ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – مقال – 12/3/2012 اسرائيل وحماس خصوصا معنيتان بهدنة

بقلم: يوآف ليمور

اسرائيل وحماس معا – كل واحدة لاسبابها الخاصة – معنيتان بالتهدئة الآن كي لا تضطر اسرائيل الى توسيع العملية في غزة ولا تضطر حماس تحت ضغط المستوى الشعبي الى دخول المعركة.

       توصلت اسرائيل وحماس أمس الى استنتاج، بصورة مستقلة بالطبع، أن جولة القتال الحالية استنفدت نفسها: فاذا لم يطرأ تحول حاد فستصوغ مصر تفاهمات مجددة تُعيد الهدوء الى جانبي الجدار في القطاع.

          انهم في اسرائيل معنيون بالتهدئة في ضوء الانجازات حتى الآن. فهناك اصابة عدد ذي خانتين من خلايا اطلاق وقواعد اطلاق في الجانب المهاجِم وأكثر من 90 في المائة نسبة نجاح القبة الحديدية في احباط القذائف الصاروخية في الجانب الدفاعي، وهي معطيات مدهشة يُشك في امكانية الحفاظ عليها وقتا طويلا. ففي كل لحظة قد يخترق صاروخ غراد فتاك السور الدفاعي الفعال (أو يجبي هجوم غير ناجح حياة مدنيين في غزة) ويجر اسرائيل الى تصعيد غير مرغوب فيه. وتحث الولايات المتحدة واوروبا ايضا على تهدئة في الجنوب، وستحظى اسرائيل – التي تحتاجهما من اجل امور أكبر كثيرا – بنقاط اذا ردت بالموافقة.

          وفي حماس يريدون التهدئة بسبب عدم الانجازات، فالمنظمة تجلس على الجدار وتمتنع عن اطلاق النار، وفي مستوياتها الميدانية يزداد الغضب بسبب عدم وجود الروح القتالية والعدول عن نهج الجهاد. فاذا استمر القتال فسيزداد الضغط على قيادتها لتعمل، ولهذا يفضل الهدوء الآن قبل الخطأ الذي يجر الى تصعيد غير مرغوب فيه في غزة ايضا.

          ان المصريين هم الذين يفترض ان يترجموا هذه المصالح الى اتفاق. يجري عاموس جلعاد الاتصالات من الطرف الاسرائيلي التي ترمي الى وقف كامل لاطلاق النار على عمق اسرائيل وقرب الجدار. وأوضحت اسرائيل أنها لن توافق بعد على تقطير لا ينقطع لصواريخ القسام وقذائف الرجم على بلدات النقب الغربي، وسيُطلب الى حماس ان تفرض سلطتها على سائر المنظمات في القطاع التي ما تزال تحارب بسبب الضربات التي تلقتها: فلجان المقاومة تريد الانتقام لاغتيال قائدها، لكن عدم وجود قيادة منظمة يفضي بها الى تنفيذ اطلاق نار غير منظم وغير ناجع قرب الجدار؛ ويطلق الجهاد الاسلامي الصواريخ الى مدى بعيد لكن يصعب عليه ان يتغلب على اصابة أكثر من 20 من نشطائه.

          قدّروا في اسرائيل أمس انه سيُحتاج الى “ساعات طويلة” اخرى الى ان تنضج الاتصالات لتصبح تفاهمات، وهو ما يعني ان القتال سيستمر في الجنوب اليوم ايضا في أقل تقدير. وزمن الجراح هذا خطير ويتطلب انضباطا من الجيش (بحيث لا تغريه انجازات اخرى قد تُعرض التهدئة للخطر)، ومن المواطنين (بحيث لا يعتمدون على النجاحات حتى الآن أو كما قال رئيس الاركان أمس في تقديره للوضع: “لا يجوز ان ننتشي بنجاح القبة الحديدية”). اذا تمت هذه الشروط واذا كانت التهدئة قريبة حقا فتستطيع اسرائيل ان تنهي الجولة الحالية بنجاح. والسبب الرئيس لذلك هو تخطيط سابق ومبادرة وادارة ناجحة للمعركة – في الهجوم والدفاع. وكل هذا حتى الآن سيحرز ردعا محدودا الى جانبه هدنة قصيرة الأجل مع علم واضح بأن الجولة التالية أصبحت تنتظر على مبعدة قريبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى