ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – جلال البنا – اتحاد الامارات في دور الوسيط

اسرائيل اليوم – بقلم  جلال البنا – 1/12/2021

” تلعب الامارات دورا مركزيا في الشرق ا لاوسط وفي العالم وهي تقف خلف اعادة الاسد الى الجامعة العربية وانقاذ الاقتصاد التركي واعادة علاقات تركيا واسرائيل الى ما كانت عليه قبل مرمرة “.

ان التطورات السياسية الاخيرة بين اسرائيل وتركيا، وبخاصة بعد قضية اعتقال الزوجين اوكنين، والتصريحات المنسوبة للرئيس اردوغان تشهد على تحسن العلاقات بين الدولتين. فيما أن الدولة الثالثة التي تساعد في ذلك هي اتحاد الامارات. فقد لعبت وتلعب في الحاضر دورا مركزيا جدا بل وحاسما في استقرار المنطقة وكذا في اعادة العلاقات التركية – الاسرائيلية الى ما كانت عليه قبل قضية مرمرة، في الجوانب الامنية، السياسة والاقتصادية. 

ليس صدفة الامر ان بالذات الان قررت اتحاد الامارات، ذات احد الاقتصادات الاكثر استقرارا وقوة في العالم ان تقيم صندوقا متخصصا للاستثمار في الاقتصاد التركي المنهار. فقد خصص الاماراتيون اكثر من 9 مليار دولار للحفاظ على استقرار الحكم في تركيا، اضافة بالطبع الى زيادة تدخلهم في نقطة اخرى في المعمورة.  

اتحاد الامارات، بقدراتها الاقتصادية، تحاول منذ بضع سنوات ان تعمل وتؤثر في الشرق الاوسط. بدأ هذا قبل التوقيع على اتفاقات ابراهيم مع اسرائيل، وعمليا كشفت الاتفاقات فقط عمق العلاقات والتنسيقات الاستراتيجية، الامنية اساسا، بين الدولتين وكم هي وثيقة. ليس صدفة ان من اختير لان يؤدي هذه المهمة الهامة للغاية، سفير اتحاد الامارات في اسرائيل، كان محمد محمود الحاجة، احد الشبان الواعدين في العالم العربي واحد المؤثرين على الدبلوماسية وعلى علاقاتها الخارجية. 

في التطورات الاخيرة يجدر التشديد على علاقات اتحاد الامارات وسوريا. فمؤخرا وقف وزير خارجية اتحاد الامارات، عبدالله بن زايد على رأس وفد من كبار المسؤولين الاماراتيين الذين التقوا بحاكم سوريا بشار الاسد، وبحثوا في المساعدة التي سيمنحوها له كي يخرج من ازمة الحرب الاهلية. 

ورغم أن معظم الانظمة العربية قطعت علاقاتها مع الاسد، تبدو زيارة الاماراتيين كنوع من “الاعتراف” بانتصاره وضعف المعارضة، التي تصرخ ضد نقل النظام الرئاسي بالوراثة ووجدت مأوى في تركيا وفي عدة دول عربية. كان الاسد هو الحاكم العربي الوحيد الذي نجا من ثورة الربيع العربي، حتى وان كان بمساعدة روسية وايرانية وبتدخل نشط من حزب الله.

في اعقاب زيارة المسؤول الاماراتي، فان الملك عبدالله ملك الاردن هو الاخر وافق وتلقى مكالمة هاتفية بعد قطيعة نحو عقد مع الاسد، وكان الامر في موعد قريب من قمة بينيت وعبدالله في عمان، ما يشهد على موافقة معظم الدول العربية على اعادة سوريا الى الجامعة العربية بعد أن ابعدت عنها في اعقاب اعمال الحكم الوحشية بحق المواطنين. 

كل هذه الخطوات – امام ومن خلف الكواليس – يفترض أن تكون مترجمة عمليا الى تحسين علاقات تركيا واسرائيل بقيادة اتحاد الامارات. هذا سيبدأ بالاستثمارات الاقتصادية الكبرى ولكن بسرعة شديدة سيصل الى المواضيع السياسية. ولن اتفاجأ اذا ما كان يخطط منذ الان  للقاء قمة بين زعماء الدول الثلاثة. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى