ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم دان شيفتن – بين الصعوبة القانونية والعقل السليم

اسرائيل اليوم – بقلم  دان شيفتن – 2/3/2021

” مسموح وجدير التمييز سلبا بحق رافضي التطعيم، باستثناء الاعتبارات الطبية، في المجال الذي ينطوي على الاختلاط بالاخرين، بما في ذلك الدخول الى نطاقات معينة، الى رحلات جوية وحتى العمل في مهنة ما كالتعليم، وعرض فضائل لمن يحافظ على صحته وعلى صحة محيطه “.

من الصعب الاستخفا¬ف باهمية العقل السليم. فالناس العقلاء والاذكياء عرضة لفقدانه على نحو خاص. عندما يدخل التعليم في اذن، من شأن العقل السليم أن يتسرب من الاخرى، بشكل يخفي فيه تذاكي الاشجار حكمة الغابة. لمستخفي “ويز”، نوصي الاستيضاح في “نظرة عليا” اذا كان التطبيق يؤدي بنا حقا الى المقاصد. كل شيء هنا مسألة توازن ومدى. فالخصوصية هي قيمة هامة وفي التمييز يوجد ايضا خطر على حرية الانسان، ولكن دون قيود مبررة على الخصوصية ودون قدر موزون من التمييز المبرر – لا توجد حياة ولا توجد حضارة. على هذا التوازن الحرج يجدر بمنتخبي الجمهور ان يحرصوا. يمكن لرجال القانون أن يساعدوا ويشكلوا أضواء تحذير على لوحة الساعات الجماهيرية. ولكن محظور ترك مقعد القيادة لهم.

يمكن للجمهور أن يقرر من خلال ممثليه في ضرر شديد للخصوصية كي يتصدى لتهديد خطير. في المطار كلنا مستعدون لان ينبش بامتعتنا بل وباجسادنا، بادويتنا، بوثائقنا وباختيار مقاصدنا، كون البديل هو خطر فوري وعاجل. كلنا تقريبا نتخلى عن الخصوصية في معظم جوانب حياتنا اليومية لغاية اقل دراماتيكية بكثير: الراحة. كل من يستخدم الهاتف الذكي يجب أن يعرف بان كل المعلومات الشخصية يمكن لمن مستعد لان يجتهد قليلا أن يصل اليها. حتىلو كانت حكومته الديمقراطية غير معنية بان تقتحمه بالذات، فان لمنظمات الجريمة، للصين او لروسيا يمكن أن يكون اهتمام كهذا. توجد امكانية ولا توجد آثار. بمعونة الهاتف ومعطيات التصفح يمكن للجميع، عمليا، ان يعرفوا ما فعلنا، مع من تحدثنا، اين كنا، ماذا يعنينا بل وفي احيان قريبة جدا ما نفكر به ايضا، من نفضل او نكره.  فنحن فتحنا الباب.

ولكن محبي حقوق الانسان يرون “مصاعب قانونية” في كشف معلومة واحدة ما هي حميمية، حساسة لدرجة تعرضنا لضرر شديد جدا من الجدير الكفاح في سبيل حصانتها من أن يطلع عليها المجلس المحلي في مكان سكننا: هل تطعمنا للكورونا. في المنزلق السلس هذا كفيلة البلدية أن تتوجه الينا. وربما، والمعاذ بالله، نغرى لان نتطعم، بشكل ينقذ حياتنا وصحة اطفالنا واصدقائنا ونعرض صحة الجمهور للخطر بقدر اقل.

وتهديد زائف آخر على كرامة الانسان وحريته: التمييز. من يكلف نفسه عناء التفكير ويصمد امام اغراء رد الفعل الشرطي على ادعاء الحق اللزج، سرعان ما سيصل الى الاستنتاج بان الرفض الجارف لكل تمييز خطير بقدر لا يقل عن السياسة التي تسوغ التمييز المنتظم. فلا يمكن ان يوجد مجتمع متحضر بلا تمييز. مثل هذا المجتمع لا يميز فقط بحق المجرمين بسلب حريتهم بل حتى يميز بحق الضريرين في منحهم رخص السياقة، يميز بحق الاطفال في صناديق الاقتراع، يميز (ايجابا) ذوي الاحتياجات الخاصة والمواطنين القدامى في ايقاف السيارات وفي الباصات، يميز  الاكثر موهبة في سياق ما وعديمي القدرات المعرفية والنفسية في مجال آخر.

لمن يكلف نفسه عناء التفكير واضح ان التمييز ضروري، والنقاش الجماهيري (وليس بالذات القانوني) يجب أن يحسم قيميا ما هو التمييز المبرر في الملابسات المطروحة. للنقاش الموضوعي من الحيوي تعطيل الالغام: التلاعب التطهري لادعاء “المنزلق السلس” الذي يفترض بان من يبيد الحشرات اليوم سيقيم غدا اعواد المشانق، معسكرات الابادة والمحارق. من يسمح للتطهريين – بتعليل قانوني او غيره – قيادة النقاش، سيحصل على قرارات مشوهة من ناحية اخلاقية، تثير حفيظة الجمهور وترفع الى الحكم المؤيدين للتمييز المرفوض.

مسموح وجدير التمييز سلبا بحق رافضي التطعيم، باستثناء الاعتبارات الطبية، في المجال الذي ينطوي على الاختلاط بالاخرين، بما في ذلك الدخول الى نطاقات معينة، الى رحلات جوية وحتى العمل في مهنة ما كالتعليم، وعرض فضائل لمن يحافظ على صحته وعلى صحة محيطه. ببساطة من غير الاخلاقي السماح لهم بتعريض الاخرين للخطر بنزواتهم. وأخيرا، يا الله، الى المحظور الاكبر: التطعيم القسري. الذي يدخل شيئا الى اجسام الرافضين بخلاف ارادتهم. في اسرائيل يوجد تجنيد الزامي. ابناؤنا، احبة روحنا، نحن نبعث بهم للدفاع عنا جميعا، رغم الخطر في أن يدخل الى اجسامهم غرضا بقطر 5.56. عندما يهدد العدو، حزب الله او فيروس الكورونا، الحياة، فان من يدعي القيم يتملص  ويفر  من المعركة، يعيش على  حساب الاخرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى