ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – لم يعد لحركة فتح الكثير من اسباب الاحتفال

اسرائيل اليوم – بقلم  موشيه العاد 30/12/2021

لم يعد احد لا بين الفلسطينيين ولا بين العرب يرفع راية القضية الفلسطينية. فقد خاب  املهم بهذه القضية وقادتها “.

يوم فتح القريب، في الاول من كانون الثاني، لا بد سيحيا بمسيرات واستعراضات لبضع مئات من المأجورين في المقاطعة في رام الله، ولكن عندما ستصل المسيرة الى آخر الشارع سيتبين لها بان جيل الاستمرار لم يعد موجودا هناك. كما ان العالم العربي هو الاخر لم يعد هناك.

في الماضي كانت القضية الفلسطينية هامة لجماهير عربية معينة حتى اكثر من قضايا دولتهم الداخلية. هذا هو السبب الذي جعل تتدفق الى صندوق المنظمة العليا للفلسطينيين، م.ت.ف، اموال كثيرة من تبرعات الافراد، المنظمات الدولية والدول العربية وغير العربية والدعم المالي اضيف الى التشجيع المعنوي لدرجة انه في عدة دول عربية كان النداء “كلنا فلسطين” امرا عاديا على لسان الجميع.

ليس بعد اليوم. فغياب الدافعية لدى الشبان الفلسطينيين، مثلا، للخروج مثلما في الماضي الى انتفاضة ثالثة، هو مجرد عرض واحد يشهد على الظاهرة كلها. فالسعوديون، المغاربة، الاماراتيون بل والفلسطينيون انفسهم ملوا شعار “فلسطين اولا”، والذي تبين كدعوة عليلة، وبدا واضحا انهم في السنوات الاخيرة يتمسكون بمفهوم جديد، رغم استياء ابو مازن، م.ت.ف، فتح وحماس. هذا الفهم يهزأ بالقيادة الفلسطينية التي تعد فاسدة، فاشلة وايامها معدودة.

ما الذي أدى الى ذلك؟ الفظاعات التي ارتكبها الحكام العرب في  الدول العربية، دفعت هذه الجماهير لان تعيد النظر في الموقف من النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. عشرات السنين وهم يتربون على كراهية إسرائيل “التي تقتل الأطفال بدم بارد”، وعندها في يوم واحد نظروا الى ما حصل في العراق وفي سوريا كي يفهموا بان هذا تحريض مقصود لا توجد حقيقة خلفه. فما يتهمون الاخرين به هم مذنبون به. وتبين إسرائيل لهم، الان بالذات كمختلفة تماما.

الربيع العربي هو الاخر انكشف ككذبة فظة. لقد كان للجيل الشاب امل عظيم في أن تسقط الثورات الطغاة العرب من كراسيهم، وان تسقط الأنظمة الفاسدة والمقيتة بصخب عظيم، ولكنهم رأوا بانزعاج بارز مسرحية “ما كان هو ما سيكون” وخاب أملهم جدا. خيبة امل إضافية كانت من الفلسطينيين الذين شجعوا الثورات في بلدانهم (في دول الخليج، في لبنان، في شمال افريقيا)،  ليس لغرض التغيير بل لغرض الفوضى. وبدأ المتضررون من الفلسطينيين ينظرون الى الدولة الصهيونية نظرة أخرى. لدى بعضهم  أصبحت إسرائيل حليفة.

موضوع واحد جرى فيه الحديث بهمس، ويواصل اشغال بال عرب العالم، هو مخيمات اللاجئين. فبعد اكثر من 70 سنة من المعاناة، المهانة والبؤس، يسأل الكثيرون في العالم العربي، من أصحاب شركات التكنولوجيا العليا وحتى أصحاب البسطات في الشارع: هل سنسمع ذات يوم عن الموعد النهائي لهذه المخيمات؟ قادة م.ت.ف الذين اعلنوا عن الحاجة الى وجود المخيمات بصفتها تمثل المأساة الفلسطينية، نسوا ان الحديث لا يدور عن نوافذ عرض بل عن كيلومترات مربعة من العوز والفقر، القمامة ومياه المجاري. وقد تضامن هؤلاء مع سكان هذه المخيمات بدفع ضريبة في شكل  كلمات فارغة فقط.  أما هم فقد اخذوا لانفسهم البيوت الفاخرة وبعثوا بابنائهم للتعلم في مؤسسات اعتبارية واخذوا أموال إعادة بناء المخيمات لانفسهم، وبعد كل شيء – لم يخجلوا من القول لسكان المخيمات المساكين: “انتظروا قليلا، التحرير قريب”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى