اسرائيل اليوم: ديرمر نسج، الوزراء ابقوا في حالة غموض: هكذا ولدت العملية

اسرائيل اليوم 10-9-2025، شيريت افيتان كوهين: ديرمر نسج، الوزراء ابقوا في حالة غموض: هكذا ولدت العملية
عملية “قمة النار” كانت مبهرة وتطلبت جسارة سياسية وعملياتية. خير ان كان من اخرجها الى حيز التنفيذ قبل نهاية الحرب التي في الافق. نتنياهو، كاتس وزمير – الانجاز على اسمائهم.
في اثناء السنة الماضية، أعد الاقتراح لتصفية قادة حماس في الخارج من قبل المستوى الامني الذي اقترحها على المستوى السياسي – اصحاب القرار. غير انه لاسباب مختلفة، وعلى رأسها الاعتراض الامريكي، تأجل القرار. ضوء اخضر مبدئي من البيت الابيض، أو على الاقل موافقة بالصمت، جاء بواسطة الوزير اياه الذي يحظى بانتقاد وسخرية في وسائل الاعلام على ادائه – مقرب نتنياهو رون ديرمر الذي مؤخرا فقط ارسل الى واشنطن لسلسلة لقاءات. الخطط التي كانت في الجارور تلقت ضوء اخضر في جلسة الكابنت المصغير، لكن على التوقيت كانا مؤتمنين نتنياهو وكاتس فقط. كما ان البيت الابيض أُطلع اثناء التنفيذ. اجتماع المسؤولين الكبار في نقطة واحدة في الدوحة حسم مصيرهم.
وبينما بقي وزراء الكابنت الموسع في حالة غموض حفاظا على سرية العملية حتى لحظة الحقيقة، فان محفل السباعية فقط – وزراء الكابنت المصغر نتنياهو، كاتس، ديرمر، ساعر، درعي، بن غفير وسموتريتش – عرف بان الهدف التالي ليس فقط توسيع الحملة في غزة، بل ايضا تصفية الحساب مع من يقفون على رأس منظمة الارهاب، حتى في مكان اقامتهم في الدوحة. الدولة التي اعتبرت مدينة لجوء بسبب علاقاتها مع الولايات المتحدة فقدت صدارتها دفعة واحدة. مثلما اثبتت اسرائيل في عمليتها ضد تنظيم ايلول الاسود، لا يوجد مخبأ ناجع بما يكفي لمن دماء 1200 اسرائيل على ايديهم، ومن يحتجز منذ نحو سنتين مخطوفين ولا يزال يهدد باخضاع اسرائيل سياسيا من خلالهم.
الرسالة من 7 اكتوبر
في احتفالات يوم الاستقلال الامريكي في القدس قال نتنياهو ان: “قادة الارهاب لن يتمتعوا بحصانة. على اعدائنا ان يعرفوا امرا واحدا: منذ اقامة دولة اسرائيل – دم اليهودي ليس مهدورا. في بداية الحرب قلت ان ايا من منفذ المذبحة لن يخرج من هذا. انا افعل هذا كي اضمن امن الاجيال القادمة. “الاحق عدوي وانال منه ولن اعود الى ان اقضي عليه””.
لشدة الحظ، فان السؤال الذي طرحه قادة الدولة والجيش لم يكن هل يوجد بديل لقادة حماس، بل الى أي مدى سيكون التنفيذ كاملا. الرسالة التي قررها ملايين الاسرائيليين في 7 اكتوبر حين لم يكن دم اخوانهم قد جف بعد هي ان حماس يجب ان تباد.
في تقييم للوضع اجراه زمير بعد تصفية أبو عبيدة قال: “معظم قيادة حماس صفيت، واليد لا تزال ممدودة. معظم المسؤولين المتبقين يتواجدون في الخارج وسنصل اليهم هم ايضا”. قال – ونفذ.
من خلف الكواليس، يبدو ان موافقة الولايات المتحدة على خطوة على هذا القدر من الجسارة من جانب اسرائيل ترمز الى أن الرئيس الامريكي دونالد ترامب هو الآخر مل جر الارجل والاعيب القوة التي تمارسها حماس. المنظمة لم تتراجع حين ردت عمليا اقتراح انهاء الحرب من الرئيس الامريكي بجلالته. كل من يريد ان يرى الحرب تنتهي بات يفهم بانه مطلوب الانتقال الى الدوحة – لتصفية حماس وفي نفس الوقت توجيه ضربة لصورة الدولة التي تلعب على كل الملاعب: تمول الارهاب، تحصل على شرعية كوسيط نزيه، يمكنها ان تنقذ المخطوفين من ايدي مرعيتها في الشرق الاوسط، كله معا.
حصانة دبلوماسية لقطر
مثلما لم يكن ممكنا انهاء الحرب فيما تبقي حماس قيادتها خارج الانفاق فانه لا يمكن ان نتوقع اختراقا في المفاوضات لانهاء الحرب واعادة المخطوفين فيما تكون قطر تتمتع بحصانة دبلوماسية، بل واحيانا يكون هذا بموافقة من القيادة الاسرائيلية.
الآن بالذات لعله يمكن ان نتوقع بان ما لم يتقدم على مدى اشهر سيجد الان تعبيرا له.
الآن، حين يكون واضحا ان اسرائيل لا تمتنع عن أي خطوة في الطريق لتحقيق اهدافها، وأن أي مخرب ببدلة ليس حصينا – سيكون ممكنا اخضاع حماس، انهاء الحرب واعادة المخطوفين. يمكن لهذا ان يحصل استمرارا لاستخدام القوة أو بالاتفاق، مثلما قال نتنياهو امس مرة اخرى حين اعلن بان مقترح ترامب لا يزال ساري المفعول.
والى ذلك مدهش كان ان نرى امس بأي سرعة انتقلت المعارضة في اسرائيل من مرحبة بالعملية المذهلة الى التساؤل في التوقيت. التاريخ وحده سيحكم على حجم الانجاز، وحان الوقت لان تفهم المعارضة ايضا الحدث.