ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – هل يتخذ نصر الله تهديداته لإسرائيل ملجأ لإبقائه في الصورة؟

بقلم  إسحق ليفانون – 21/2/2021

في كل فرصة تتاح له، يطلق زعيم “حزب الله” حسن نصر الله، تهديدات واستفزازات تجاه إسرائيل. وكانت الفرصة الأخيرة قبل بضعة أيام، بمناسبة 30 سنة على تصفية إسرائيل لسلفه، عباس موسوي. ففي خطاب استفزازي، هدد نصر الله بأن بوسع تنظيمه جعل آلاف الصواريخ التي تحت تصرفه دقيقة، بمعنى أنه يريد القول: سنضرب كل هدف في إسرائيل بدقة. يعرف نصر الله بأن تنفيذ تهديده خط أحمر من ناحية إسرائيل، وسيجر رد فعل غير متوازن. ومع ذلك، يهدد.

في الأيام الأخيرة، تفاخر بإطلاق مسيرة طارت 40 دقيقة في سماء إسرائيل وعادت إلى قاعدتها بسلام. ولكن يبدو أن نصر الله يقاتل في سبيل بقائه؛ فهو يبحث كيف يبقى ذا صلة في الساحة كالمتصدر الأساس لمقاومة إسرائيل، ويظل حاضراً في الوعي العام، ولا سيما في لبنان. في الساحة اللبنانية الداخلية تتصاعد أصوات تعارضه وتعارض نفوذ سيده الإيراني. وباستثناء حلفائه في تنظيم أمل لنبيه بري، فإن معظم الطوائف في لبنان تنتقد السيطرة الزاحفة لتنظيمه على دولة الأرز. القوات اللبنانية؛ التنظيم العسكري الأقوى في المعسكر المسيحي، لم يتردد في فتح النار ضد رجال نصر الله في منطقة الطيونة التي تحت سيطرته. كان لـ”حزب الله” سبعة قتلى، لكن نصر الله احتوى هذا ولم يرد.

اضطر نصر الله لتخفيف حدة معارضته الداخلية لجهود ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. واكتفى بالإيضاح بأن الاتصالات بين الطرفين لن تؤدي إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل لأنه لا يعترف بها.

يسمح القانون الانتخابي الجديد لربع مليون لبناني يسكنون في الخارج بالمشاركة في الانتخابات العامة التي ستعقد في أيار. ليس لنصر الله قدرة تأثير عليهم من بعيد. وقد تذهب معظم الأصوات إلى المعسكر المسيحي، ما سيغير التركيبة البرلمانية، لاستيائه. إضافة إلى ذلك، فإن حليفه الرئيس عون يبتعد عنه قبيل الانتخابات للرئاسة بعد بضعة أشهر، على أمل أن ينجح في إقناع المعسكر المسيحي بتتويج صهره جبران باسيل، خليفة له. وتسمع داخل الطائفة الشيعية أقوال انتقادية على سلوك نصر الله في وضع المصاعب، فيما الوضع في لبنان على شفا الانهيار.

في الساحة الشرق أوسطية، يقف نصر الله في نزاع مع السعودية ودول الخليج التي تطالب بنزع سلاح “حزب الله” كشرط لتحسين العلاقات مع لبنان. والدعم المالي الإيراني ليس كما كان أمس وأول أمس، وهو ينتظر التحسن في الوضع حين تتوصل طهران إلى الاتفاق على النووي. دول كثيرة في العالم تعلن بأن “حزب الله” منظمة إرهاب. الأمريكيون لا يترددون في فرض العقوبات على رجاله. وهو نفسه يلمح بأن الصراع المسلح بين إسرائيل وإيران لا يلزمه تلقائياً بالانضمام. كل هذه المؤشرات تدل على مكانة نصر الله الآخذة بالضعف. بعد 30 سنة من تصفية موسوي، لا يزال زعيم “حزب الله” يصطدم بحواجز تمنعه من تحقيق حلمه في السيطرة على لبنان. في نظره، يبقى استفزاز إسرائيل ملجأ يبقيه حاضراً. وعليه، فإن تهديداته لإسرائيل هي جهود للبقاء في الصورة حيال سياقات في الواقع اللبناني تعمل في غير صالحه.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى