ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – من خلف الكلمات الكبرى ..!!!

اسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور  – 15/10/2021

” رئيس الاركان أعلن بان الجيش تحسن في المناورات وتفاخر في الارتفاع في الدافعية للقتال. ولكن اختبار النتيجة والمعطيات التي لا يكشف عنها تثير تساؤلات عن مدى دقة ما يقال  “.

بشرى كبرى ومزدوجة خرجت هذا الاسبوع من الذراع البري. ليس لان قادة الذراع تغيروا فهذا امر عادي، في أن الاهتمام الجماهيري به خف. قبل لحظة من ذلك تسلم مهام منصبه رئيس شعبة استخبارات جديد، وهو تعيين اهم بكثير هو الاخر حظي بذكر هامشي. ولكن في الحدث في الذراع البري حصل شيء حاسم ما. عمليا اثنان. رئيس الاركان أفيف كوخافي كشف في خطابه عن خبرين هما سبق اخباري مزدوج. الاول – في أن “المناورة تطورت وتحسنت” والثاني – في أن الدافعية للخدمة في الوحدات  القتالية تحسنت، وفي السنتين الاخيرتين يوجد ارتفاع متواصل في الدافعية للخدمة في الوحدات القتالية”. 

أدت هذه الاقوال الى عجب غير قليل، في الجيش وخارجه. فالجيش لم يناور الى اي مكان في السنوات الاخيرة. لا على مستوى واسع ولا على مستوى ضيق. واحتراما لذوي الشأن لن نشير الى عدد العمليات الخاصة التي نفذتها الوحدات الخاصة في سنوات كوخافي كرئيس للاركان. يكفي ان نقول بان الاحباط لدى ذوي الشأن لم يكن بهذا القدر، وليس فقط بسبب التغييرات البنيوية التي يقودها رئيس الموساد الجديد دادي برنياع، والتي تؤثر على كل المنظومة.

حتى عندما كانت للجيش الاسرائيلي فرص للمناورة – في حملة “حارس الاسوار” مثلا، امتنع عن ذلك. “اختبار الحرب لا يقاس باي قدرات نستخدم، المناورة أو النار، بل اي نتائج نحققها”، قضى رئيس الاركان. “عندما نحتاج الى استخدام النار والهجوم فقط كي نحقق نتائج الحرب، هذا ما سنفعله. وعندما نكون مطالبين بان نستخدم المناورة مثلما في خطط الحرب الشاملة،فان الجيش سيدخل الى ارض العدو بقوة كي يحقق النصر التام، في زمن قصير وبادنى ثمن ممكن للجبهة الداخلية”.

كوخافي محق، بالطبع، ولكن الحياة لا تسير في الاسود والابيض. في حارس الاسوار لم ينفذ حتى التضليل البري بالحد الادنى الذي كان جزءا من عملية “ضربة برق” – عملية تدمير المترو – شبكة الانفاق الدفاعية لحماس – والتي كان يفترض بها أن تمسك بمئات من رجال المنظمة داخل الانفاق. لو نفذت هذه الخطة كما خطط لها وتم التدريب عليها لالحقت بحماس ضربة مادية ومعنوية وشديدة في الوعي. ولكن كوخافي قرر (بخلاف رأي معظم كبار رجالات الجيش) الامتناع عن ذلك. قلة فقط من رجال حماس قتلوا، غاية العملية فوتت، والقوات البرية تلقت دليلا آخر على أن الجيش لا يثق بهم خوفا من أن يتورطوا ويورطوا. 

مطلوب بالتالي التساؤل من اين ينبع القول عن التحسن في المناور. بقدر ما هو معروف، لم تدخل الى قيد الاستخدام اي من الوسائل القتالية التي تغير وجه المعركة من الاقصى الى الاقصى، ولم تظهر في التدريبات اي ابتكارات جديدة، ولم تجند سرا فرق اضافية ايضا. فضلا عن ذلك: اذا كان الحديث بالفعل يدور عن تغيير دراماتيكي جدا سيكون ممكنا التوقع للخطط العملياتية للجيش في كل الجبهات ان تتغير في اعقابه – الامر الذي لم يحصل. 

وبالتالي يخيل أن هذا عنوان يحتاج على الاقل الى اثبات. لا ينبغي الابتعاد حتى اللواء احتياط اسحق بريك كي نعرف بان الجيش البري يتآكل ويحتاج الى مراجعة عميقة. قائده المنصرف، يوئيل ستريك، بدأت ذلك ومعقول ان من حل محله، تمير يداعي سيواصل الاتجاه ذاته، لكن الطريق لا يزال طويلا. الخطوة الاولى لاستعادة الثقة بالجيش البري هو الاعتراف بوضعه الحقيقي. 

الاوراق قريبة من الصدر

كما أن القول المتعلق بالدافعية يحتاج الى استيضاح. بدايته في اختبار قصير للمصداقية: اللواء موتي الموز الذي كان رئيس شعبة القوى البشرية حتى بداية السنة اعلن صراحة من على كل منصة ممكنة بان الجيش توقف عن قياس الدافعية لدى المتجندين. له ايضا كان تفسير منطقة لذلك: الدافعية التي تقاس بالاستبيانات التي تعطى في الامر الاول في الصف الحادي عشر- لا تشبه تلك التي لاولئك الشبان عند تجنيدهم. 

اذا كان الجيش توقف بالفعل عن قياس الدافعية كما أمر رئيس شعبة القوى البشرية السابق ليس واضحا على ماذا استند رئيس الاركان حين اعلن عن أن “الدافعية للخدمة في الوحدات القتالية تحسنت”. واذا كان الجيش يواصل اجراء استطلاعات للدافعية فلماذا لم يبلغ الجمهور بذلك. لماذا ادعى بانه توقف عن عمل ذلك وعلى اي اساس للمقارنة يعتمد؟لندع جانبا للحظة استيضاح الحقائق، ونتوجه الى الامر الاساس. الجيش يتصدى مؤخرا لانتقاد شديد من الجنود على جملة مواضيع يتعلق اساسها بشروط الخدمة. من مستوى الطعام في القواعد، عبر المشكلة المتزايدة للتسفير (لا سيما الجنود القتاليين واولئك الذين يخدمون في قواعد مغلقة وبعيدة)، وحتى الجدال المتعاظم على رفع اجر الجنود. ليس معقولا ان شيئا من كل هذا لا يجد تعبيره في الدافعية،الا اذا اصبح الجيش يرتجل ويتمكن من نسج دافعية ايجابية من هذه الشكاوى السلبية للخدمة القتالية.

يسترق هنا بالتالي الاشتباه بان ليست كل المعطيات جلية للعيان. فمثلا هل يحتمل أن يكون الارتفاع في الدافعية في وردية آب نبعت مباشرة من حملة حارس الاسوار، إذ من المعروف ان الحروب والحملات تشجع الشبان على الخدمة القتالية؟ وهل يحتمل ان تكون اغلبية الارتفاع هي ليست في القتال الحقيقي (المشاة، المدرعات والهندسة) بل بالذات في القتالي الخفيف (الدفاع الجوي ومنظومة حماية الحدود)؟ 

توجهت الى الناطق بلسان الجيش كي احصل على المعطيات نفسها التي استند اليها رئيس الاركان في حديثه. شرح لي انه لم يعتاد الجيش على اصدار اعداد، بل مجرد ميول عامة. هذا غريب، لان الجيش عرف في الماضي كيف ينشر المعطيات نفسها عندما كانت تخدم احتياجاته. وفضلا عن ذلك، اذا كانت المعطيات جيدة  جدا فلماذ تخفى؟ على الجيش ان يتفاخر بها وان يتفاخر بنفسه على أنه انتصر على أزمة الدافعية.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى