منوعات

الاخبار المضللة وانتشارها السريع

ليث السعد ٢٢-٦-٢٠٢٢م

نعيش في ظل عصر ما بعد الحداثة وانتشار الهوس الإلكتروني وهي ظاهرة رقمية غريبة  أي أنك في سبيل ركوب الترند قد تكون مضطر لفعل أي شيء تضحي بخصوصية حياتك الشخصية أوخلق تمثيليات مزيفة كل ذلك لتحقيق إستعطاف إلكتروني أومن أجل ركوب الترند لا أكثر.

لكن اسوء من هذا كله هوا نشر الاخبار الكاذبة أو المضللة كلها في سبيلالحصول على بعض التفاعل الالكتروني

ولا يشمل مصطلحالأخبار المزيفةالسرد السياسي فقط، ولكنه يشمل أيضًا مجموعةً من القضايا الأخرى، مثل نشر أخبار مزيفة عن الأحوال الصحية للمشاهير، أو حتى بث شائعات عن وفاتهم، إضافةً إلى نشرالأخبار الكاذبة التي يمكن أن تثير توترات عرقية تؤدي بدورها إلى تزايد حدة العنف بين المجتمعات المختلفة، ‬ وعادة ما يتزامن نشر هذه الأخبار معأهم الأحداث الرائجة في العالم.

كما تشكل مواقع التواصل الاجتماعي الخصبة المثالية لنشر الاخبار المضللةأو الزائفة حيث تواجه مواقع التواصل صعوبة في كشف الاخبار الزائفة بسب تحايل الحسابات الزائفة في نشر المعلومات المضللة حيث تعتمدالحسابات المضللة حيلة تشفير الاخبار وهي حيلة اضافة بعض الرموزوالكلمات الى الخبر الزائف المراد نشره حيث اصبحت حيلة التشفير سائدةبشكل كبير مما يسبب صعوبة كبيرة في كشف الاخبار الزائفة.

وتقدر فيسبوك أن نحو 5 في المئة من جميع المستخدمين النشطين الذين يبلغعددهم 2.89 مليار مستخدم حاليا على المنصة هم حسابات مزيفة وتنشرالاخبار المضللة  

وفي الواقع، يبدو أن الانتشار الواسع للأخبار والحسابات المضللة قد تحول إلى ظاهرة ليس لها حدود، تنطوي على جملة من النظريات والقليل منالثوابت، ناهيك عن أن تأثيرها لم يدرس بشكل معمق إلى حد الآن.

حيث تشير الكثير من الدراسات أن الأخبار الكاذبة تنتشر بشكل أسرعوتصل إلى أكبر عدد من الأشخاص مقارنة بالأخبار الحقيقية.

وفي عصر ما بعد الحقيقة، تلعب النفس البشرية والانحيازات المعرفية لدىبعض الأشخاص دورا حاسما في نشر الأخبار الزائفة. ويعزى ذلك أساسالمجموعة من الانحيازات الغريزية التي تؤثر علينا بطريقة لا واعية، عندما نقومبمعالجة المعلومة التي تجعلنا نختار ما يدعم مخططاتنا العقلية. وهو ماتمكنت هذه الأبحاث من إثباته مرة أخرى.

إلى جانب ذلك، يشير الباحثون إلى أنالعقل البشري يفضل المعلومة التيتبدو مألوفة ولا تتناقض مع أفكاره المسبقة“. وتلتصق المعلومات المضللة التييتلقاها الأفراد بشتى الطرق سريعًا بأذهانهم وعقولهم حين تكون متوافقة معاقتناعاتهم السابقة ومعتقداتهم السياسية أو الدينية أو المجتمعية أوالشخصية، ولعل السبب الرئيسي وراء ذلك أن القبول بتلك المعلومات المريحةالتي تشبه ما نعتنقه يعد أسهل كثيرًا وأقل كلفةً من رفضها أو بذل الجهدفي سبيل البحث لمعرفة الحقيقة المجرّدة المتعلقة بها دون أي انحياز.

وبلغت الاخبار المضللة ذروتها خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكيةلسنتي 2012 و2016. كما انتشرت الاخبار المضللة بشكل كبيرفي موقعتويتر تزامنا مع السنة التي انتُخب فيها ترامب رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية. كما أدى ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا، خلال سنة 2014، إلى انفجار ظاهرة الأخبار الزائفة ولو بصفة جزئية، التي تم تداولها بكثرةعلى موقع تويتر“.

وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، اتهم فيسبوك وتويتر، يوليو الماضي، بعدمالتحرّك لوقف نشر المعلومات المضلّلة حول لقاحات كوفيد وقتل الناس“، وحضّ الشبكة الاجتماعية الأكبر على بذل المزيد من الجهد بهذا الخصوص.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى