ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم يوسي بيلين – السنوات السبع العجاف :أين أخذ المسؤولية

اسرائيل اليوم– بقلم  يوسي بيلين – 9/10/2020

تولى نتنياهو منصب وزير الصحة لسبع سنوات. وهو الذي يتحمل المسؤولية عن تخلف هذا الجهاز وقصوراته وعجزه الراهن عن القيام بواجباته في أزمة الكورونا “.

يتهمون نتنياهو (وهو يعترف بهذه التهمة) بالخطأ الجسيم الذي في الخروج السريع جدا من الاغلاق الاول. كما أنهم يعرضون علينا صورته المرة تلو الاخرى وهو يتحدث، كرئيس للمعارضة عن أن اولمرت لا يمكنه أن يواصل تولي منصبه كرئيس للوزراء تحت التحقيق ويقولون له: “من يطلب بلطف، عليه أن ينفذ بلطف”. اما هو فلا. يدعون عليه بانه بشكل واعٍ (أو اقل) فان معظم قراراته، بما فيها محاولة تقييد المظاهرات (التي تبينت كسهم مرتد) تنبع من مساعيه للتملص من محاكمته. ولكن تحت الفانوس توجد التهمة الاخطر: مسؤوليته عن الوضع الصعب لجهاز الصحة. نتنياهو كان وزير الصحة على مدى سبع سنوات. بالمتوسط خدم كل وزير صحة لاكثر بقليل من سنتين، بمن فيهم اولئك الذين تولوا هذا المنصب بضع مرات. الوحيد الذي تولى المنصب لفترة اطول من فترة نتنياهو كان اسرائيل برزيلاي (ثماني سنوات). اما نتنياهو، بالتوازي مع ولايته كرئيس للوزراء، فتولى منصب وزير الصحة بين 31/3/2009 الى 18/3/2013، بين 14/12/2014 الى 2/9/2015 وبين 28/11/2017 و 29/12/2019. في معظم الوقت كان يعقوب ليتسمان نائبه، ولكن هذه الحقيقة لم تقلل من مسؤوليته الوزارية.

تتحدث النكتة البشعة عن جنرال قال لمقربيه الجملة التالية: “كان عندي جيش متميز، فجاءت الحرب وخربت كل شيء. الكورونا هي حرب وزير الصحة الـ 27، نتنياهو.  جملة “يوجد لدي اطباء ممتازون، والسكان في اسرائيل شباب جدا” لن تكفي  لاي  لجنة تحقيق.  لم يخفَ عنه ان  عدد الاسرة للالف نسمة هو 2.2 (مقارنة بـ 3.6 في  الـ OECD)، عدد الأطباء هو فقط 3 لكل الف، عدد خريجي كليات الطب هو بين الأدنى في الـ OECD، عدد الممرضات هو نحو نصف المتوسط في الـ OECD ونحو 5 الاف شخص يموتون كل سنة بسبب التلوثات في المستشفيات. لم يخفَ عنه النقص الشديد في العتاد. كان يعرف كل شيء.

فهل في كل هذه السنين اعتمد بعيون مغمضة على نائبه، وأمن بان لا حاجة له لان يهتم بما يجري في الوزارة؟ هل قلص في ميزانيات الوزارة بسهولة لانه كان يقف على رأسها لسنوات طويلة جدا وما كان يحتاج لان يواجه بها وزير صحة عنيد، كان يفترض به أن يصر على موقفه ويقول ان “الجهاز يوجد في خطر كبير، وان العبء  على الأطباء ليس إنسانيا، وان ظاهرة انتحار الأطباء، واحيانا في القسم نفسه هي مؤشر لشيء ما مخيف في الجهاز؟

من يأتي اليوم ليحاسب نتنياهو على كل السنين في المنصب؟ فالجميع “يفهمون” بان هذا ليس حقيقيا. ان الأصوليين يخافون على ان يأخذوا لانفسهم حقائب في الحكومة وهكذا يمنحون حياة سهلة لرئيس الوزراء: وهو “يوفر” أماكن  حول طاولة الحكومة، وكل ما يتوجب عليه عمله هو أن يتخذ بين الحين والآخر أنظمة الوزير وحده مخول لان يوقع عليها، ووثائق أخرى ليس لديه وقت الفراغ حتى ليقرأها. نائب الوزير يجلس معه ربع ساعة بعد جلسة الجلسة، وهو يوقع بسرعة على الأوراق، ويودع النائب لعمل يومه.

لا يحق لنتنياهو ان يتملص من المسؤولية الجسيمة.  فهذا الجهاز الكبير، الهام والحساس لم يكيف نفسه كما ينبغي  مع الارتفاع في عدد السكان وعاش  بين “معجزة” و “معجزة”.

“الاقدام الحمراء” التي رفعها الأطباء بسبب الاقتراب من عدم تدفق  الدم في اقسام الكورونا نبعت من ان ليس في إسرائيل ما يكفي من  الأطباء والاسرة في المستشفيات.  

ان  القرار بالاغلاق  الحالي، المتشدد جدا، على آثاره الاقتصادية والاجتماعية، نبع من هذه الاعلام الحمراء، وقد رفعت لان احد ما لم يستعد للحظة التي يضطر فيها الجهاز لقوة بشرية أخرى على عجل. طريقة “ثق” عملت لساعات إضافية. والى جانب عدم التحكم بالوضع الاقتصادي، عدم عقد جلسات حكومة، عدم القدرة على تعيين المسؤولين في مناصب  حرجة في المنظومة، الاستسلام للضغوط السياسية وفقدان ثقة الجمهور – فان سبع سنواته البائسة كوزير للصحة الـ 27 عندنا، تصرخ الى السماء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى