ترجمات أجنبية

الايكونومست: حجم الكارثة في تركيا وسوريا آخذ في الازدياد

الايكونومست 8-2-2023: حجم الكارثة في تركيا وسوريا آخذ في الازدياد

إن الصمت هو أسوأ جزء، ففي كل ربع ساعة، يتوقف مشغل جرافة أو رافعة عن العمل بين الأنقاض على أمل أن يسمع صراخ الناس العالقين تحتها، ولا صوت.

وبدلا من ذلك، هناك الشهيق والبكاء والدعوات والمتفرجون. وكل ما تبقى، هو أنقاض من عمارة مكونة من 14 طابقا في أضنة، مدينة يسكنها 1.4 مليون نسمة جنوبي تركيا. وجاء في التقرير أن المشاهد تكررت في أكثر من مكان، حيث تراكم ما تبقى من البنايات مثل البسكويت المهشم.

حجم الدمار الذي تسبب به زلزالان بدرجة 7.8 و7.5 على مقياس ريختر، غير معروفة بعد. وأعداد الضحايا تتزايد في كل يوم (وصلت إلى أكثر من 15 ألفاً في تركيا وسوريا)، وانهارت حوالي 6 آلاف بناية مثل تلك البنايات في أضنة نتيجة الزلزال، بحسب أوغين أحمد إرشان، خبير الزلال، والذي يعتقد أن حوالي 180 ألف شخص علقوا تحت الأنقاض.

وقرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إعلان حالة الطوارئ في 10 مناطق تضررت من الزلزال. وبعيدا عن أضنة بحوالي 100 كيلومتر، فإن المشاهد مرعبة أكثر. فقد اندلعت النيران في ميناء الإسكندرون، الواقع على البحر المتوسط، وابتلعت النيران حاويات السفن الواحدة بعد الأخرى، وصبغت المناطق المحيطة بالدخان الأسود.

وبدت أنطاكيا مثل مكان دمرته الحرب. وفي مركز المدينة، هناك بناية دُمرت أو مالت وملأتها الصدوع، إلى جانب أعداد كبيرة من البيوت الآيلة للسقوط. وغُطيت الجثث التي أخرجت من بين الأنقاض بالبطانيات أو السجاد، وسُجيت في الطريق الطويل مع الجرحى الذين ينتظرون وصول سيارات الإسعاف. ويقوم المتطوعون وعمال البلدية بتوزيع وجبات الطعام على السكان. وكافح رجل كبير الحجم، ويعاني من إصابة، لعدم فقدان الوعي، وكان يصرخ على أخيه “ابق معي”. وقال قائد مروحية عسكرية: “هناك الكثير أمامنا لعمله معا”.

ويبدو عمال الإنقاذ أمام مهمة ضخمة، فأمام بيت منهار، وقفت سيدة مسنّة وهي تناشد سائق جرافة للحفر بحثا عن ابنها. وكان الجنود يحفرون بأيديهم تاركين المعدات الثقيلة للبحث عن العالقين. وقال أحدهم: “عمتي، علينا اتخاذ قرارات صعبة… هناك الكثير من الناس يصرخون طالبين المساعدة تحت بناية أخرى في الشارع، وابنك ربما يكون ميتا”.

وفي سوريا، تزايد عدد الضحايا في إدلب ومناطق شمال- غرب سوريا الواقعة تحت سيطرة النظام. وقالت الأمم المتحدة إن 224 بناء على الأقل دُمرت و325 أخرى تضررت، لكن العدد النهائي سيكون أعلى. ومعظم السكان في إدلب هم من النازحين ويعيشون في الخيام.

ويقول شهود عيان، إن الهزة الأرضية دمرت قرى بكاملها. ومنظمة الخوذ البيضاء مدربة للردّ ولكنها لا تستطيع تغطية كل المناطق التي يعيش فيها أكثر من 4 ملايين نسمة، بمتطوعين عددهم 3 آلاف شخص. وحتى عندما يصلون إلى الجرحى، يجدون صعوبة في علاجهم.

ففي إدلب، استهدفت جيش النظام والطائرات الروسية، المراكز الصحية والمستشفيات (جريمة حرب) مخلفة المنطقة بدون بنى صحية عاملة. ولدى الجيش التركي قاعدة في المنطقة، حيث أرسل فرق إنقاذ، وستصل المساعدات الخارجية ولكن ببطء؛ لأن المنطقة خاضعة للمعارضة السورية والوصول إليها صعب.

وتعتبر تركيا شريان الحياة لإدلب. ويعتمد أكثر من 2.7 مليون شخص على المساعدات الخارجية التي تُشحن عبر الحدود من تركيا، وبدون موافقة من نظام الأسد، بناء على قرار من مجلس الأمن في 2014. وسمح القرار منذ عام 2020 بمرور المساعدات عبر معبر باب الهوى، لكن الطريق إليه لم يعد صالحا بسبب الهزة الأرضية.

وأُغلق مطار أنطاكيا القريب من المعبر بسبب تضرر واحد من مدارجه، وكذا الطريق بين أنطاكيا وغازي عنتاب، ثاني أقرب مطار لباب الهوى.

وفي 7 شباط/ فبراير، أعلنت المتحدة عن توقف المساعدات عبر الحدود، بدون ذكر وقت استئنافها، مما سيؤدي إلى نقص في الطعام والأدوية والبضائع الأساسية. والوضع ليس أفضل في مناطق النظام، فهو سيئ في حلب وحماة والجنوب واللاذقية على البحر.

ولم يكن النظام فاعلا في الأزمات السابقة، فعندما اندلعت النيران في غرب سوريا عام 2021 وحرقت أكثر من 300 ألف هكتار، عانت الدولة لإطفاء الحرائق. وكذا أثناء وباء كورونا، حيث قدمت أرقاما غير دقيقة. وستجد الحكومة صعوبات في إرسال الإمدادات للمناطق المتضررة، فالوقود غير متوفر بسبب نقص العملة الصعبة.

وفُرضت عقوبات دولية على الأسد، الذي لا يملك أصدقاء كثيرين، ولديه عادة إعاقة الدعم الدولي وحرفه وسرقته. ووعدت دول مثل روسيا وإيران والجزائر ومصر بإرسال مساعدات، لكن قلة منها عبّرت عن استعداد لإرسال المزيد من الإعانات.

والدمار من الزلزال يعني معاناة أكبر للبلد الذي دمرته الحرب. وبدأت حالة الإحباط في تركيا تظهر من خلال الشعور أن بعض مناطق البلاد أُهملت. وتقول الحكومة إنها أرسلت 18 ألف عنصر من قوات الجندرمة، و10 آلاف رجل شرطة لمناطق الكارثة، ومئات سيارات الإسعاف وشاحنات الجيش والشرطة التي تحتشد في الطريق إلى أنطاكيا. ويبدو أن جهود الإغاثة تعتمد على المتطوعين الذين تدفقوا من كل أنحاء البلاد.

The scale of the disaster in Turkey and Syria keeps growing

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى