ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم  يوسي بيلين  – من واشنطن الى رام الله : الشريك الهام حقا

اسرائيل اليوم – بقلم  يوسي بيلين  – 3/9/2021

” بينما في لقاء واشنطن بين بايدن وبينيت لم تتغير الا النبرة فانه في لقاء ابو مازن غانتس تغير شيء هام في الجوهر”.

لاءات بينيت الثلاثة

الرئيس جو بايدن، الذي استنزفه الوداع الدامي لافغانستان، أجل بيوم لقاءه مع نفتالي بينيت ولكن ما كان يمكنه أن يتخلى عن اللقاء مع رئيس وزراء اسرائيل الاول الذي ليس نتنياهو منذ 12 سنة. وصل بينيت بعد أن تكبد قبل ذلك عناء عرض “معتقداته” امام الصحافي الذي التقاه من “نيويورك تايمز” في صيغة “اللاءات الثلاثة” للخرطوم في ايلول 1967: لا لاتفاق مع  الفلسطينيين، لا للتفاوض معهم ولا للاعتراف بدولة فلسطينية. بايدن، من جهته، كان مستعدا لان يسير شوطا أطول كي يجد قاسما مشتركا مع ضيفه، وبعد جهد كشف عنه: كلاهما درجا على السفر في خط القطار اياه،  قبل  سنين. يعرف الرئيس الامريكي الشرق الاوسط جيدا، سواء من السنوات التي كان فيها عضوا في لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ وبعد ذلك رئيسها، ام من عهده كنائب للرئيس. واضح له بانه اذا لم تقيم اسرائيل حدودا بينها وبين الفلسطينيين ستحكم اقلية يهودية اغلبية فلسطينية وسيكون هذا وداعا لفكرة الدولة اليهودية، بالذات بواسطة اليمين القومي المتطرف. وقد فوجيء من توقيت عرض لاءات بينيت، ولكن ليس من مضمون المقابل. معقول الافتراض بانه يقول لنفسه انه من الافضل زعيم يميني يعد الا يكون كديا تجاه الولايات المتحدة على زعيم لا يستبعد دولة فلسطينية ولكنه يفعل كل شيء كي يعرقلها. 

لم ينجح في أن يفهم الفكر السياسي لبينيت في سياق مستقبل اسرائيل كدولة يهودية. الحل البنتوستاني هو الاقرب الذي يفهم من اقواله، والزعيم العجوز والغامض لم يحاول الجدال مع هذا النهج في الزمن القصير الذي كان تحت تصرفه. التمويل لـ “القبة الحديدية”، عدم رفض اعادة اقامة القنصلية الامريكية في القدس ورفع مستوى المحادثات التي لا تنتهي عن الغاء التأشيرات للاسرائيليين الذين يصلون الى امريكا، هذه هي المواضيع التي حلت محل المسألة الفلسطينية. 

في موضوع ايران، الفهم هو انها ستستمر الاعمال القادرة على ان تؤثر بعدة اشهر اقترابها من مكانة دولة حافة نووية. السؤال اذا كان الرئيس الامريكي يعد الا يكون لايران سلاح نووي في فترة ولايته فقط ام “ابدا” هو سؤال مثير للشفقة. اليوم الاخير لولايته هو الحد لتنفيذ وعوده. لقاء مفاجيء اكثر بكثير جرى في رام الله، بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وبين وزير الدفاع بيني غانتس. وبينما يسعى مقربو بينيت لان يعزوا لهذا اللقاء طابعا مهنيا لغرض حل مشاكل آنية، تكبد مقربو غانتس عناء الايضاح بانه طرح في الحديث مواضيع سياسية وان الهدف هو تعزيز الحكم البراغماتي في رام الله مقابل الحكم الارهابي في قطاع  غزة.  

اذا كان في واشنطن تغيير هام جدا في النبرة ولكن ليس في الجوهر، ففي لقاء ابو مازن – غانتس كان تغيير في الجوهر. بداية – الزعيم الفلسطيني الذي يعارض الارهاب بكل حزم، والذي  يسمي التنسيق الامني مع اسرائيل “مقدسا” والذي يفهم جيدا بان المصلحة الفلسطينية هي السلام مع اسرائيل والشراكة معها – عاد ليكون شريكا.  وزير الدفاع الاسرائيلي الذي يصل اليه هو زعيم سياسي مؤيد، مبدئيا لحل الدولتين، والاساس:  اذا كانت حكومة اسرائيل السابقة فضلت حكم حماس لانه كان سهلا عرضها كمن ليس شريكا، فان الحكومة الجديدة ترى في حكم عباس، مع كل ضعفه، شريكا ينبغي تعزيز قوته. بين المدينتين، الزيارة في رام الله بالذات، على مسافة بضع دقائق من القدس كانت اهم من الزيارة في واشنطن. 

أعيدوا ولا تؤجلوا

الضغط الجماهيري فعل فعله، و”يسروتال” اعلنت عن ان توزيع المرابح (التي هي نتيجة المساعدة الحكومية التي تلقتها الشركة كتعويض عن خسائرها بسبب  الكورونا) سيتأجل. هذا لا يكفي. اذا كان وضع الشركة قد تحسن فصحيح تفعل اذا ما اعادت المنحة، واذا تبين بان ارباحها لا تزال تسمح بذلك – فلتشرك فيها مجلس المدراء. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى