ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – ماذا لو تساهلت الولايات المتحدة مع “جلاد مشهد”؟

اسرائيل اليوم-عوديد غرانوت-4/8/2021

يؤدي إبراهيم رئيسي اليمين القانونية في طهران بصفته الرئيس الثامن للجمهورية الإسلامية. وبين الوفود التي ستصل إلى الاحتفال لن يفتقد، لشدة الأسف، مكان مندوب الاتحاد الأوروبي أيضاً، رغم أن اثنين من مواطنيه قتلا قبل بضعة أيام على دكة سفينة في الخليج الفارسي في هجوم لمسيرة انفجارية إيرانية.

لقد سبق أن كُتب وروي عن أفعال الرئيس الجديد. المحافظ المتطرف الذي حظي بلقب “جلاد مشهد” ساعد في إعدام آلاف من معارضي النظام كعضو في “لجنة الموت” في 1988 وآلاف كثيرين آخرين في السنوات الماضية في منصبه كرئيس جهاز القضاء.

جلس على مكتب الرئيس الإيراني (الذي يؤدي عملياً منصب رئيس الوزراء) رؤساء من التيار الليبرالي المعتدل أكثر، مثل محمد خاتمي في نهاية التسعينيات، وحسن روحاني الرئيس المنصرف. وقد تعرض هؤلاء بلا انقطاع، لوابل من التحقير والنقد (في الغالب غير مبرر) من جانب الجهات المحافظة في الدولة على فشلهم في إشفاء الاقتصاد المتحطم أو على “وهنهم” المزعوم أمام الولايات المتحدة والقوى العظمى.

كرست الصحيفة المحافظة “باتان أمروز” صفحتيها الأوليين لروحاني هذا الأسبوع، في الأولى ظهرت صورته بالأسود والأبيض، والتي تذكر بإعلانات العزاء، تحت عنوان: “لن ننسى ولن نغفر أبداً”. وفي الصفحة الأخرى نشرت صورة الرئيس المنصرف وهو ينزل عن منصة الخطابة ويرافقه عنوان صارخ: “ببساطة، انصرف”.

كل هذا سينتهي غداً مع استبدال روحاني برئيسي المحافظ. وسيكمل احتلال الرئاسة عملياً سيطرة الجهات المتطرفة في إيران على كل مؤسسات الدولة، ابتداء من مكتب الزعيم الروحاني، والجيش، والحرس الثوري والمجلس القومي، وانتهاء بالبرلمان وجهاز القضاء.

سيكون التحدي الأول للرئيس الجديد مفاوضات الاتفاق النووي. ويخشى الغرب من أن يأمر وزير خارجيته الجديد (الذي لم يعين بعد) بأن يتجاهل المسودات “الانهزامية” التي كادت توقع مع روحاني، وأن يبدأ المحادثات من نقطة البداية، ليثبت بأنها “حكومة قوية”، تختلف عن سابقتها.

حذرت محافل أمريكية رفيعة المستوى طهران، أمس، من أن الزمن ليس في صالحها. وليس مؤكداً أن رئيسي وسيده خامينئي، يريان الأمر على النحو ذاته. كل يوم يمر بدون اتفاق ملزم يساعد إيران على التقدم نحو القنبلة. وإن وضعاً كهذا سيضع أمام إدارة بايدن إمكانيتين: استئناف ومضاعفة نظام العقوبات التي فرضتها الإدارة السابقة التي تبينت غير ناجعة بقدر كبير، أو تهديد إيران باستخدام القوة العسكرية. في أمر واحد لا شك. تجلد الولايات المتحدة على اجتياز إيران الخطوط الحمراء، مثل زيادة كمية اليورانيوم المخصب إلى درجة 60 في المئة، منح الإيرانيين الشجاعة لتوسيع أعمالهم الإرهابية، وضرب ناقلة النفط “ميرسر ستريت” ونثر ألغام بحرية. إذا لم يأت رد مناسب هذه المرة أيضاً، ستزداد شهية الحرس الثوري لمزيد من أعمال الإرهاب.

بانتظار رئيسي المحافظ في الجبهة الداخلية مهمة صعبة لإنقاذ الدولة من الضائقة الاقتصادية الرهيبة، ومن البطالة المستشرية والتضخم المالي بمنزلتين، مثلما وعد في حملته الانتخابية. إذا فشل في هذا، فلا يمكنه هذه المرة أن يتهم أحداً غير ذاته وسيده.

الشعب الإيراني، غير المعني بالنووي والذي أغلبيته الساحقة لا تعادي إسرائيل، يستحق أكثر بكثير من رئيس الشرور والحضيض.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى