ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – دروس حملة السور الواقي

اسرائيل اليوم 2022-03-28 – بقلم: يوآف ليمور

بفضل التصميم الإسرائيلي، المعركة الأكثر تعقيدا بشدة تنتهي بانتصار مدوٍ. حملة السور الواقي كانت بقعة الضوء الأهم في ظلام الانتفاضة الثانية. فقد سجلت تحولا للميل، وعودة السيطرة عما يجري في المنطقة الى أيدي إسرائيل. صحيح أنه كانت تلزم بضع سنوات أخرى الى أن تتوقف العمليات الانتحارية تماما، ولكن الحملة كانت محطمة للتعادل.
كانت الطريق الى الحملة طويلة ودامية. فقد كانت إسرائيل مطالبة بأن تتجلد على كمية كبيرة من العمليات والمصابين الى أن جمعت كل العناصر اللازمة لاتخاذ قرار الانطلاق الى الدرب. يدور الحديث ليس فقط عن التأييد الجماهيري الواسع في البلاد بل وأيضا عن الثقة الذاتية للقوات المقاتلة في الميدان بقدرتهم وأصحاب القرار فيها، واكثر من كل شيء – بالشرعية الدولية التي دونها كان صعبا على إسرائيل ان تقاتل من كان حتى ذلك الحين شريكها في اتفاق رسمي.

حرب على البيت
كانت غير قليل من نقاط الانعطافة المهمة في هذه المسيرة، أبرزها كانت السيطرة في كانون الثاني 2002 على سفينة السلاح «كارين ايه» – التي حملت كمية كبيرة من الوسائل القتالية من إيران إلى السلطة الفلسطينية – والتي أوضحت بأن ياسر عرفات تحول من شريك الى عدو؛ العمليات في مخيمات اللاجئين في جنين، وفي طولكرم والتي علمتنا بأنه يمكن العمل في عمق الأراضي الفلسطينية دون دفع ثمن باهظ على ذلك؛ والثمن الدموي الباهظ في شهر آذار 2002 – اكثر من 130 قتيلا – والذي في أعقابه اصدر رئيس الوزراء ارئيل شارون الضوء الأخضر للعملية.
لقد كانت السيطرة على الأراضي الفلسطينية سهلة وسريعة اكثر مما قدر في البداية. وقد نبع هذا من الخطط التي أعدت مسبقا، من الاستعداد العالي للقوات، من التصميم الكبير للمقاتلين وللجبهة الداخلية الاسرائيلية. معدلات التجنيد للاحتياط في الحملة وصلت الى ذروتها، لأنه  كان واضحا بأن الحديث يدور عن حرب على البيت: كل مخرب او عبوة ناسفة يمسك بهما في الميدان، لن يتفجرا في قلب إسرائيل.
الخطوة الأولى كانت عزل العاصمة الفلسطينية رام الله وفي قلبها المقاطعة – قيادة عرفات. فقد سيطر مقاتلو «اغوز» و»سييرت غولاني» على المجال وجعلوا الزعيم الفلسطيني سجينا في بيته. بالتوازي، سيطر الجيش الإسرائيلي على عاصمة الإرهاب، نابلس، ولاحقا على طولكرم وقلقيلية أيضا، والتي انطلقت منها الكثير من العمليات الانتحارية. الكتلة الأكبر للقوات التي القي بها في كل واحدة من المدن حسمت المعركة فيها بسرعة نسبية – درس ذو صلة أيضا في المستقبل للقتال في أوضاع مشابهة في غزة او في لبنان.

الاستعداد لدفع الثمن
عمليا، في مكانين فقط علق الجيش الإسرائيلي في ورطة غير مرتقبة. الأول، مخيم اللاجئين في جنين، حيث قتل 13 من رجال الاحتياط في معركة مع المخربين، والثاني في بيت لحم، حين سيطر مطلوبون فلسطينيون على كنيسة المهد. الحدث الأول حله الجيش الإسرائيلي بالقوة واخضع مخيم اللاجئين؛ أما الثاني فحله بالحوار الذي في إطاره أتيح خروج المطلوبين الى خارج البلاد.
الهزيمة التي لا لبس فيها «للإرهاب الفلسطيني»، والتي بدايتها في السور الواقي، صدحت في المنطقة كلها. فقد أوضح الانتصار في السور الواقي بأن إسرائيل قوية ومستعدة لأن تدفع الثمن على أمنها وعلى امن مواطنيها.
كما كانت للحملة دروس أخرى. الأول هو الحاجة الى حفظ السيطرة العملياتية والاستخبارية في الميدان كشرط أساسي لإحباط الإرهاب. والثاني هو الحاجة لجيش بري قوي يتمكن من العمل في المدن المكتظة والحاق الهزيمة بالعدو. والثالث هو واجب بلورة إجماع جماهيري واسع في إسرائيل والى جانبه شرعية دولية لأجل الخروج الى معركة معقدة ودامية وإنهائها بانتصار مدوٍ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى