ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم يوسي بيلين – مفوض الفرص المنتظم

اسرائيل اليوم – بقلم يوسي بيلين  – 24/4/2020

كمفوت منتظم للفرص، ساهم غانتس هذا الاسبوع في كل ما لا يؤمن به: التضييق على خطى المحكمة العليا، السماح  بضم كارثي في الضفة الغربية، منع ممثلي المعارضة من العضوية في لجنة انتخاب القضاة وتسويغ نتنياهو كرئيس وزراء كامل “.

في ختام الانتخابات للكنيست الـ 22 التي اجريت في ايلول 2019، تبين ان النتائج تشبه جدا نتائج الانتخابات للكنيست الـ 21. فاز أزرق أبيض بمقاعد أكثر من مقاعد الليكود، ولكن لم يكن لاي من الكتلتين 61 مقعدا لتشكيل الحكومة. ولما رفض اسرائيل بيتنا تشكيل حكومة بدعم من القائمة المشتركة، التي تعززت جدا، فقد كان السبيل الوحيد لمنع حملة انتخابات ثالثة اقامة حكومة وحدة وطنية. ليس من اجل “توحيد الشعب”، ليس من أجل انقاذ الدولة ولا حتى من أجل المكافحة المشتركة للكورونا الذي لم يكن قد ولد بعد. ببساطة من اجل الامتناع عن الخطوة الهاذية لجولة انتخابات اخرى، زائدة وباهظة الثمن.

قرر الرئيس روبين ريفلين الدخول الى الساحة لمنع مهانة الجولة الثالثة في غضون سنة، فاقترح على الحزبين الكبيرين أن يواصل نتنياهو في منصبه لسنتين اخريين، بعدهما يستبدل بغانتس حتى نهاية الولاية. ولكن اذا ما رفعت لائحة اتهام ضده، فسيعلن عن العجز، ويقوم غانتس مقامه الى أن تنتهي محاكمته (بفرض أن يبرأ، بالطبع). نتنياهو قبل “مخطط الرئيس”. اما غانتس فوجد نفسه يرفض المخطط، سواء لانه لم يكن يريده حقا أم بسبب معارضة “القمرة”. من جانب الليكود، طرحت امكانية ولاية قصيرة لنتنياهو لنصف سنة اخرى، بعدها يتولى غانتس رئاسة الوزراء (بالمناسبة، نصف السنة هذه انتهت في اذار من هذا العام). وهذا ايضا رفضه غانتس. عندما حاولت أن افهم لماذا، شرح لي بانهم في أزرق أبيض كانوا مقتنعين من أن نتنياهو سيجد ذريعة وطريقة للامتناع عن نقل الصولجان الى غانتس.

لا شك أن من قاد الى الانتخابات في الجولة الثالثة كان نتنياهو، الذي لم يكن مستعدا لوداع منصبه. ولكن غانتس كان بوسعه أن يمنعها – لو انه تفضل بقبول مخطط الرئيس، الذي وعده بحكومة تناوب. بدلا من أن يفهم بانه لا ضمانة لان تكون نتائج الانتخابات للكنيست الـ 23 ستكرر نفسها، وانه يجب استغلال مثل هذه الفرصة والتوصل الى تسوية تمنحه رئاسة الوزراء   – حتى وان كان بوسع نتنياهو أن يحتفظ باللقب في قسم من الولاية – تمسك غانتس بالقاسم  المشترك الوحيد للتجمع الذي اقامه قبل بضعة اشهر من ذلك – الامتناع عن الجلوس في حكومة تحت نتنياهو (الذي وصفوه كاردوغان، ليس اقل). وهكذا سمح لنتنياهو بان يقتاده الى الخطوة المذهلة لجولة انتخابات ثالثة، بلا سابقة وبلا ظل سابقة.

في نظرة الى الوراء كان هذا تفويت عظيم  حتى أكثر مما كان يخيل عندما وقعت الامور. خطة ترامب، التي تسمح، ظاهرا، بضم احادي الجانب لمناطق واسعة في الضفة الغربية، في ظل تعريض اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية للخطر، لم يكنقد نشرت في حينه بعد. كل اتفاق بين ازرق ابيض والليكود كان سيضمن فيتو متبادل على كل مبادرة سياسية – أمنية، ولم يكن اي احتمال لان تتحقق مثل هذه الخطوة الخطيرة.

في اعقاب الانتخابات للكنيست الـ 23، في الشهر الماضي، والتي فيها ايضا لم يكن حسم بين الكتلتين (ولكن اسرائيل بيتنا اعرب بعدها عن استعداد لاقامة حكومة ضيقة بدعم من القائمة المشتركة)، كان متوقعا ان تجيز الاغلبية في الكنيست سلسلة من القوانين التي تضمن، ضمن امور اخرى – تمهيدا للانتخابات التالية – بان رئيس وزراء تكون ضده لوائح اتهام لن يتمكن من مواصلة مهام منصبه. قانون آخر تناول فكرة أن من توجد ضده لائحة اتهام لن يكون بوسعه ان يكون نائبا في الكنيست. في هذا الوضع كان سيتبين لنتنياهو بان جولة انتخابات اخرى ليست واقعية من ناحيته وما كان يمكنه أن يملي شروطا تعسفية على غانتس. وبدلا من أن يقود خطوة كهذه، وجد نفسه في منصب رئيس  الكنيست، ومنع التشريع.

كمفوت منتظم للفرص، ساهم غانتس هذا الاسبوع في كل ما لا يؤمن به: التضييق على خطى المحكمة العليا، السماح  بضم كارثي في الضفة الغربية، منع ممثلي المعارضة من العضوية في لجنة انتخاب القضاة وتسويغ نتنياهو كرئيس وزراء كامل، وبعد ذلك – كقائم باعمال رئيس الوزراء، رغم لوائح الاتهام. ناهيك عن العدد المفزع لاعضاء الحكومة وعن الشقة الفاخرة للقائم بالاعمال. خطايا كهذه لا تغتفر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى