ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – هل يطمح أردوغان إلى إدخال إسرائيل في “إقليم إخواني”؟

اسرائيل اليوم 18/2/2022 – بقلم: أرئيل كهانا

“كان مؤثراً”. هكذا وصف رئيس الوزراء نفتالي بينيت لحظة عزف “هتكفا” في مدخل قصر ولي العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفة، ظهر الثلاثاء. لقد نسي كثيرون الاختراق الذي تحقق بين إسرائيل والإمارة الصغيرة، بهذه المدينة، في أيار 2019 قبل سنة من اتفاقات إبراهيم. جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، عقد هنا مؤتمراً اقتصادياً من أجل الفلسطينيين. أما هم، فعلى عادتهم، قاطعوه. لكن كثيراً من الإسرائيليين، بمن فيهم صحافيون وأنا بينهم، دعوا لتغطية الحدث علناً.بعد أكثر من سنة من ذلك، في أيلول 2020، جاء إلى المنامة رئيس هيئة الأمن القومي في حينه مئير بن شباط، وآفي باركوفيتش، مساعد كوشنر؛ لتدشين العلاقات بين الدولتين في إطار اتفاقات إبراهيم. كان حدثا تاريخياً مثيراً للانفعال لا مثيل له.وهذا الأسبوع، جرى لأول مرة، لقاء رئيس وزراء إسرائيل مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.

مع أن أعلام إسرائيل لم تعلق في شوارع المدينة ولم تنصب في لقاء بينيت والملك، لكن زيارة بينيت مثل زيارة وزير الدفاع غانتس هنا قبل أسبوعين، حظيت بتغطية في وسائل الإعلام المحلية. وبعامة، اخترقت البحرين الطريق إلى إسرائيل قبل الإمارات عندما عرض في مركز “شمعون فيزنتال” في العام 2017 بلوس أنجليس إعلان التسامح. ففي الحدث الذي لم ينتبه له الجمهور في إسرائيل، ندد الملك بالمقاطعة العربية وسمح لمواطنيه بزيارة البلاد. كان هذا مؤشراً لما سيأتي. مرت سنوات منذ علامات الطريق هذه.

وبالنسبة لي أيضاً كصحافي إسرائيلي غطى تلك الأحداث، باتت هذه زيارتي الثالثة إلى الإمارة الخليجية. ولا يزال قلبي يدق لظهور نجمة داود الزرقاء تلوح في مدخل قصر ملك عربي. ولكن كانت لحظات أقل عطفاً تتعلق بأداء رئيس الوزراء بينيت. لا يدور الحديث عن كارثة، ولكنها مشاكل على طول الطريق ينبغي الحديث فيها. ففي تصريح للإعلام الإسرائيلي في نهاية الزيارة، نسي بينيت اسم ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد.

كما أنه ادعى بأن “ينهي الجولة الأولى من لقاءات الزعماء في المنطقة”، ولكن الصحافيين ذكروه بأنه لم يلتقِ بعد زعماء المغرب. “صحيح”، أجاب بينيت. مثل هذا الخلل لا يفترض أن يحصل لرئيس وزراء.وحدثت أمور جوهرية أكثر من ذلك. ففي لقاء مع شبان محليين، ادعى بينيت بأن “تصدي إسرائيل لكورونا نجاح مدوٍ. فقد نما الاقتصاد بـ 7 في المئة”. فهل هذا نجاح؟ ما لا يقل عن 400 شخص توفوا كل أسبوع، منذ بدأت الموجة الخامسة.

فكيف يمكن أن يسمى مثل هذا المعطى المزعج “نجاحاً مدوياً”؟تنظيم المعسكرات في الشرق الأوسطلم تكن زيارة بينيت إلى البحرين اللقاء التاريخي الوحيد الذي وقع هذا الأسبوع في الخليج العربي. (أصدقاؤنا في الخليج يطلبون الكف عن القول “الخليج الفارسي”). فاللقاء الآخر عقد قبل يوم من وصول بينيت إلى هذا القسم من العالم. فقد جاء الرئيس التركي ارودغان، إلى أخت البحرين الكبرى، الإمارات، بعد تسع سنوات من القطيعة.

خيط لا يقطع (وهناك من سيقول إنه كاذب سيضخ إلى أوروبا الكهرباء من الغاز الذي تستخرجه إسرائيل) يربط بين زيارة أردوغان لمحمد بن زايد وبين مغازلاته لرئيس الدولة الإسرائيلي إسحق هرتسوغ.أردوغان في ضعف هو الأكبر منذ صعد إلى الحكم في 2003. الاقتصاد التركي متحطم.

مكانته في الولايات المتحدة في الدرك الأسفل. وهو في نزاع مع معظم جيرانه ومع القوى العظمى في المنطقة، بما فيها روسيا. كمسلم سُني، يرى نفسه زعيم الإخوان المسلمين، كل هذا يقلق أردوغان من توسيع إيران وعدوانيتها.

وقبل أسبوعين، ألقت أجهزة الأمن لديه القبض على خلية إرهاب إيرانية عملت ضد إسرائيليين في تركيا.فيما يجلس وحده في الزاوية، تذكر أردوغان فجأة أصدقاءه القدامى، أولئك الذين خانهم ذات مرة، الإمارات وإسرائيل.وحين دعاه محمد بن زايد، ركض إليه في زيارة مجاملة وحصل على 10 مليارات دولار. إلى جانب ذلك، تحدث أربع مرات في نصف سنة مع صديقه الجديد، الرئيس هرتسوغ؛ لأنه يتألم على وفاة اورا هرتسوغ أم الرئيس الراحلة.

ندرك أن الاهتمام الشخصي جزء من الازدواجية الأخلاقية الدبلوماسية الدارجة. ولكن السؤال: هل ينبغي لإسرائيل أن تكون جزءاً من هذه اللعبة؟حلل رئيس هيئة الأمن القومي السابق مئير بن شباط، الصلة بين زيارتي بينيت وأردوغان إلى الخليج. “قد يكون ما نشهده بداية إعادة تنظيم للمعسكرات في الشرق الأوسط. هذا تنظيم يقيم فيه المعسكر السني البراغماتي الذي يضم السعودية والإمارات ودول الخليج، شراكة مع تركيا وقطر التي هي سند الإسلام السياسي من مدرسة الإخوان المسلمين – فيما تندرج إسرائيل في هذا المعسكر الجديد”.

بتعابير أخرى، ثمة كتلة إقليمية جديدة تتخذ خطواتها الأولى، وتركيا وإسرائيل كفيلتان بأن تكونا جزءاً منها. ولكن بعد كل ما اجتزناه مع أردوغان في العقدين الأخيرين، هل من الصواب الركض بمثل هذه السرعة نحو ذراعيه؟ هل الساحة الإسرائيلية، وعلى رأسها الرئيس هرتسوغ، ورئيس الوزراء بينيت، ووزير الخارجية لبيد والمنسقون معه، لا تدفع كثيراً كي تحصل على قليل جداً؟“وهل يغير الأسود جلدته؟”لا خلاف بأن أردوغان لاسامي من بطن أمه. “هو من أولئك الذين يؤمنون بأن اليهود يسيطرون على المال العالمي”، قال لي مسؤول كبير سابق في الساحة السياسية الأمنية. على هذه الخلفية، تساءل مسؤول آخر لماذا يمنح الحاخام بيرل لازار، رجل جماعة حباد، أردوغان شهادة حلال.يتدفق في عروق الحاكم التركي دم الإخوان المسلمين، أي التيار المتطرف والعنيف من الإسلام السني. الإمارات، ومصر، والسعودية ودول عربية أخرى، عرفت كيف تقمع الإخوان المسلمين.

فهل على إسرائيل أن تعطي الشرعية لأحد زعمائهم؟ يستضيف أردوغان منذ سنين، كبار القتلة من حماس وقيادتهم في بلاده. وقد تهجم على زعماء الدولة عشرات المرات، وليس مهماً إذا كان نتنياهو وشمعون بيرس في لوحة أهدافه.

فقد بعث أردوغان أسطول مرمرة، بخلاف القانون الدولي، ولاحقاً فرض على إسرائيل، من خلال أوباما، الاعتذار عن عنوانه هو، بل ودفع له التعويضات.قمع أردوغان حقوق الإنسان في بلاده، بحبس قضاة وصحافيين ومعارضين، وجعل نفسه رئيساً بطريقة مشكوك أن تكون شرعية، والتقديرات أنه سيؤجل ما بقي من الانتخابات الحرة في بلاده إذا بقي وضعه في الاستطلاعات متردياً.لأردوغان تاريخ غني من النزاعات مع الأصدقاء. لم يسحب سفير أنقرة من إسرائيل فحسب، بل ومن الولايات المتحدة وفرنسا أيضاً.

وهو يقاطع الرئيس المصري، واصطدم ببوتين، وابتز الاتحاد الأوروبي، وتخاصم مع ترامب وبايدن، استولى بالقوة على مناطق في البحر المتوسط، واتخذ خطوات عدوانية في شمال قبرص، وغيرها وغيرها.

ينبغي أن يضاف إلى هذه القائمة السوداء عنصر مهم من ناحية إسرائيل. أردوغان هو الخصم التاريخي اللدود لصديقتينا الطيبتين، اليونان وقبرص. وقد أقامتا حلفاً مع إسرائيل، وفي العقد الأخير تتعاونان معنا – أحياناً مع مصر وحتى مع السعودية – في سلسلة طويلة من المجالات.هكذا مثلاً اشترت اليونان من إسرائيل منظومة كاملة من التدريب والصيانة والتأهيل لسلاح الجو لديها، في صفقة قيمتها 1.7 مليار دولار على مدى 20 سنة. كما أن اليونان هي أول من عرض على إسرائيل المساعدة في حالات الحرائق الكبرى.“

“هل يغير الأسود جلدته؟”، يستدرك مسؤول كبير سابق في الساحة السياسية. “بالفعل هنا فرصة ومصلحة لتحسين الوضع مع تركيا. لأن لها نفوذاً في سوريا وخصومة مع إيران. ولكن ينبغي أن نأخذ بالحسبان أن أردوغان يفعل هذا ظاهراً. ثمة مكان جدي للاشتباه. ينبغي أن نطالب بمردودات فورية، ونكون متصلين بالنسبة لخطواته تجاه حماس والإخوان المسلمين. هذا هو الوقت لطرح المطالب، ولكن بالتوازي، لا يمكن أن نهجر اليونان وقبرص. ومحظور تحطيم المصداقية، لا تجاههما ولا على الإطلاق”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى