أقلام وأراء

البرنامج النووي الإيراني يتصدر مباحثات بايدن بينت …

علي ابو حبلة – 26/8/2021

غادر بينت الكيان الصهيوني إلى واشنطن في زيارة هي الأولى للولايات المتحدة الأمريكية منذ توليه مهام منصبه في يونيو الماضي وسنجتمع اليوم (الخميس) مع الرئيس بايدن، بحسب ما نشرت الإذاعة الإسرائيلية العامة. وقال بينيت في بيان صادر عن مكتبه «هناك حكومة جديدة في الولايات المتحدة وحكومة جديدة في إسرائيل وأنا أحمل معي من القدس روحا جديدة من التعاون وهذا يعتمد على علاقة خاصة وطويلة الأمد بين البلدين».

لا يلوح في الأفق ان تتصدر القضية الفلسطينية محادثات بايدن بينت وعقبت وزارة الخارجيه الفلسطينيه على الزيارة بالقول إن حكومة بينيت لا تفوت أية فرصة لتدمير مقومات وجود دولة فلسطينية قابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية.

وحمل بيان صادر عن الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن الإجراءات والجرائم ضد الشعب الفلسطيني وتداعياتها الخطيرة على فرص تحقيق السلام ومبدأ حل الدولتين وتخريبها المتعمد للجهود الدولية والأمريكية الرامية لخلق بيئة مناسبة لإطلاق المفاوضات. ويعد ملف الاستيطان أبرز أوجه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي وأحد الأسباب الرئيسية لتوقف آخر مفاوضات للسلام بين الجانبين قبل منتصف عام 2014.

ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، هي الأولى له مع وسيلة إعلام غير إسرائيلية، وذلك توازياً مع زيارته إلى البيت الأبيض، حيث سيقابل الرئيس الأميركي جو بايدن.

أبرز المواقف التي وردت في المقابلة، كانت تأكيد بينيت معارضته إحياء الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية، وتعهّده مواصلة الهجمات السرية على برنامج طهران النووي، إلى جانب استكمال مخططات توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، رغم معارضة بايدن الجزئية لها.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بينت لا يملك رؤية حقيقية لتحقيق السلام ويقول إنه سيقدّم «رؤية استراتيجية جديدة» بشأن إيران، ستشمل تعزيز العلاقات مع الدول العربية المعارضة نفوذها الإقليمي وطموحاتها النووية، بما يقود إلى تشكيل «تحالف إقليمي مع الدول العربية». كما تتضمن الرؤية استمرار القيود الديبلوماسية والاقتصادية ضد إيران، والهجمات الإسرائيلية السرية على مصالحها ومنشآتها، بما يندرج ضمن «المنطقة الرمادية» (حرب الظل).

بخصوص السلام مع الفلسطينيين يرى بينيت الوصول إلى «اتفاق سلام» مع الفلسطينيين وهو في كرسي رئاسة الحكومة صعب المنال والتحقق، ولا حتى «في المستقبل المنظور»، مبرراً ذلك بمعارضته لأي سيادة فلسطينية كما «بانقسام وضياع القيادة الفلسطينية» حسب تعبيره، واعتبر أنه يمكن معالجة معظم المشكلات، بما في ذلك «الصراع مع الفلسطينيين» من خلال «الاقتصاد، الاقتصاد، الاقتصاد».

وأكد أن حكومته ستعتمد السياسة طويلة الأمد توسيع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية المحتلة؛ كما سيكون مستعداً «لخوض حرب أخرى مع حماس» حتى لو كلّفه ذلك «دعم النواب العرب الأربعة» اللازم لبقائه في السلطة. سنوات ضياع جديدة في مواجهة الفلسطينيين في ظل استحالة حدوث إجماع فعلي داخل الحكومة الإسرائيلية المتنوعة على إقامة دولة فلسطينية، فمن غير المتوقع أن يضغط بايدن ومعاونوه على بينيت لتقديم أي تنازلات كبرى للفلسطينيين في أول زيارة خارجية له. ومع عدم وجود علامة تذكر على ضغوط أمريكية لاستئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين التي انهارت عام 2014، تواجه إسرائيل مخاوف من واشنطن بشأن نشاطها الاستيطاني في مناطق احتلتها في حرب عام 1967. وادارة إدارة بايدن بالفعل تعارض المزيد من التوسع الاستيطاني على الأرض المحتلة التي يسعى الفلسطينيون لأن تكون ضمن دولتهم. وتعتبر معظم الدول مثل هذه المستوطنات غير شرعية، وهو ما ترفضه إسرائيل.

التوتر على امتداد حدود الكيان الصهيوني مع غزة، بعد ثلاثة أشهر من حرب دامت 11 يوماً بين القوات الإسرائيلية وقوى المقاومة ستلقي بظلالها على محادثات بايدن بينت في ظل غياب أي أفق لتحريك عملية السلام.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى