ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم  يوجين كنتروفيتش – اختبار القنصلية

اسرائيل اليوم– بقلم  يوجين كنتروفيتش – 7/10/2021

” اذا سمحت اسرائيل بفتح قنصلية امريكية في القدس، ستفتح دول اخرى ممثليات لها في العاصمة. وهكذا تثبت فكرة ان للطرفين ادعاءات شرعية في المدينة”.

تحاول إدارة بايدن ان تقلص جدا احد الانجازات الدبلوماسية الاكبر لاسرائيل في العقود الاخيرة: اعتراف الولايات المتحدة – وفي اعقابها دول اخرى – بسيادة اسرائيل على كل القدس، الانباء الطيبة هي ان لحكومة اسرائيل القوة لمنع الخطوة. تضغط الولايات المتحدة لفتح مكتب دبلوماسي جديد في القدس، مكتب مخصص للسلطة الفلسطينية وذلك مع أن السفارة الامريكية في القدس توفر منذ الان خدمات قنصلية للفلسطينيين. لا توجد سابقة في العالم لدولة تقيم قنصلية مستقلة في المدينة ذاتها التي توجد لها فيها سفارة. وحسب القانون الدولي، فان الولايات المتحدة ستحتاج إذنا اسرائيليا للخطوة. 

لا تريد الولايات المتحدة فتح القنصلية فقط كي يكون لها مكان لادارة العلاقات الدبلوماسية مع السلطة الفلسطينية، فلهذا الغرض يمكن ان تفتح لها فرعا في رام الله، حيث تدير دول اخرى علاقاتها مع السلطة، او ان تعيد فتح الممثلية الفلسطينية في واشنطن. فهدف فتح القنصلية هو اعتراف بمطالب فلسطينية في القدس. فاذا لم يكن للسلطة مطلب شرعي في المدينة، لا يوجد سبب لان تكون فيها قنصلية. هذا هو السبب الذي يجعل هذه المسألة تقف على رأس جدول الاعمال  المناهض لاسرائيل لعضو الكونغرس الديمقراطية اليهام عمر. 

ان القنصلية المنفصلة التي كانت للولايات المتحدة في القدس منذ 1844 واغلقت، مثل القنصليات الاوروبية القليلة التي توجد في القدس ايضا وغير مخصصة لاسرائيل، سبقت قيام الدولة ولهذا فليس مطلوبا موافقة الحكومة على وجودها. عندما اعترف الرئيس ترامب بالقدس كعاصمة ونقل السفارة، اضطر لان يغلق القنصلية لان وجودها المنفصل لا ينسجم مع الاعتراف. اما فتح القنصلية فسيعيد الوضع الى ما كان قبل الاعتراف. وبالفعل هذه “قصة كبيرة”: اذا سمحت اسرائيل بفتح القنصلية، من الصعب ان نرى كيف يمكن من ناحية دبلوماسية لاي دولة ان تفتح في المستقبل  سفارة في القدس دون أن تفتح ممثلية موازية في المدينة للسلطة. وهكذا  تتثبت الفكرة في ان للطرفين توجد ادعاءات مشروعة في المدينة. 

تفهم الحكومة جوهر المسألة وردت ردا باتا الاقتراحات الامريكية. واعرب وزير الخارجية لبيد عن معارضته الشديدة بل حتى اكثر من تلك التي ابداها رئيس الوزراء في حينه نتنياهو، عندما طرحت الادارة الجديدة الموضوع لاول مرة، واوضح بانه يفهم بان هذا ليس مكتبا دبلوماسيا صرفا، بل المطروح هو مكانة القدس.

لما كانت الولايات المتحدة تصر على فتح القنصلية، فان الاختبار الحقيقي للحكومة سيكون عندما يشتد الضغط الدبلوماسي. تعرض واشنطن الخطوة كـ “وعد انتخابي لبايدن” ولكن على حكومة اسرائيل أن توضح بان السيادة الاسرائيلية الحصرية على القدس ليست “وعدا انتخابيا” لبينيت ولبيد بل موقف واضح. 

تلمح الولايات المتحدة بانها قد تفرض الخطوة من خلال تصريح عن فتح القنصلية وتعول على ان حكومة اسرائيل تستطيع. على اسرائيل أن توضح منذ الان بانها لن تقبل حقيقة ناجزة. فالممثلية الدبلوماسية بحاجة لخدمات من الحكومة المضيفة من التأشيرات ولوحات الترخيص وحتى التنسيق الامني. اذا كان بينيت ولبيد يريدان ان يحثا الولايات المتحدة على الا تتخذ اساليب عنيفة عليهما ان يصرحا الان بانهما سيرفضان الاعتراف بممثلية تفتح دون موافقتهما. هذا الف باء السيادة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى