ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – يوآف ليمور – تعمق أزمة ثقة الجمهور بالجيش

اسرائيل اليوم – بقلم  يوآف ليمور  – 23/12/2021

” ثقة الجمهور بالجيش الاسرائيلي انخفضت وعلى قيادته ان ترتبط بالناس وتستمع اليها. وحين يقول هؤلاء انه توجد مشكلة فيجب معالجتها وعلى الفور “.

بعد اسبوعين سيرفع رئيس المعهد الاسرائيلي للديمقراطية يوحنان بلاسنر، التقرير السنوي الذي يعنى بثقة الجمهور بمؤسسات الحكم لرئيس الدولة اسحق هرتسوغ.  ومن المتوقع للتقرير أن يعكس مشكلة ثقة متفاقمة بعموم السلطات، لكن معطى واحد يجب ان يقلق اكثر منها جميعا: ازمة ثقة الجمهور بالجيش الاسرائيلي تتعمق. 

في تقرير السنة الماضية (الذي عكس معطيات 2020) انخفضت ثقة الجمهور بالجيش جدا من 90 في المئة الى 81 في المئة، انخفاض بمعدل 10 في المئة. وهذا انخفاض حاد لم يشهد له مثيل في الماضي حتى في فترات الازمة، وفي الجيش ادعوا بان هذا حدث موضعي، انحراف احصائي لا يدل على شيء. 

لكن المعطيات التي ستنشر في بداية الشهر القادم وتعكس معطيات 2021 تدل على ازمة اعمق بكثير. فحسب آخر المعطيات، فان ثقة الجمهور في الجيش لم تتحسن في السنة الماضية، بمعنى ان هذه مشكلة جذرية. مع أنه في الفحص المرحلي الذي اجراه المعهد سجل ارتفاع معين في ثقة الجمهور بالجيش، لكنه يعود الى عواطف الجمهور في اعقاب حملة حارس الاسوار. وعلى اي حال تبين انه قصير الامد؛ ففي اخر استطلاع اجري في الشهر الماضي سجل انخفاض متجدد في المعطيات. 

تأكل مقلق

صحيح أن الجيش لا يزال يحظى بثقة اعلى من كل مؤسسة سلطوية اخرى، ولكن هذه حكمة صغيرة: يخدم فيه بناتنا وابناؤنا، الذين يحموننا. والتآكل في الثقة الجماهيرية يجب أن تقلق جدا لانه يشهد على ان هذا ليس موضوعا عابرا بل شيء جوهري يحدث في الجيش. بعض من الاسباب لذلك قد تكون خارجية (جراء الانخفاض في ثقة الجمهور في عموم الديمقراطيات في العالم  وحتى كثرة حملات الانتخابات وغياب ميزانية للدولة على مدى اكثر من سنتين، وبالطبع ازمة الكورونا)، لكن القسم الاهم فيها يعود الى الجيش الاسرائيلي نفسه: فالجيش يصعب عليه معالجة سلسلة من الازمات التي تفوت عن ناظر الجمهور. بعضها يحظى بالابراز في الشبكات الاجتماعية، ولكنه يحظى بمعالجة فاشلة من جانب الجيش. بدءاً بمشاكل الغذاء في كل قواعد الجيش تقريبا، عبر المشاكل المتكررة من والى القواعد، وانتهاء بمشاكل الاجر. ومع أنه من المتوقع قريبا ارتفاع اجر الجنود الالزاميين بـ 50 في المئة ولكن كيفما نظرنا الى ذلك، فان قيادة الجيش اهتمت قبل كل شيء بنفسها وبتقاعدها وفقط بعد ذلك بالجنود.

مع ان النائب السابق ايتان كابل تجاوز سن الستين، ولكنه يواصل خدمة الاحتياط في المظليين. وهو يوجد الان في مهمة عملياتية في غوش عصيون، وروى امس بان رفاقه في السرية ذهلوا من الظروف السائدة: مستوى الطعام، السكن، الحمامات. واجمل الامر بالقول: “ليس معقولا ان يكون هذا هو الوضع في العام 2021”. 

تروي قيادة الجيش لنفسها قصصا في أن كل شيء على ما يرام. وان هذه اخطاء هامشية لا تشهد على القاعدة. هذا على اي حال هو الوضع من زاوية نظر الجنرالات: فعندما يصلون الى القاعدة يكون كل شيء يلمع، وينتظرهم طابور وغرفة طعام مرتبة على مستوى فندق خمس نجوم. ولكن متى قام احد الجنرالات بعمل بسيط يتمثل بازالة النجوم عن كتفيه والدخول الى طابور الطعام او الى الحمامات مع رجال الاحتياط دون أن يعرفوا من هو. 

آخر من تصرف هكذا كان اودي ادام، لكنه منذئذ انقضى اكثر من عقد ونصف، والقطيعة بين الضباط الكبار والجنود آخذة في الاتساع فقط. 

شعارات وثمن الصمت

على مدى أربع ساعات سمعت شعارات عن كم هو الوضع سيء قبل عهد كوخافي وكم هو الوضع جيد اليوم. وكانت الناطقة المركزية في ندوة عقدها الجيش لقادة الالوية رئيسة دائرة العلوم السلوكية العقيد هداس منكا – التي كانت مهمتها المركزية هي بناء ثقة الجمهور بالجيش. فكيف تنسجم اقوالها في الندوة مع معطيات المعهد الاسرائيلي للديمقراطية. لدى كوخافي الحلول.

اعترافا بنجاح منكا، قرر كوخافي منحها مؤخرا رتبة عميد في خطوة شاذة وموضع خلاف، وليس لها فقط بل ولمقرب آخر منه، هو الناطق العسكري السابق هدي زيلبرمان، الذي مهمته المركزية كانت بناء ثقة الجمهور بالجيش، رفع في الرتبة وعين ملحق الجيش في واشنطن.

عقدت هذه الندوة تحت شعار “الاستراتيجي المنتصر”. هذا شعار جميل لا يوجد وراءه الكثير. فالجيش الاسرائيلي لم ينتصر في اي مواجهة منذ سنوات عديدة، والجمهور لا يشتري جهود كبار مسؤوليه للادعاء بان “حارس الاسوار” كانت نجاحا مدويا. كما أنه يصعب عليه ان يفهم كيف ان رئيس الاركان –  الذي يجد وقتا ليكتب كتابا في اثناء ولايته – مشغول لدرجة انه لا يعرب عن موقف قيمي في اي موضوع ممكن تقريبا: فهذا الاسبوع فقط اعتدى المستوطنون قرب حومش على جنود غولاني ورئيس الاركان صمت. وحافظ على صمته ايضا عندما أساء النائب سموتريتش للناطق العسكري ووصفه بـ “الكذاب”. 

عندما لم يتردد رئيس الاركان السابق غادي آيزنكوت في قضية اليئور ازاريا، عصفت الدولة – لكن ثقة الجمهور بالجيش بقيت عالية.  اما الان فالوضع مختلف ويحتاج الى اصلاح؛ بدلا من الادعاء بان كل شيء على ما يرام وان المشكلة هي فقط اعلامية، نوصي رئيس الاركان وقيادة الجيش بان يرتبطوا بالواقع ويستمعوا الى الجنود وللجمهور. اذا كانوا يقولون انه توجد مشكلة فقد حان الوقت لمعالجتها وفورا.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى