 190 دولار لبرميل النفط، هذا الارتفاع يحث على الانتقال الى النفط لغرض التدفئة والصناعة، ويزيد الطلب بشكل كبير. انتاج النفط في الولايات المتحدة ما زال في حالة انتعاش بسبب اعصار “آيدا” الذي قلص 35 مليون برميل في اليوم من الانتاج في منطقة خليج المكسيك قبل شهر، الذي يوازي شهرين من اضافة الانتاج لـ “اوبيك +”. 

المستهلكون في حالة ضغط

الضغط في اوساط المستهلكين في الدول المستوردة للغاز والنفط ظاهر للعيان، بالاساس ازاء التنبؤات لشتاء بارد وقاس. الصين سبق وأمرت شركات الطاقة الكبرى بضمان التزود بكل ثمن. في الادارة الامريكية قالوا إنهم ذكروا اعضاء “اوبيك” بأنه يجب عليها دعم انتعاش الاقتصاد. مستشار الامن القومي، جي سالبان، التقى مع الامير ابن سلمان في الاسبوع الماضي. 

“اوبيك تتعرض لضغط شديد من قبل واشنطن لفتح صنابير النفط وخفض ارتفاع الاسعار”، قالت حليمة كروفت، الاستراتيجية الاولى في “آر.بي.سيكابيتلماركتس” (بنك في كندا). “زيادة الاستخراج بأكثر من 400 الف برميل يوميا توجد على جدول الاعمال في اللقاء الذي سيعقد غدا”. اضافت. “هذا موقف تشارك فيه تاجرة الطاقة الكبرى في العالم، مجموعة فيتول. ليس فقط أن الطلب يرتفع بشكل كبير بسبب النقص في الغاز الطبيعي، بل تنبؤات العرض ايضا تنخفض باستمرار بسبب تبدد احتمالية احياء التصدير من ايران وفقا للاتفاق النووي”، قال كريس بايك من مجموعة فيتول.

واشنطن وطهران تشاركان في الاتصالات لاحياء الاتفاق النووي الذي في اطاره سيتم رفع العقوبات على تصدير النفط الايراني. ولكن هذه الاتصالات لم تعتقدم بشكل خاص حتى الآن. ونتيجة لذلك، 1.4 مليون برميل في اليوم من النفط الايراني الذي توقع التجار أن تصل الى السوق في نهاية العام 2021، هي غائبة عن السوق وستستمر في الغياب.

عدد من مندوبي الدول الاعضاء في “اوبيك +” قالوا من خلف الكواليس بأن زيادة الانتاج في يوم الاثنين يمكن أن يكون أكثر من الـ 400 ألف برميل المخطط له. سيناريوهات لرفع اكبر يتم فحصها، قال مصدر رفيع. 

السعودية نفسها غير معنية بارتفاع كبير في النفط يصل الى 100 دولار للبرميل. عندما يرتفع سعر النفط فان الطلب ينخفض، وايضا يعطي الدعم لاستخراج النفط من الصفائح الحجرية في الولايات المتحدة، هذا ما قالته مصادر مطلعة في السعودية.

ارتفاع حاد في اسعار النفط الخام قبل بضعة اسابيع من عقد قمة المناخ في كلاسكو، التي في اطارها سيناقش زعماء العالم وقف ازمة المناخ، سيشكل محفز لدعم الانتقال الى الطاقة المتجددة.

ولكن السعودية لم تقتنع حتى الآن بأن رفع اسعار النفط الى ما فوق 80 دولار للبرميل في الاسبوع الماضي يعكس نقص حقيقي في التزويد، قالت هذه المصادر. السيناريو المعقول هو أن “اوبيك +” ستنتظر رؤية هل النقص في الغاز الطبيعي حقا سيزيد بصورة كبيرة الطلب على النفط، قبل أن تقرر تسريع الانتاج، قال امريتا سن، محلل كبير في النفط ومؤسس مشارك في شركة الاستشارات “اينرجياسبكتس”. هذه الخطوات “سيتم اتخاذها في المستقبل وليس الآن”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى