أقلام وأراء

الحبيب الاسود – النفط يرجح كفة باشاغا في ميزان الموقف الدولي من الأزمة الليبية

الحبيب الاسود ١٤-٣-٢٠٢٢م

دخل النفط الليبي على خط الصراع الحكومي في ليبيا ليرجح كفة رئيس الحكومة الجديدة الحائزة على ثقة مجلس النواب فتحي باشاغا أمام رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة الذي يرفض تسليم السلطة.

أطرافا إقليمية ودولية أعربت للسلطات الليبية عن خشيتها من إغلاق الموانئ والحقول النفطية في منطقة شرق ليبيا احتجاجا على رفض الدبيبة تسليم مقاليد الحكومة لمنافسه فتحي باشاغا، ولاسيما في ظل الوضع المضطرب الذي تشهده الأسواق العالمية نتيجة التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وأضافت أن هناك نقطة تثير القلق أكثر من غيرها، وهي أن أغلب منابع الثروة النفطية توجد في مناطق نفوذ الجيش الوطني الذي تدعم قيادته العامة الحكومة الجديدة وتساندها بقوة.

وأكدت الدول الغربية خلال الأيام الماضية لجميع الأطراف الليبية إصرارها على الاستمرار في تدفق صادرات النفط الليبي مهما كانت حدة الخلافات السياسية، لكنّ أهالي وأعيانًا في منطقة الهلال النفطي أصدروا الجمعة الماضي بيانا هددوا فيه بإغلاق وإيقاف تصدير النفط من الموانئ في المنطقة، وأكدوا أنه في حال استمرار دعم بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لحكومة الوحدة الوطنية -التي وصفوها بـ”منتهية الولاية”- سيضطرون إلى إغلاق ووقف تصدير النفط ، وطلبوا من المجتمع الدولي “دعم الحل الليبي – الليبي الذي جاء بالحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا، والاعتراف بها، وإنهاء الانقسام ووقف إهدار المال العام الذي تسببت به الحكومة السابقة”.

وأكد أهالي وأعيان ونشطاء مؤسسات المجتمع المدني في منطقة الهلال النفطي أن حل الأزمة السياسية في ليبيا هو انتخابات برلمانية رئاسية تكون على أساس دستور دائم، وليس على أساس قوانين تقود إلى مراحل انتقالية لم تنته منذ 2011.

ويرى مراقبون أن هذا الموقف يعبر عن مزاج شعبي عام، وبخاصة في شرق البلاد وجنوبها، ويصب في اتجاه التوافق الوطني الذي يهدف باشاغا إلى تحقيقه بالتنسيق مع أبرز الفرقاء السياسيين والميدانيين.

وكانت فعاليات اجتماعية ليبية مساندة للجيش الوطني أغلقت الحقول والموانئ النفطية في منطقة الهلال النفطي وشرق وجنوب ليبيا في يناير 2020، واستمر ذلك لمدة ثمانية أشهر قبل أن يعود النفط إلى التدفق بعد اتفاق مع المجلس الرئاسي السابق، وهو ما تخشى أطراف ليبية وأجنبية تكراره نتيجة الأزمة الحالية.

وتحظى حكومة باشاغا بدعم من قيادة الجيش الوطني ومجلس النواب والزعامات القبلية في أغلب مناطق البلاد، ولاسيما في المنطقتين الشرقية والجنوبية الخاضعتين لنفوذ المؤسسة العسكرية، وهو ما يزيد من احتمالات استعمال سلاح النفط للضغط على حكومة الدبيبة كي تقبل بتسليم السلطة إلى الحكومة الجديدة.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى