أقلام وأراء

اشرف صالح: رسالة أبوعبيدة في ملف الأسرى ليس ذات الأهمية للإحتلال

اشرف صالح ٢٨-٦-٢٠٢٢م

قال أبو عبيدة الناطق العسكري بإسم القسام التابعة لحماس , من خلال تصريح مقتضب أن هناك تدهور طرأ على صحة أحد أسرى الإحتلال لديهم , وفي خطوة ثانية  لإستثمار  الوقت قال أيضاً أنه سيخرج مرة أخرى لنشر بعض تفاصيل الحالة الصحية للجندي المأسور , وقد أجمع غالب المحللون سواء الإسرائيليون  أو الفلسطينيون  أن هذه التصريحات تهدف لتحريك المياه الساكنة بالنسبة لملف الأسرى والذي يعاني من تعنت إسرائيلي وإهمال واضح لهذا الملف , وبات المشهد وكأن الكرة في ملعب الإحتلال , لأن حماس تسعى ليلاً نهاراً بواسطة المخابرات المصرية بأن تكسب نقطة لصالحها تتمثل في إنجاز إتفاق وفاء الأحرار “2” باسرع وقت ممكن , بمقابل أن الإحتلال يماطل ويتحرك بدم بارد ومستعد لتأجيل هذا الملف لسنوات طويلة , وبالتأكيد فإن سياسة الإحتلال في كسب الوقت قد تكون لصالحه نوعاً ما وليس لصالح حماس , لأنه كلما أطال الوقت كلما إستطاع الإحتلال أن يعتقل المزيد والمزيد من الأسرى الجدد , وخاصة الأسرى ذات الأحكام العالية واللذين سيحلون محل الأسرى اللذين من المفترض أن يخروجون بموجب صفقة وفاء الأحرار “2”  , ومع هذا وفي وسط هذا المشهد الذي يعبر عن تشنج وإستعجال حماس مقابل برود أعصاب الإحتلال , فإن أحد إيجابيات تصريح أبو عبيدة  قد تتمثل في تحريك وإستفزاز مشاعر أهالي الأسرى الإسرائيليين , وبالطبع فإن أهالي أسرى الإسرائيليين لم يحدثوا تغير جوهري في ملف الأسرى كما شاهدنا في الثمان سنوات الماضية , ففي أسوأ الأحوال فإنهم سيطلبون أن يقابلوا رئيس الوزراء كي يحثوه على تحريك ملف أبناءهم , أو سيشتمونه ويتهمونه بالتخاذل من خلال وسائل الإعلام العبرية .

والسؤال هنا وبغض النظر عن نية حماس وراء هذه الرسالة , هل رسالة حماس على لسان أبو عبيدة ستكون ذات أهمية كبيرة بالنسبة للإحتلال وتعاطيه مع ملف الأسرى ؟ الجواب لا , لأن الإحتلال قرأ ما وراء الرسالة , سواء على مستوى تحريك المياه الساكنه , أو على مستوى إدارة حياة الأسرى المحتجزين لدى حماس , فالإحتلال إعتبر أن الرسالة تطمئنة أكثر ما تقلقه , فهي تعبر عن متابعة حماس المستمرة لصحة المحتجزين لديها لدرجة أنه بمجرد أن يصاب أحدهم بمغص ناتج عن نوبة برد ستقوم حماس بالإعلان عن ذلك , وفي المقابل وفي حال حدث موت مفاجئ لأحد الجنود المأسورين لدى حماس , فإن هذا الحدث قد يكون لصالح الإحتلال , لأن الجندي الميت سيكون أقل تكلفة من الجندي الحي , وهذا سيكون أقل ثمن بالنسبة للإحتلال .
وفي جميع الأحوال فلا زالت تداعيات تصريح حماس على لسان أبو عبيدة قائمة  وإن كانت ضعيفة , فالأيام القادمة ستشهد مزيد من التصريحات من الجانب الإسرائيلي وإن كانت عبارة عن إبر بنج للرأي العام الإسرائيلي والذي يعتبر هو الآخر باردأ تجاه ملف الأسرى المحتجزين , وستشهد مزيد من تحركات أهالي الجنود المأسورين وإن كانت ضعيفة كما أسلفت في مقالي , فالمشهد بشكل عام يعبر عن تشنج وإستعجال حماس بعد مرور ثمان سنوات , مقابل برود أعصاب الإحتلال .

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى