ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم  يوسي بيلين –  الحل السهل – التخلي عن جيران ضعفاء

اسرائيل اليوم – بقلم  يوسي بيلين – 28/12/2021

” سقوط السلطة الفلسطينية وسيطرتنا على الضفة الغربية بعد صرا¬ع دموي مع حماس ستبقينا في واقع الدولة الواحدة التي لن يكون اليهود اغلبية فيها، وهذا ايضا لا يريده بارئيلي “.

فكرة “الاردن هو فلسطين” لم تمت. لا يزال هناك من يؤمن بان هذا هو الحل الافضل من ناحية اسرائيل: الاسرة الهاشمية تميل الى السقوط، وفي مرحلة معينة كاد هذا يحصل في ايلول 1970) سيثور عليها الفلسطينيون ويقيموا دولة فلسطينية في الضفة الشرقية للاردن، على مساحة اكبر من 90 الف كيلو متر مربع. وعلى فور ذلك تضم اسرائيل الضفة الغربية، ويأتي الخلاص الى صهيون: للفلسطينيين تكون دولة خاصة بهم والعالم يتركنا لحالنا وبلاد اسرائيل الكاملة تكون لنا.

المشكلة هي انه حتى لو كانت هذه الرؤيا الشوهاء ستتحقق، ستكون اغلبية فلسطينية تحت حكم اقلية يهودية، وهذه وضعية كل من يرى نفسه صهيونيا وديمقراطيا لن يتمكن من هضمها. ولا العالم ايضا. وجود الاردن كدولة مستقلة وذات سيادة هو مصلحة صرفة لاسرائيل، الاردن يمنحنا عمقا استراتيجيا هاما جدا منذ قيام اتفاق السلام معه في 1994. الحكم الاردني يوجد في خوف وجودي دائم. اسرائيل قلقة معه، وعلى مدى الاجيال الاخيرة فعلت ايضا غير قليل كي تضمنه وتتأكد من أنه قابل للوجود.

السلطة الفلسطينية، التي كان مقررا لها أن تكون لخمس سنوات، والتي حظيت من حكومات اسرائيل، ممن لم تكن ترغب في الوصول الى التسوية الدائمة، بطول حياة مبالغ فيها، اصبحت حلا مريحا لحكومات اليمين. من جهة، لم تقسم البلاد، ومن جهة اخرى – كل نواقص الفلسطينيين ملقي على الدول المانحة، بينما نحن انسحبنا عن العناية اليومية لشؤونهم. من على صفحات هذه الصحيفة اقترح آفي بارئيلي يوم الاحد من هذا الاسبوع على المؤسسة الامنية الاسرائيلية الا تعزز قوة السلطة، ان تسمح لها بان تسقط وان تتصدى  اسرائيل بذاتها لحماس التي تسعى لان تحل محلها في الضفة الغربية، مثلما فعلت في غزة.  

ليس لدي الكثير من الكلمات الطيبة عن السلطة الفلسطينية. هي بالفعل ضعيفة، فشلت في محاولة اقامة “دولة على الطريق”، مع اجهزة حكم مناسبة، هي بعيدة عن أن تكون كيانا ديمقراطيا وتربض فوقها سحابة فساد غير صغيرة. يمكن أن نفهم بعضا من تفسيراتها عن المصاعب لبناء ديمقراطية تحت الاحتلال، ولكن ليس في كل شيء يمكن اتهام الاحتلال.

من لديه مصلحة في أن يهدد بحل السلطة الفلسطينية، في ظل عدم وجود مسيرة سياسية، هي القيادة الفلسطينية بعلمها بان هذا هو الامر الاخير الذي حكومة اسرائيل هذه، كسابقتها، معنية به. فتلقي المسؤولية المباشرة عن كل اجهزة الحكم الفلسطيني هو وجع رأس باهظ الثمن جدا، ولهذا فان توصية بارئيل سترفض، على ما يبدو، من اصحاب القرار.

وهذا ليس فقط موضوع مال، وليس فقط حقيقة ان المساعدة للسلطة الفلسطينية ليست احادية الجانب، والتنسيق الامني يعمل على مستوى عالٍ. فضلا عن ذلك، سقوط السلطة الفلسطينية  وسيطرتنا على الضفة الغربية بعد صراع دموي مع حماس ستبقينا في واقع الدولة الواحدة التي لن يكون اليهود اغلبية فيها، وهذا ايضا لا يريده بارئيلي. 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى