ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – رغم تهديد ايران، الامارات تتحدث مع الجميع .!

اسرائيل اليوم – بقلم  عوديد غرانوت  – 13/12/2021

” زيارة بينيت مصلحة للامارات في أن تطلق رسالة بانها تتحدث مع الجميع، وعند تأزم الامر قد تكون قناة  للاتصالات السرية “.

زيارة رئيس الوزراء نفتالي بينيت الى اتحاد الامارات، ولقاؤه مع ولي العهد محمد بن زايد كان يمكن ان تعد مجرد تعبير عن تحسين اضافي لمنظومة العلاقات بين الدولتين والتي نالت الزخم في اثناء السنة الاولى من اقامتها، لو لم تجرى في توقت حرج؛ طريق مسدود في محادثات النووي مع ايران في فيينا، ودق طبول الحرب في الخلفية.  يمكن القول ان كل الدول الموقعة على اتفاقات ابراهيم – دول  الخليج، اسرائيل والولايات المتحدة التي كانت الوسيطة – تفهم بان لحظة الحسم تقترب، وانه لا توجد الا امكانيتان. إما ان ينثني الايرانيون ويتراجعوا عن المطالب المتعذرة التي عرضوها وان يوقعوا على اتفاق، جيد اكثر أو اقل وإما يصبح “الخيار العسكري” بديلا محتما، مثلما بحث في محادثات وزير الدفاع غانتس في واشنطن الاسبوع الماضي.  

 هذا هو السبب الذي سيجعل السباق الايراني الى القنبلة بطبيعة الاحوال احد المواضيع الاساس في محادثات بينيت مع ولي العهد، الى جانب تطوير العلاقات الثنائية. فدول الخليج قلقة، وعن حق، من الاثار المحتملة  من هجوم على منشآت النووي في ايران من جانب الولايات المتحدة، اسرائيل او كلتيهما، وذلك ايضا بسبب قربها من ايران ولان الايرانيين اوضحوا لها المرة تلو الاخرى بانهم غير راضين، على اقل تقدير، عن الحلف الذي عقدته مع القدس.

مفهوم اقل القلق الذي اعربت عنه محافل امنية في اسرائيل من التقارب بين ايران واتحاد الامارات، مثلما وجد تعبيره في الزيارة التي اجراها الاسبوع الماضي الى طهران مستشار الامن القومي في الامارات، طحنون بن زايد، الى جانب الامل الذي اعربت عنه تلك المحافل المغفلة في أن ينجح بينيت في زيارته في “كبح هذا التقارب”. صحيح أن زيارة المستشار أخي ولي العهد بن زايد الى طهران هي الزيارة الاولى لشخصية رفيعة المستوى من اتحاد الامارات منذ خمس سنوات؛ وصحيح انها جرت على خلفية التخوف في اوساط دول الخليج، والسعودية ايضا، من أنه لا يمكن الاعتماد فقط على امريكا بايدن بان توفر لهم الحماية من الايرانيين – وعليه فيجب الحديث مع ايران ايضا. لكن اتحاد الامارات لم تنتقل الى الطرف الاخر. 

علاقة كفيلة بان تصبح قناة سرية لايران

في الشهر الماضي فقط شاركت قوات عسكرية من الامارات في  المناورة البحرية المشتركة مع الولايات المتحدة واسرائيل في البحر الاحمر، والتي استهدفت اطلاق رسالة قاطعة للايرانيين. بالتوازي، كاعداد لامكانية اشتعال عسكري، وقع اتحاد الامارات على اتفاق لشراء منظومة دفاع جوي من كوريا الجنوبية بقيمة 3.5 مليار دولار (ما يجعل غير ضرورية حاليا المعضلة في اسرائيل فيما اذا كانت ستبيع في دول الخليج منظومة القبة الحديدية للدفاع في وجه الصواريخ). فالعلاقات مع الولايات المتحدة هي ذات اهمية عليا لدول الخليج، ولهذا السبب استجابت ابو ظبي لضغوط الولايات المتحدة والغت مشروعا بدأ الصينيون ببنائه في ميناء الامارات، والذي اشتبه به الامريكيون كمشروع عسكري.

لا يدور الحديث هنا عن انتقال الى الطرف الاخر ولا عن تحسين مفاجيء للعلاقات بين الامارات  وبين ايران على حساب العلاقات مع اسرائيل. فالامارات يتاجر منذ سنين مع ايران، لكنها ترى  في نظام آيات الله تهديدا على أمنها وعلى أمن الخليج، وتؤمن بانه يمكن الاعتماد على اسرائيل بان تساعدها في كل طريق ممكن.

كل الموضوع هو ان ولي العهد، محمد بن زايد، الذي يلتقي اليوم مع رئيس الوزراء بينيت، يريد أن يرى وان يعرض نفسه كجهة قوة في المنطقة قادرة على أن تتحدث مع الجميع – مع الاسرائيليين، مع الامريكيين ومع الايرانيين على حد سواء.  

في الظروف التي ستعلق فيها محادثات فيينا في ازمة بلا مخرج، فان هذه العلاقة للامارات بالذات كفيلة بان تصبح قناة سرية لنقل الرسائل بين الطرفين قبل لحظة من اقلاع الطائرات الى دربها.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى