ترجمات عبرية

يديعوت: كيف ستتصرف إسرائيل بعد دخول الإيرانيين إلى حرب أوكرانيا؟

نداف إيل – يديعوت 2022-10-19 الإيرانيين و حرب أوكرانيا… 

خلع فلاديمير بوتين قفازاته منذ وقت طويل في أوكرانيا. الآن، لم يعد يخجل. هدفت الهجمات في الأسبوعين الأخيرين على كييف إلى زرع الرعب على طريقة الضربات الجوية الخاطفة التي تعرضت لها لندن في الحرب العالمية الثانية، من دون الأضرار والموت اللذين خلّفهما سلاح الجو الألماني.

الظاهر أن الروس يهاجمون «أهدافاً تابعة لبنى تحتية» – يضربون شبكة التزود بالمياه والكهرباء، ويحاولون إرسال رسالة بأن تفجير جسر القرم لن يمر بسلام. فعلياً، الهدف هو زرع الخوف بالطبع. استخدام مسيّرات انتحارية في قلب مدينة أوروبية كبيرة، هدفه خلق ردع في الحرب – حرب يخسرها الروس بطريقة مهينة حتى الآن.

الدفاع الجوي في مواجهة الطائرات والمسيّرات والصواريخ والقذائف هو نقطة ضعف أوكرانيا في الحرب، والسبب المركزي الأساسي لعدم تواصُل القصر الرئاسي في كييف مع القدس منذ أسابيع طويلة. غضبُ الرئيس زيلينسكي على القدس كبير جداً، وهو لا يتوانى عن إظهاره في كل مناسبة.

بالطبع هناك دول غربية أُخرى ترفض تزويد أوكرانيا بقدرات تكنولوجية، أو تجد صعوبة في ذلك (على سبيل المثال رفض الأميركيون طلب الحصول على بطاريات صواريخ باتريوت رفضاً مطلقاً).

لكن التوقعات من إسرائيل مختلفة. يقول الأوكرانيون إنهم يتفهمون جيداً رفض المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تزويدهم بسلاح فتاك بسبب حساسية العلاقات مع روسيا، «لكن ما هي حجة الإسرائيليين حيال سلاح دفاعي؟ وما هي حجتهم عندما يكون المقصود سلاحاً إيرانياً يقتل الأوكرانيين؟» سأل أحد المصادر في نهاية الأسبوع.

النقطة الأخيرة حساسة. تنفي طهران تدخُّلها في الحرب، لكن ليس هناك أي شك لدى المصادر الاستخباراتية في أن المسيّرات الانتحارية هي من صُنع إيراني، ويرافقها مدربون إيرانيون. ويشكل هذا نموذجاً استثنائياً من القوة الصاعدة للجمهورية الإسلامية، وأيضاً هو نموذج من ضُعف الروس المثير للاستغراب، الذين اضطروا إلى الاستعانة بإيران للحصول على تكنولوجيا كان يجب أن تكون لديهم قبل أعوام عديدة.

في آب نشرتُ على هذه الصفحات أن خط نقطة التحول في المؤسسة الأمنية قد جرى تجاوزه، وأن رئيس الحكومة ووزير الدفاع سمحا للمصدّرين الأمنيين في إسرائيل بيع أوكرانيا أي سلاح عسكري غير فتاك.

الاستثناء المركزي كان حظر بيع المنظومات الدفاعية الجوية على أنواعها. على هذه الخلفية، يجب فحص تصريحات الرئيس الروسي السابق وخادم بوتين ديمتري مدفيديف الذي قال أمس: «يبدو أن إسرائيل ستزود نظام كييف بالسلاح. هذه الخطوة غير مسؤولة، وستدمر العلاقات بين الدولتين».

جاءت هذه التصريحات، بحسب زعم مصادر في القدس، رداً على تغريدة لوزير الشتات نحمان شاي قبل بضعة أيام، جاء فيها أنه في ضوء وصول صواريخ باليستية إيرانية إلى روسيا (وهو أمر لم يتم التحقّق منه بالمناسبة)، يتعين على إسرائيل تقديم مساعدة عسكرية إلى أوكرانيا كما فعلت الدول الأعضاء في حلف الناتو. وأوضحت القدس أمس، بعد تهديدات مدفيديف، أن كلام شاي لا يمثل موقف الحكومة الإسرائيلية.

فيما يتعلق بهذه المسألة، يجب أن نقول ثلاثة أمور. الأمر الأول، مع كل الاحترام لنحمان شاي، من المتعارف عليه أن للحكومة موقفاً موحداً حيال قضايا حساسة من هذا النوع.

ولا يمكن التعليق على كل موضوع على تويتر. الأمر الثاني، ثمة شك كبير في أن مدفيديف كان يرد فقط على كلام نحمان شاي، لأنهم في موسكو يعرفون هوية وزير ليس رفيع المستوى من حزب العمل.

من المعقول أكثر أن الروس يدركون أنهم تجاوزوا الحدود، في ضوء حصولهم على مساعدة من الإيرانيين، وهم يريدون وضع خط أحمر حيال إسرائيل – التي تشددت في تصريحاتها إزاء الغزو الروسي، تلقائياً.

النقطة الثالثة بديهية: تواصل إسرائيل انتهاج خط الذي أكل سمكاً كريه الرائحة وطُرد من المدينة. الأوكرانيون غاضبون عليها لأنها لا تساعدهم، والروس يستعينون بالإيرانيين ويساعدونهم أيضاً، وفي المقابل يعملون ضد إسرائيل في جبهات مختلفة.

وبصرف النظر عن المعركة الانتخابية، وعن أي شعار، فإن المساعدة الإيرانية الفتاكة للروس يجب أن تثير هنا نقاشاً استراتيجياً بشأن العلاقة مع أوكرانيا، ومثل هذا النقاش لا يمكن أن يجري في الحقيقة في ذروة معركة انتخابية. وكي نفهم مدى أهمية ذلك، دعا الأوروبيون – الفرنسيون والبريطانيون وغيرهم – إلى فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب انضمامها إلى الروس وتزويد آلة الحرب في الكرملين بالمسيّرات. وتزداد احتمالات فشل الاتفاق النووي بسبب هذه المساعدة.

مَن يبحث هنا عن الواجب الأخلاقي، من المفيد الاطّلاع على التحقيق الذي نشرته وكالة الأنباء الأسوشيتد برس قبل أيام بعنوان: «كيف تخطف موسكو أطفالاً أوكرانيين وتحولهم إلى روس».

وبحسب التقرير، تم العثور على آلاف الأطفال في أقبية المناطق التي سيطر عليها الروس، أو في ماريوبول المدمرة.

ادّعت موسكو أن هؤلاء الأولاد فقدوا أولياء أمورهم، وأن الروس يعتنون بهم. لكن بحسب وكالة الأنباء، جزء من هؤلاء الأولاد لديه أهل وعائلة، وهم يرسَلون إلى روسيا، أو إلى المناطق الواقعة تحت سيطرتها، ثم يرسَلون لتتبناهم عائلات روسية، ويحصلون على الهوية الروسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى