ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم  يوسي بيلين – لا  تدمنوا على الوضع الراهن

اسرائيل اليوم– بقلم  يوسي بيلين -7/11/2021

” احزاب اليسار الصهيونية لا يمكنها أن تسلم بالسياسة الحالية لرئيس الورزاء الذي يغمض عينيه ويأمل الا يراه العالم وان المشكلة الديمغرافية ستحل، ربما، في موعد آخر “.

لن تكون سنة شتاء. يشرح الخبراء لنا بانه بعد ان اقرت ميزانية الدولة، يمكن للحكومة أن تبحر على مياه هادئة، حتى اجازة الميزانية التالية. آمل جدا الا تكون هذه هي الصورة. فالتفكير بانه يمكن الابقاء على الوضع الراهن السياسي، عدم اللقاء بالشركاء الفلسطينيين ومواصلة “مشروع” الاستيطان كان يمكن ربما ابتلاعه حتى التصويت على الميزانية، ولكن بعده ستكون ضرورة لخلق تفاهم مختلف بين الاجزاء المختلفة جدا من الائتلاف. 

توجد امكانيتان اساسيتان لبناء القاسم المشترك بعد اقرار الميزانية. الاولى هي التوقف عن كل فعل سياسي ووقف الاستيطان بشكل مطلق، بما في ذلك لغرض الزيادة الطبيعية. الخيار الثاني هو اجراء محادثات مع الرئيس محمود عباس وقيادة م.ت.ف، والحديث عن خيارات مختلفة، من كونفيدرالية اسرائيلية – فلسطينية في كل مناطق بلاد اسرائيل، وحتى تسويات انتقالية، وتنفيذ التعهدات غير المتحققة لاسرائيل في اعادة الانتشار في الضفة الغربية في ظل بناء محدود في المنطقة ج.

وضع يكون فيه الاجماع يكتفي بعدم الحوار على المستوى الاعلى، وبناء الاف وحدات السكن في المستوطنات، ليس مثابة تفاهم دائم. فاحزاب اليسار الصهيونية لا يمكنها أن تسلم بالسياسة الحالية لرئيس الورزاء الذي يغمض عينيه ويأمل الا يراه العالم وان المشكلة الديمغرافية ستحل، ربما، في موعد آخر. 

هذا يصل الينا. ترامب، على ما يبدو، لم يفهم بعد بان مشكلة ارتفاع حرارة الكرة الارضية ليست مؤامرة الليبراليين الامريكيين ضده، بل ظاهرة حقيقية، ولكن كثيرين آخرين يفهمون منذ الان بان هذا يقترب من كل واحد منا واننا ملزمون بعمل شيء ما. في مؤتمر غلاسكو كان يمكن لقاء زعماء قلقين  من  ارتفاع حرارة الكرة الارضية، من الجبال الجليدية التي تتحول الى مياه، من الفيضانات ومن الاختفاء المرتقب لبعض من المناطق المتدنية في العالم. هم يفهمون بان الظاهرة وصلت الى اعتادهم، سواء سبب ذلك هو بشري أم لا. يفهمون بان الحديث عن نشاط يجري بعد 30 سنة ليس ذا صلة. وان الامور يجب أن تتم فورا، بتعاون كامل بين الجميع. 

مئة سنة على القمصان البنية. في 4 تشرين الثاني 1921 تأسست “دائرة الجمباز والرياضة” للحزب النازي في المانيا. معظم اعضائها كانوا جنودا مسرحين بعد الهزيمة في الحرب العالمية الاولى، ممن لم يتمكنوا من ايجاد عمل، وبعضهم انخرط في عالم الجريمة. اهتمامهم الاساس كان لتعطيل الفرح. جاءوا الى مناسبات عديدة المشاركين، شاغبوا، ضربوا، صرخوا ونجحوا في تفريق الناس.                                                              

كان هذا هيرمان جرينج الذي ترأسهم، منحهم اسما اعتباريا – “السراي الهجومية” للحزب النازي – واشترى لهم فوائض انتاج القمصان البنية (التي تبقت في مخازن الحكومة لان الجنود تبقوا في المانيا بعد ان فقدت المستعمرات التي كانت تريدها في افريقيا). اصطلاح “قمصان بنية” اصبح رمزا لمنظمات فاشية في اوروبا وخارجها.

في نهاية 1933 كانت عصبة الزعران هذه تعد ثلاثة ملايين شخص، ولكن لاحقا بفضل مشاركة زعيمهم في محاولة انقلاب ضد هتلر شنق الزعماء وحلت المنظمة. اما القمصان فبقيت كتذكير أشوه، للخفة التي لا تطاق التي يمكن فيها لامة متحضرة ومتعلمة ان يجن جنونها. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى