#شؤون فلسطينية

الدروز الفلسطينيون من سياسة فرّق تَسُد البريطانية، إلى سياسة “حلف الدم” الصهيونية

د. عز الدين المناصرة 

ملخص تنفيذي: يختم د.عزالدين المناصرة[2] بحثه حول المسلمين الموحدين العرب (الدروز) بالقول أن ما تتضمنه دراسته يحتوي: صورة تقريبية لنضال الطائفة الإسلامية العربية الدرزية في فلسطين المحتلة. وهي تؤكد الصورة المعاكسة للمفهوم الطائفي التقليدي، بل إن صورة نضال (الدروز الفلسطينيين) قلبت مفهوم الطائفة إلى ضده وحولته إلى مفهوم نضالي، وذلك حين حاربت استغلال الدين لأغراض مشبوهة، إذ وقف الدروز الفلسطينيون في وجه كل محاولات الدمج في الكيان الصهيوني، واستعملوا كافة أشكال النضال لدعم موقفهم هذا.

مضيفا: ولكن لا بد من أن نشير إلى أن “إسرائيل”، في رؤيتها الاستراتيجية، لا تهدف إلى فصل الدروز عن عروبتهم وإسلامهم فحسب. وإنما تهدف إلى خلق (دولة درزية) موالية ومشابهة لها على نمط (دولة سعد حداد). لكي تصبح (الدولة الدرزية المزعومة) نموذجاً طائفياً في المنطقة العربية، وبهذا تأمل “إسرائيل” في حدوث (التماثل) في المناطق العربية بحيث يساعد كل ذلك على تبرير أساس دولة “إسرائيل” القائم على مزج الصهيونية باليهودية وتحويل اليهودية (الدين) إلى (قومية) وهمية. إضافة إلى أن “إسرائيل” تريد، بذلك، تفتيت وحدة الشعب الفلسطيني، وضرب إمكانات نمو الحركة الشعبية الوطنية وصعودها في منطقة عرب فلسطين 1948. وهذه الأفكار الإسرائيلية التي نتابعها، تبلورها “إسرائيل” وتعمل على تنفيذها بمساندة من الولايات المتحدة الأميركية، وهي، أي هذه الأفكار، أحد مظاهر نمو الطائفية في العالم العربي التي يسعى أعداء الأمة العربية إلى غرسها، ومن ثم قطف ثمارها، في أرضنا العربية.

ومن الدراسة الهامة نركز على عدد من النقاط التي جاءت كالتالي:

1-(الدروز)، عربٌ عرقياً، مذهبهم إسلامي توحيدي، متأثرٌ بالفلسفة القديمة.

2-في عام (1968)، أصدرت (لجنة الفتوى بالأزهر)، فتوى شهيرة من ضمن ما قالته: (وحيث أن (طائفة الدروز)، كما جاء بالاستفتاء – (ينطقون بالشهادتين، ويؤمنون بالقرآن، وبما جاء فيه من أحكام تتعلق بالتوحيد والتشريع، ولا يحصل منهم بجانب ذلك إشراك لأحد مع الله، ولا مناقضة للإسلام، فإن اتهامهم بعدم الإسلام، يثير الفرقة بين الجماعة الإسلامية، ولذلك نهى الله عن هذا الاتهام بقوله تعالى: (ولا تقولوا لمن ألقي إليكم السلام، لست مؤمناً… والله تعالى أعلم)) – (رئيس لجنة الفتوى بالأزهر، 10/12/1968)

3-يعلق الباحث (سعيد نفاع)[3] في كتابه (العرب الدروز) قائلاً: (هذا يدلّل على أن المؤامرة الصهيونية عميقة الجذور، تهدف إلى اختلاق (قومية درزية) غير موجودة في الواقع، بفصل الدروز وهم عرب مسلمون عن قوميتهم العربية، ودينهم الإسلامي، فنحن تجاه كتابة أوليفانت، أمام دراسة تجهّز الأرض من أجل احتلالها، لأنه عميل بريطاني أرسلته الحركة الصهيونية إلى فلسطين لدراسة أحوال أهلها من أجل استعمارها.

4-بعد ثورة البراق تأسّس تنظيم (الكف الأخضر) المسلح في (أكتوبر 1929) بقيادة الدرزي الفلسطيني (أحمد طافش) من قرية (قدس)، شمال صفد، وقد شنت هذه المنظمة المسلحة هجوما على الحي اليهودي في صفد في نوفمبر 1929.

5-في العمل السياسي لقضية فلسطين، فقد شارك من الدروز (شكيب أرسلان) الشخصية اللبنانية الدرزية المعروفة، وعجاج نويهض، وعادل أرسلان، وهاني أبو مصلح، وعلي ناصر الدين، وفريد زين الدين، وغيرهم .

6-التحق (الدروز الفلسطينيون) بالمتطوعين القادمين من سوريا ولبنان عام 1948، تحت قيادة (فوزي القاوقجي).

7-بعد زيارة (فايتسمان) عام 1920 لفلسطين، وضع برنامج صهيوني جاء فيه: (بناء بديل للقيادة الوطنية الفلسطينية عن طريق دعم (المعارضين) لهذه القيادة، وتعميق الفارق في المجتمع الفلسطيني عن طريق إبعاد (البدو) عن باقي العرب، وزرع الفتن بين (المسيحيين، والمسلمين، والدروز)

8-قد أفشل الخطة-خطة نقل الدروز من فلسطين الى سوريا-، (سلطان باشا الأطرش)[4]، وهاجمها (علي الأطرش)، عندما عُرضت عليه من قبل (يوسف العيسمي)، فقد رفضها، (حتى لا ينظر إلينا إخواننا المسلمون السُنًّة، نظرة الشك، والخيانة)

9-الدعاية الصهيونية، ارتكزت على أساطيرواكاذيب خلقتها بنفسها وصدّقتها وتريد إقناع الدروز المسلمين العرب بها بقوة السلاح؛ حيث أن الحركة الصهيونية عملت على المحاور التالية:

أولاً: الدروز ليسوا عرباً!!

ثانياً: الدروز ليسوا مسلمين!!

ثالثاً: الدروز أقرب إلى اليهود تاريخياً!!!

رابعاً: هناك خصوصية للدين الدرزي!!

خامساً: هناك قومية وثقافة خاصة درزية!!!

10-تحكي الرواية السائدة بين العرب الدروز، أن النبي شعيب كان النبي غير الظاهر (الباطن)، وأن (النبي موسى) تزوج من فتاة كانت ترعى ماشية للنبي شعيب، وكان شعيب قد تبناها، كما تقول الرواية الشعبية، (لكن المذهب الإسلامي الدرزي ينفي نفياً قاطعاً هذه الراوية التوراتية. (لأن الأنبياء الخمسة لدى الدروز (لا يتزوجون)).[5]

 11-وقف الشيخ فرهود[6] يعدد مطالب الطائفة الدرزية الإسلامية قائلاً( لقد قطع المزيفون شوطاً بعيداً في غيهم وانتهكوا حرمة التاريخ باختلاقهم شعارات ومصطلحات مثل (الشعب الدرزي)، (الدروز والعرب)، (الدروز والمسلمون) وحتى (الدولة الدرزية). لقد أرادونا في مجال الواجبات أخوة، ولكن في حقل الضرر والأذى فإننا عرب كغيرنا.

12-حاتم إسماعيل حلبي عضو سكرتارية لجنة المبادرة الدرزية يقول: (ليس صحيحاً القول أن الدروز طالبوا بأن يجندوا، فهذا خطأ من أساسه، وجميعنا شهود عيان على المعارضة الجبارة من أبناء الطائفة الدرزية التي واجهتها السلطة في حينه، ففي عام 1956، حين أقرت السلطة نظام التجنيد الإجباري، وقّع 40 شخصاً مع التجنيد ووقّع 1600 شخصاً ضد التجنيد) (مؤتمر المبادرة، شفا عمر، (نشرة واحدة)، منشورات لجنة المبادرة الدرزية، 1978)

13- ناضل العرب المسلمون الدروز الفلسطينيون ضد (خصوصية الاضطهاد)، ضد (التجنيد الإجباري) ضد (نهب الأراضي)، ضد (سياسة التفرقة) ضد (الأساطير الإسرائيلية)، ضد (القومية الدرزية)، ضد (المصطلحات الإسرائيلية): (الوطن الدرزي) – (الشعب الدرزي) – (التراث الدرزي)..وغيرها. وقد استخدم الدروز في نضالهم عدة أساليب فمارسوا أسلوب النضال الجماهيري: التظاهر، الاحتجاج، وأسلوب الدفاع السلبي مثل التسجيل مسلماً سنياً، ومحاولات الانتحار، وأسلوب الدفاع الإيجابي مثل الفرار من الجندية ودخول السجن، وأسلوب الهجوم المسلح مثلما فعلت قرية كسرى، ولا يهمنا هنا نوع السلاح الذي استخدم.

ملخص من: لجنة التعبئة الفكرية في حركة فتح العام 2019

[1]  ويمكن الرجوع للدراسة للكاتب د.عزالدين المناصرة على موقع الحوار المتمدن عام 2018 العدد 5749 في محور مواضيع وأبحاث سياسية.

[2] عز الدين المناصرة (11أبريل- 1946م)، شاعر وناقد ومفكر وأكاديمي فلسطيني من  الخليل-فلسطين. حائز على عدة جوائز كأديب وكأكاديمي. وهو من شعراء المقاومة الفلسطينية، وكاتب مرموق.  

[3]  سعيد نفاع حقوقي ومناضل سياسي في فلسطين، مواليد  1953 في قرية بيت جن الرابضة في أحضان الجرمق أعلى جبال بلادنا،لأب فلسطيني ولأم سورية ، وهو رئيس المجلس العام للتجمع الوطني الديمقراطي. وله من الكتب: العرب الدروز والحركة الوطنية الفلسطينية حتى أل- 48.

[4]  سلطان الأطرش والمعروف باسم سلطان باشا الأطرش قائد وطني ومجاهد ثوري سوري درزي القائد العام للثورة السورية الكبرى 1925، ضد الانتداب الفرنسي، أحد أشهر الشخصيات الدرزية في العصر الحديث عرف بوطنيته وشجاعته ورفضه لتجزئة سورية.

[5] وهذه الرواية الاسرائيلية (زواج النبي موسى من ابنة النبي شعيب) هي فكرة ما يسميه الاسرائيليين “حلف الدم” بين اليهود والدروز، بقصد التفرقة والفصل عن المحيط العربي والاسلامي.

 [6]الشيخ فرهود قاسم فرهود(1911-2003)  تلاقى مع مجموعة من الشباب الدروز الأحرار في فلسطين، وأسس وترأس لجنة المبادرة العربية الدرزية عام 1972م والتي وضعت لها 4 أهداف ومطالب رئيسية وهي: 1- إلغاء الخدمة الأجبارية عن الشباب الدرزي وجعلها أجتيارية والمطابة بتأمين التعليم الجامعي والمهني للشباب الدروز .2- عدم التدخل في شؤون الموحدين الدروز الدينية والقومية ورفض التدخل في أمور الأعياد الدينية الدرزية وعدم تحويل الأماكن المقدسة إلى منابر سياسية حزبية .3- الكف عن مصادرة الأراضي ، وإعادة ما صودر منها لأصحابها .4- تقديم الهبات والمساعدات المالية والفنية اللازمة لتطوير القرى الدرزية ، كان خطيبًا لامعًا ، ذو صوت جهوري ، لا يخشى في الحق لومة لائم لأنه والحق أكثرية.

الدراسة الكاملة 

[better-wp-embedder width=”100%” height=”800px” download=”all” download-text=”” attachment_id=”89721″ /]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى