ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – مقال – 26/2/2012 هل ينجح الايرانيون في التضليل؟

بقلم: زلمان شوفال

نجاح المحادثات بين الغرب وايران في الشأن الذري متعلق بالرئيس الامريكي اوباما الذي يميل الى التحادث لا الى الخيارات الاخرى.

       زار اثنان من الاشخاص ذوي الشأن في القيادة الامنية الامريكية، هما مستشار الامن القومي المقرب من اوباما توم دونيلون ورئيس مديرية الاستخبارات الامريكية جيمس كالبر، زارا في الاسبوع الماضي اسرائيل لاقناعها بألا تعمل عسكريا على مواجهة ايران أو هكذا عُرضت الامور على الأقل في وسائل الاعلام.

          كانت “مقدمة” الزيارة مقالة دنيس روس في صحيفة “نيويورك تايمز” التي زعمت في جملة ما زعمت ان احتمالات اجراءات دبلوماسية مع ايران قد تحسنت بسبب تشديد العقوبات عليها. لا يصدق روس ادعاءات الايرانيين أنهم يشتغلون بالذرة لحاجات سلمية، لكنه يؤمن بأنه يمكن وقف الجهد الحربي الايراني بوسائل دبلوماسية. جرى تشديد العقوبات في الاسابيع الاخيرة حقا، فقد انضمت “سويفت”، وهي الجهة الدولية التي تتولى الاتصال المصرفي الاعمالي العالمي، انضمت الى العقوبات، وهو شيء قد يفضي الى شل قدرة المصارف الايرانية على اجراء صلات تجارية دولية. وينبغي ان نفترض ان روس عرف ان شيئا ما يُدبر. ولم تمر ايام كثيرة في الحقيقة حتى نشرت رسالة سعيد جليلي، رئيس مجلس الامن الايراني الاعلى وفيها توجه لتجديد المحادثات “في جميع القضايا”. وطهران تجعلنا نفهم ان ليس الشأن الذري وحده بل “جميع المشكلات” ستطرح في برنامج العمل، لكن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون والمسؤولة عن العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون عبرتا عن “تفاؤل حذر”. أليس التفاؤل الحذر متفائلا كثيرا؟.

          ان “العقوبات المُشلة” تنجح. فالاقتصاد الايراني، والاقتصاد الداخلي بخاصة، تضررا ضررا شديدا. لكن لا يقين من ان العقوبات الاقتصادية تعمل في الاتجاه الذي فُرضت من اجله وهو وقف السعي الى القدرة الذرية. قد تكون طهران قررت بسبب العقوبات تجديد الاتصالات الدبلوماسية لكن لا عن استعداد لوقف النشاط الذري بل لحفظ البقاء. فهي معنية بتفاوض غير ملزم لتنقذ نفسها. وقد عُلم حقا ان طهران مع اجراءاتها الدبلوماسية، ما زالت تواصل نشاطها العسكري بكامل النشاط.

          تشعر ايران في هذه الايام بأنها مصابة ومعزولة: فسوريا، حليفتها الوحيدة في المنطقة تتفكك عراها وتظهر تركيا بمظهر العدو لا الشريكة، ولحماس ولحزب الله التابعين المخلصين مشكلاتهما. لكن طهران بسبب ذلك خاصة عازمة على التقدم في المشروع الذري الذي سيضمن في رأيها مكانتها في المنطقة. فيمكن اذا ان نُقدر ان اقتراح ايران بدء تفاوض ليس سوى اجراء تضليلي. فهل يشتري العالم وامريكا بخاصة بضاعة طهران الفاسدة؟ ليس الجواب واضحا. والسيناريوهات في هذا السياق ليست مشجعة بالضرورة.

          تحذر في الاثناء جهات امريكية مختلفة من عملية عسكرية اسرائيلية وهذا غريب. ان الاستخبارات الحربية الامريكية تستحق المدح كما ثبت بعملية اغتيال ابن لادن، لكن الاستخبارات السياسية الامريكية شأنها مختلف. ان التصريحات من واشنطن فيما يتعلق بايران بعيدة عن ان تكون قاطعة لا لبس فيها. والشيء الواضح هو ان اوباما يميل الى تجديد الاتصالات الدبلوماسية أكثر من ميله الى الخيارات الاخرى بحيث سيكون نجاح الخدعة الايرانية أو عدم نجاحها متعلقا به بقدر كبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى