ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – من الصراع على المياه الى الصراع على الايام

اسرائيل اليوم– بقلم  ايال زيسر – 12/4/2021

” يتحول البحر إذن الى مجال ذي اهمية هائلة للامن القومي لاسرائيل ولضمان ازدهارها الاقتصادي. كما أنه يتحول الى ساحة مواجهة بكل معنى الكلمة، فيها، وليس فقط في السماء، سيحسم مصير الصراع الاسرائيلي لوقف مساعي ايران لان تثبت لنفسها تواجدا في منطقتنا “.

“لم يهزم أبدا شعب يتحكم بالبحار”، تعلن اليافطات عند مداخل قواعد سلاح البحرية.  هذا القول، الذي يعود اصله الى عهد عظمة الامبراطوية البريطانية، ذو صلة اكثر من أي وقت مضى في ضوء الصراع على البحار الذي تديره اسرائيل وايران والنزاع على ترسيم  الحدود البحرية مع لبنان.

“الصراع على البحار حل محل “الصراع على المياه” الذي خاضه العرب في الخمسينيات والستينيات ضد اسرائيل. في حينه سعى العالم العربي، وعلى رأسه سوريا، للتخريب على مشروع المياه القطري وتحويل مجرى نهر الاردن، وبذلك المس بتوريد المياه لاسرائيل. وكان هذا التوتر احد المحفزات لاندلاع حرب الايام الستة. كانت المياه في حينه اكسير الحياة لاسرائيل الشابة، حيوية لضمان وجودها واقتصادها، الذي قام على اساس الزراعة. اما اليوم فاسرائيل هي قوة عظمى تكنولوجية وتحلي مياه البحر ولا توفر فقط احتياجاتها بل وتوفر الطلب على المياه لدى جارها من شرقي الاردن.

وهكذا، من الصراع على المياه انتقلنا الى الصراع على التحكم بالبحار. اولا، صراع على ترسيم الحدود البحرية مع لبنان. اتفاق في هذه المسألة سيسمح للبنان في أن يسير في اعقاب اسرائيل وان يستنفد حقول الغاز الموجودة على شواطئه. ولكن في لبنان مثلما في لبنان، يتنازع السياسيون فيما بينهم على توزيع الغنيمة وفي هذه الاثناء يمنعون كل تقدم في المفاوضات مع اسرائيل.

غير أنه في الاسابيع الاخيرة حسم امر ما. فقد تبين للبنانيين ان سوريا منحت شركات روسية امتيازات للتنقيب عن حقول الغاز في المجال على طول شواطئها، بما في ذلك ايضا في المناطق التي  تعود للبنان. ولكن في الوقت الذي يتحول فيه كل خلاف صغير مع اسرائيل في بيروت الى مبرر للحرب، في الحالة السورية يمتنع اللبنانيون ولا يتجرأون على الوقوف عند رأيهم. اما السوريون، من جهتهم فلا يأبهون للبنان، اذ ان السياسيين الفاسدين المتحكمين به يقولون آمين خلف املاءات حزب الله وهذا يجيب آمين على املاءات ايران.

الى جانب ذلك نشأ بين اسرائيل وايران صراع على الملاحة في البحار. بدايته في الهجمات المنسوبة في وسائل الاعلام الاجنبية لاسرائيل ضد ناقلات ايرانية خرقت العقوبات الدولية، وجلبت النفط الى سوريا كي”تستخدم كوقود” في ايدي النظام في دمشق في حربه ضد ابناء شعبه. ومقلقة بقدر لا يقل هي جهود ايران للحصول على قاعدة بحرية في الشواطيء السورية، يمكنها فيها أن تنشر غواصات وسفن حربية وتهدد الملاحة الى اسرائيل.

لقد جرت الهجمات الاسرائيلية رد فعل ايراني ضد سفن تجارية اسرائيلية وبعدهات رد فعل اسرائيلي ضد سفينة للحرس الثوري الايراني. وهكذا، فعل يجر رد فعل، فما بالك ان الطرفين يتخذان جانب الحذر من  اجتياز الخطوط الحمراء، واغراق سفن او اصابة الطواقم على دكاتها.

يتحول البحر إذن الى مجال ذي اهمية هائلة للامن القومي لاسرائيل ولضمان ازدهارها الاقتصادي. كما أنه يتحول الى ساحة مواجهة بكل معنى الكلمة، فيها، وليس فقط في السماء، سيحسم مصير الصراع الاسرائيلي لوقف مساعي ايران لان تثبت لنفسها تواجدا في منطقتنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى