ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – جلال البنا  – الموحدة عرضة للضربات وتحاول ارضاء الجميع

اسرائيل اليوم – بقلم  جلال البنا  – 23/12/2021

” حتى الان فعلت الموحدة النقيض لما وعدت به ناخبيها، ولا سيما في كل ما يتعلق بحقوق المثليين، قوانين الرحم المستأجر والتأييد لتمويل الاستيطان. في فترة الانتخابات لم تعد فقط الا تدعم أو تروج لقوانين من هذا النوع، بل ادعت بان هذا هو السبب الذي جعلها تنسحب من القائمة المشتركة “.

سواء كان هذا على قانون الكهرباء أم كان على اي قانون آخر، فان المواجهة الكبرى في الائتلاف لا بد ستأتي، فهي مسألة وقت، وان كان ما يبقي كل عناصره هو الخوف من التوجه الى انتخابات مبكرة. 

في هذه الاثناء فان المواجهة العلنية، التي ليست الاولى وبالتأكيد ليست الاخيرة، بين الموحدة وبين آييلت شكيد، وان كانت تخدم الطرفين – من جهة شكيد تغمز للمصوتين اليمينيين ولا سيما بكل ما يتعلق بالمطالبة بالحوكمة في النقب، وبالمقابل، فان اناس الموحدة، ولا سيما النائب وليد طه، يطلقون رسالة لناخبيهم مع غير قليل من استعراض العضلات ويقولون ان بوسعهم ان يحلوا الحكومة. ومع ذلك، حتى  الان  تتصرف  الموحدة كمن تعاني من متلازمة المرأة المعنفة. تتلقى الصفعات ممن يفترض به أن يحميها (الائتلاف) ولكنها  ترفض الحديث الى عائلتها (لناخبيها) عن الاهانات والعنف تجاهها. وليس اقل من ذلك – تحاول ان تبقي صورة من يضربها كايجابية كي لا تجعل كل الحارة تتحدث عنها. 

منصور عباس، اخذ على عاتقه مخاطرة كبيرة جدا كزعيم عربي في اسرائيل، بمجرد دخوله التاريخي الى الائتلاف. لكن الان بات لا يوجد للموحدة الكثير من الخيارات، وللانتخابات التالية سيكون رجال الحركة الاسلامية ملزمين بان يصلوا مع نتائج ومع وصولات، وليس فقط وعود او اتفاق ائتلافي كل بنوده لم تنفذ بعد. 

ومع ذلك، لا في الائتلاف الحالي ولا في اي ائتلاف آخر – يمين، يسار او وسط – يمكن للاحزاب العربية، ولا سيما الحركة الاسلامية، ان تكون جهة مؤثرة كما هو مطلوب من حزب ايديولوجي: التأثير، الصراخ والعويل عند الحاجة، للرفع او للاعتراض على مشاريع القوانين.

حتى الان فعلت الموحدة النقيض لما وعدت به ناخبيها، ولا سيما في كل ما يتعلق بحقوق المثليين، قوانين الرحم المستأجر والتأييد لتمويل الاستيطان. في فترة الانتخابات لم تعد فقط الا تدعم أو تروج لقوانين من هذا النوع، بل ادعت بان هذا هو السبب الذي جعلها تنسحب من القائمة المشتركة. ولكن يخيل أن خرق الوعود  الانتخابية هو ظاهرة تتجاوز القطاعات في السياسة الاسرائيلية. 

بعض من الاجراءات التي اخذها على عاتقهم رجال الموحدة، في اعقاب الدخول الى الائتلاف والتأييد له، كان الامتناع عن مناسبات علنية في المجتمع العربي. ليس صدفة ان صرفت حراسة من الشباك للرئيس عباس. يوجد سياسيون عرب كانوا سيرون في هذه الخطوة أسرلة خطيرة، تعطي شرعية للشباك ولحراسه وتجعلهم جزءا من المشهد في المناسبات السياسية للوسط العربي. 

كمراعاة لوضع الائتلاف، ولاجل عدم احراج رئيس الوزراء بينيت وحزبه، اختار النواب من الجناح الجنوبي للحركة الاسلامية  الا يأتوا – بخلاف تام لمعظم زعماء المجتمع العربي – لتهنئة رئيس الجناح الشمالي  للحركة الاسلامية – الشيخ رائد صلاح، بعد تحرره من السجن.

من  تجرأ من رجال الموحدة للوصول كان النائب مازن غنايم، وهذا بحد ذاته  يدل على عدم الانسجام وعدم وجود الخط الموحد في الحزب. ومع ذلك فان وصوله يرتبط اكثر بنيته للعودة للتنافس على رئاسة بلدية سخنين، بعد أن خسر في 2018 لمرشح الجبهة الديمقراطية. مدينة سخنين تعد معقلا لا بأس به لمؤيدي الشيخ صلاح، والصورة المشتركة للرجلين يمكنها بالتأكيد ان تساعد غنايم على العودة لرئاسة البلدية، حيث يؤثر اكثر على المستوى المحلي ولا يكون ملزما بان يتصدى لتصويتات صعبة في الكنيست. 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى