ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم يوسي بيلين – جو بايدن الذي فوجئت بالتعرف عليه

اسرائيل  اليوم– بقلم يوسي  بيلين – 9/11/2020

تعرفت على بايدن منذ بداية التسعينيات وعرفت كم هو عاطف على اسرائيل وقضيتها وعلى قضية السلام والاستقرار في المنطقة “.

التقيته، لاول مرة، في 1992، في إطار لقاءات شخصية اجريتها في واشنطن مع اعضاء كبار في لجنتي الخارجية لمجلس النواب والشيوخ. كان اللقاء الاول اكثر دفئا من المتوقع، ولما كنا كلانا ملزمين بانهائه،  فقد حددنا ان نواصل في اقرب وقت ممكن من المكان الذي توقفنا عنده. وكان هذا بالفعل أول لقاء في  سلسلة طويلة من اللقاءات عن المسيرة السياسية، التي نالت الزخم في عهد الرئيس كلينتون. وبخلاف  معظم من تحادثت معهم أبدى اطلاعا واسعا على تاريخ النزاع الاسرائيلي – العربي والاسرائيلي – الفلسطيني، ومفاهيم كثيرة لم تكن معروفة على الاطلاق من زملائه، كانت دارجة على لسانه. فقد تحدث عن اسرائيل بتقدير هائل. تساءلت  عن جذر  عطفه فقال لي جملة لم اسمعها من اي شخص آخر تحدثت معه: “عندي يبدأ هذا في البطن، يتواصل في القلب ويصل الى الرأس”. ولاحقا التقيت بهذه  الجملة في احدى المقابلات التي منحها للصحف.

تحدث عن كارثة يهود اوروبا، عن اهمية الفكرة الصهيونية وتماثله معها، وعن معرفته لزعماء اسرائيل في  الماضي. والحلول السياسية التي تحدثنا عنها كانت، بطبيعة الاحوال، تلك التي في الوسط – اليسار الاسرائيلي، ولكن كانت له ايضا كلمات طيبة يقولها عن رئيس الوزراء مناحيم بيغن وعن الشجاعة التي كانت له للنتازل عن كل سيناء،  بخلاف التزامه الايديولوجي السابق.  

تحدثنا غير قليل عن سلم الاولويات بالنسبة لاتفاقيات السلام  المستقبلية. قلت له ان السبيل الذي شق في مؤتمر  مدريد (1991)، والذي تجرى فيه محادثات بين اسرائيل ووفد اردني فلسطيني، وفد سوري ووفد لبناني، مصطنع بعض الشيء، ولكن لما كان تقرر، فمن الافضل الا يتغير، طالما لا يوجد بديل متفق عليه له. ومع ذلك، لو كان علي أن اختار، لمنحت اولوية للقناة الفلسطينية.  

“يوجد بيننا خلاف”، “السلام مع سوريا، من ناحية الولايات المتحدة سيؤدي الى تغيير استراتيجي. السلام مع الفلسطينيين سيؤدي الى تغيير تكتيكي. اعرف ان من ناحيتكم تعد هذه حاجة لايجاد حل للمسألة الديمغرافية، ولكن من ناحية امريكا فان الاولوية هي للقناة التي بينكم وبين سوريا”.

بعد التوقيع على اتفاق المباديء مع م.ت.ف، التقينا مرة اخرى. سأل، بابتسامة، كيف  كان يمكنني  أن اخفي عنهم المفاوضات في اوسلو، التي تواصلت في اثناء 1993، في خلفية اللقاءات بيننا، ولكن هذا كان سؤالا بيانيا. قلت له ان الاتفاق مع الفلسطينيين لن يمنع اتفاقات مع الاردن وسوريا بل كفيل بان يحثها: فقد تحررت الدول العربية من الحاجة لربط مصيرها بالفلسطينيين، من اللحظة التي توصل كان فيها الفلسطينيون هم الذين توصلوا معنا الى اتفاق منفرد. وأعرب عن امله في أن  اكون محقا.

في احد اللقاءات بيننا قال لي انه في المرة التالية سنلتقي في اسرائيل. وتلقى دعوة لزيارة البلاد، وفي نيته ان يحققها. سألت من الداعي. فبحث في ورقة على طاولته وقال لي ان هذه منظمة تدعى “ايش هتوراة” (نار التوراة). وقد رأى العجب الذي بدا على وجهي، وسأل لماذا اتفاجأ. قلت له  انه اذا كان معنيا بزيارة البلاد فيمكن تنظيم دعوة له من منظمة مقبولة اكثر. فابتسم وقال ان الحاخام الذي كان عنده ودعاه الى القدس ترك لديه انطباعا ممتازا، وليس له اي مشكلة في أن يحل ضيفا عليهم.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى