أقلام وأراء

البروفيسور فنكلشتاين يفجر قنبلة في وجه غلاة التوراتيين ويفكك الاساطير الصهيونية المزيفة

نواف الزرو 23/11/2021

غصت الصحف العربية ومختلف المواقع الالكترونية العربية خلال الايام القليلة الماضية بتصريحات على لسان البروفيسور الاسرائيلي وعالم الآثار المشهور يسرائيل فنكلشتاين ينفي فيها القصص والاساطير التوراتية حول مملكة داوود مؤكدا:” ان علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم القصص الواردة في التوراة بما في ذلك قصص الخروج والتيه في سيناء وانتصار يوشع بين نون على كنعان.

– شخصية داوود كزعيم يحظى بتكريم كبير لأنه وحد مملكتي يهودا وإسرائيل هو مجرد وهم وخيال لم يكن لها وجود حقيقي-عن رأي اليوم2021-11-20”- من زهير أندراوس/.

واود ان الفت الانتباه هنا الى ان كل هذه التصريحات كانت نشرت سابقا منذ عام 2011 ، حيث جاء في تقرير نشرته مجلة جيروساليم ريبورت الإسرائيلية- 5-8-2011-“أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة بما في ذلك قصص الخروج والتيه في سيناء وانتصار يوشع بين نون على كنعان، وقال فنكلشتاين “لقد تطور الإسرائيليون القدماء من الحضارة الكنعانية في العصر البرونزي المتأخر في المنطقة، ولم يكن هناك أي غزو عسكري قاس، وأكثر من ذلك حيث يشكك في قصة داوود الشخصية التوراتية الأكثر ارتباطاً بالقدس حسب معتقدات اليهود، ويقول أنه لا يوجد أساس أو شاهد اثبات تاريخي على وجود هذا الملك المحارب الذي اتخذ القدس عاصمة له والذي سيأتي احد من صلبه للإشراف على بناء الهيكل الثالث”، مؤكداً “أن شخصية داوود كزعيم يحظى بتكريم كبير لأنه وحد مملكتي يهودا وإسرائيل هو مجرد وهم وخيال لم يكن لها وجود حقيقي”. كما يؤكد فلنكشتاين “أن وجود باني الهيكل وهو سليمان ابن داوود مشكوك فيه أيضاً، حيث تقول التوراة أنه حكم امبراطورية تمتد من مصر حتى نهر الفرات رغم عدم وجود أي شاهد أثري على أن هذه المملكة المتحدة المترامية الأطراف قد وجدت بالفعل في يوم من الايام وإن كان لهذه الممالك وجود فعلي فقد كانت مجرد قبائل وكانت معاركها مجرد حروب قبلية صغيرة وبالتالي فإن قدس داوود لم تكن أكثر من قرية فقيرة بائسة” ، أما فيما يتعلق بهيكل سليمان فلايوجد أي شاهد أثري يدل على أنه كان موجوداً بالفعل.

وكان فنكلشتاين ادلى بواحدة من اهم الشهادات الموثقة المتعلقة بالصراع المحتدم حول “هوية القدس “:

 اذ شكك في اسطورتي الملك داود وسليمان الحكيم موردا قراءة جديدة لهما على ضوء ابحاث علمية مفادها “ان داود كان ربما مجرد قاطع طريق وسليمان كان حاكما على القدس في زمن لم يكن عدد سكانها يتعدى بضعة آلاف –عن أ.ف.ب/2006/4/11 “.

وقال لصحيفة معاريف العبرية ايضا:”آسف لا يوجد ادلة اثرية على هذه الحكاية الهامة و الجميلة”، اى حكاية خروج شعب اليهود العبيد من ارض مصر الى ارض الكنعانين”. مضيفا:” انه خلال عشرات السنوات من البحث الاثري العلمي لم يتم اكتشاف اية براهين اثرية لحكاية الخروج من مصر، رغم حراثة سيناء كلها ودلتا النيل طولاً وعمقاً… ليس هناك اية براهين على ان الاسرائيليين القدامى مّروا من هنا”. مردفا:”ليست هناك ادلة على وجود تجمع سكاني عبري اياً كان استوطن فيه يعقوب وابناؤه او غيرهم من الاسرائيليين الاخرين في مصر نفسها في القرن الثالث عشر قبل الميلاد الذي يعتبر فترة حدوث المجريات المفترضة في الحكاية”.

*علماء اسرائيليون ينضمون لفنكلشتاين

وقد انضم عدد من كبار علماء الآثار الاسرائيليين الى فنكلشتاين مؤيدين نظيته ، فمن جانبه قال رافاييل جرينبرج -وهو محاضر بجامعة تل أبيب -إنه “كان من المفترض ان تجد “إسرائيل” شيئا حال واصلت الحفر غير أن الإسرائيليين في مدينة داود بحي سلوان بالقدس يقومون بالحفر دون توقف منذ عامين ولم يعثروا على شيء.

 واتفق البروفيسور “يوني مزراحي” – وهو عالم آثار مستقل عمل سابقا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية – مع رأى فنكلشتاين، وقال إن “جمعية إلعاد لم تعثر حتى على لافتة مكتوب عليها “مرحبا بكم في قصر داود”برغم أن الموقف كان محسوما لديهم في ذلك الشأن كما لو أنهم يعتمدون على نصوص مقدسة لإرشادهم في عملهم .

وفي الإطار نفسه يرى خبراء إسرائيليون أن الهدف الرئيس من وراء أنشطة الحفريات هو دفع الفلسطينيين للخروج من المدينة المقدسة وتوسيع المستوطنات اليهودية فيها.

 وأكد رافاييل جرينبرج أن ما تقوم به إسرائيل من استخدام لعلم الآثار بشكل مخل يهدف إلى طرد الفلسطينيين الذين يعيشون في سلوان وتحويله إلى مكان يهودي.

ومن جانبه قال إريك مايرز أستاذ الدراسات اليهودية وعلم الآثار في جامعة “دوك” الاميركية إن ما تقوم به جمعية “إيلعاد” يعد نوعا من السرقة.

ويذكر أن الحكومة الإسرائيلية بدأت منذ منتصف عام 2008 سرا وبقوة توسيع وتدعيم سيطرة المستوطنين على سلوان ومحيط البلدة القديمة التاريخية التي احتلتها إسرائيل في حرب يونيو 1967 وضمتها فيما بعد في

وكان علماء آثار يهود اكدوا بدورهم في مطلع عام/2010 بأنه لا يوجد أثر يهودي واحد في القدس رغم السنوات التي قضتها السلطات الإسرائيلية في البحث عن آثار يهودية في المدينة المحتلة من خلال عمليات الحفر في جنبات المدينة لإثبات يهوديتها.

وفي اجتماع لعلماء الاثار عقد في سان فرنسيسكو في نهاية 1997 قال البروفيسور اوسيكثين من جامعة تل ابيب الذي شارك قبل قبل ذلك بنحو 46 عاماً في كشف احد قصور الملك سليمان انه غّير رأيه وهو اليوم يتفق مع تفسير فنكلشتاين ويقول ” يصعب على نفسيتي الرومانسية العاطفية ان تعترف بذلك وأمل ان يغفر لي سليمان”.

كما ظهرت ادانة اخرى من فم اسرائيل وهو عالم الاثار الاقليمي “جدعون افني” بعد اجراء عمليات تنقيب واسعة في حي سلوان في القدس الشرقية ادت الى اكتشاف نظام معقد لنقل المياه يعود تاريخه الى 1800 سنة قبل الميلاد أي الى 800 سنة قبل الاجتياح الذي تنسبه التوراة حتى الآن بأن العبرانيين هم الذين طوروا المدينة واقاموا نظام جر المياه.وقد اتضح ان نظام جر المياه هو احد الاشياء الاكثر تعقيداً وحماية في الشرق الاوسط. وقال عالم الاثار” افني” “ان اكتشاف بقايا برجين حجريين استخدما لتدعيم شبكة المياه وقطع فخاريه عدت في تقارير عن الشبكة وربطها بالعهد الكنعاني من خلال الحقبة البرونزية الوسيطة.وقال ان ذلك يغير كل ما نعرفه عن مدينة داود فالملك داود لم يبن مدينة جديدة.

كما قال عالم آثار آخر “ردفريك” “اسف ولكن السيد داود و السيد سليمان لم يظهرا في هذه الصورة “.

وهكذا …بداية الغيث قطرة من افواههم وبشهاداتهم واعترافاتهم ايضا وهذه الشهادات والاعترافات تنطوي على اهمية علمية ووثائقية وتاريخية وقانونية واخلاقية بالغة الاهمية ولسوف تكشف الايام والتاريخ زيف تاريخ اليهود وزيف ادعاءاتهم.

* الطبيعة الصهيونية على حقيقتها ..

  ولكن الاسرائيليون وكما هي طبيعتهم يواصلون باصرار احتلالي صهيوني محاولة تزوير وتزييف التاريخ والحقائق ، ويواصلون الادعاء بلا توقف بـ” ان القدس – اورشليم – لهم ، وانها عاصمتهم الموحدة إلى الأبد ” .

 ولذلك أيضاً ليس عبثاً ان يسارعوا إلى الحديث دائما عن :

-” عمق العلاقة والارتباط النفسي الشامل للشعب اليهودي بالقدس “

 و” ان هذه المدينة تم توحيدها ولن تقسم مره أخرى ، ولن تخرج عن السيادة الإسرائيلية ثانية ” ..

وعن ” ان القدس الموحدة كانت وستبقى قلب الشعب اليهودي وعاصمته إلى أبد الابدين “.

نحتاج عربيا واسلاميا الى العمل والعمل الدؤوب المتواصل علميا وسياسيا واعلاميا وقانونيا على مختلف المستويات الدولية من اجل تهديم الاساطير الصهيونية المزيفة المتعلقة بيهودية المدينة المقدسة …؟!!

الى ذلك، يجب أن تكون القدس حقاً على قمة الاجندات الفلسطينية والعربية والاسلامية، ويجب أن يفتح الفلسطينيون والعرب معركتها على كافة الصعد والمستويات، وأن يوظفوا في خدمتها كافة الأسلحة والوسائل المتاحة فلسطينياً / عربياً / إسلامياً / مسيحياً / دولياً .

وخلاصة الخلاصة هنا انه على قدر عطائنا فلسطينيا وعربياعلى مختلف الصعد والمستويات على قدر ما نحقق من تقدم على طريق انقاذ وتخليص القدس.

فالقدس لنا… عربية الهوية والسيادة والمستقبل… وعلى امتنا وحكوماتنا ان تكون عند مسؤولياتها التاريخية ازاء القدس.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى