ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– يوجد مواطنون في المناطق ايها الوزيرة ميخائيلي

اسرائيل اليوم– بقلم  ليلي درعي  – 18/10/2021

” هذا هو جوهر مشكلة هذه الحكومة: تحت غطاء “شيء جديد يبدأ”، تلغي عمليا الانجازات الكبرى للسنوات التي انقضت وتعيدنا الى رواية اليسار “.

“ايها السكان  تحياتي لكم، لعلمكم، في اعقاب حادثة طرق في طريق 60 بين ادام وشاعر بنيامين، اغلق الطريق امام حركة السير في الاتجاهين. تحتمل تشويشات في المواصلات العامة”.  هذا البلاغ، ومئات منه، انا وعشرات الاف سكان بنيامين في شمالي القدس نتلقاه  على اساس يومي. 

عن أزمات السير  اليومية بين ادام وحزما لن تسمعوا في  تقارير صوت الجيش او كان الشبكة ب. فهي تجري خلف جبال الظلام، خلف الخط الاخضر.  ولكنها تنغض حياة مئات الاف الاشخاص – اسرائيليين وفلسطينيين على حد سواء – ممن يتقاسمون قطعة الطريق هذه التي تسمى طريق 60. 

  الفلسطينيون والاسرائيليون يرفضون ان يكونوا عالقين. فليرفضوا. وزيرة المواصلات الجديدة، ميراف ميخائيلي، قررت بانه “لسنوات طويلة كانت اسرائيل دولة يهودا والسامرة، وحان الوقت لان تعود وتكون دولة النقب والجليل”.  

مشاكل المواصلات لدى سكان شمال القدس هي مجرد اعراض للمشكلة الحقيقية: الخطير  هو ان هذا القول المثير للحفيظة جاء تحت حكومة أعلنت بانها ستحافظ  على الوضع الراهن في المواضيع “الاليمة”؛ حكومة تفهم بانه بسبب تركيبتها المعقدة لن يكون ممكنا اتخاذ قرارات هامة الى هنا (الى اليمين) او الى هناك (الى اليسار). ولكن مثل كل شيء آخر في هذه الحكومة، التصريحات في جهة – والواقع في جهة اخرى. إذ في هذه الاثناء، بوصلة الحكومة عالقة عند اليسار. 

تتجرأ ميراف ميخائيلي على التصريح، امام كل ميكروفون بانها ليست وزيرة مواصلات 400 الف مقيم ودافع ضرائب اسرائيلي، كونها تعرف انه لن يلحق بها اي ضر. هي تعرف انهفي الوضعية السياسية الحالية، فان 180 درجة يسارا لا تعرف مستقبلها كوزيرة للخطر. مثلها وزير الصحة نيتسان هوروفيتس، الذي ذهب لزيارة ابو مازن، الذي يدفع كل شهر رواتب للمخربين. او رئيس لجنة الخارجية والامن، رام بن باراك الذي لم يفهم حتى النشر في كل قنوات الاعلام ما هي المشكلة في تشغيل واحدة تلتقط لها الصور بمتعة من جانبها مع مؤيدي المخربين. او وزير الخارجية يئير لبيد الذي عاد من واشنطن مع وعد بان القنصلية الفلسطينية في القدس – الغربية! –  ستقوم.  

وهكذا، نجد انفسنا في كل طريق العودة الى الماضي البعيد الذي اردنا ان ننساه، والذي  كانت حياتنا في الاستيطان فيه متعلقة على كبحة؛ ماضٍ ادعوا فيه بان المال يختبيء بين ايتمار ويتسهار؛ واتهمونا، نحن المستوطنين، بسرقة المال المخصص لبلدات المحيط. عدنا الى رواية سنوات اوسلو، كون قاعدة وزراء الحكومة لا توجد بين يتسهار وايتمار، بل في اماكن يسمح فيها ومرغوب فيه قول امور هاذية مثل: “يسعدني انه يوجد حريديم ولكن علينا ان نقيد نفوذهم السياسي”. فهل  يوجد لاحد ما حنين لخطابات يئير لبيد؟، هذا هو جوهر مشكلة هذه الحكومة: تحت غطاء “شيء جديد يبدأ”، تلغي عمليا الانجازات الكبرى للسنوات التي انقضت وتعيدنا الى رواية اليسار. وداعا للحياة الطبيعية التي اعتدنا عليها، وبفضلها ركزنا على تقدم الدولة وليس على اضغاث احلام الدولتين للشعبين. نأمل ان نعود بسرعة قبل فوات الاوان. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى