ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – هدف حماس: اشعال الضفة

اسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – 27/9/2021

” اهمية الاحباطات اكبر بكثير  مما تراه العين. فهي ليس فقط تمنح الامن وتنقذ الحياة بشكل مباشر، بل وايضا تمنع تدهور امني ينقذ حياة كثيرين آخرين وتسمح بالردع على المدى البعيد “.

لم ينكشف الجمهور الاسرائيلي حتى على بعض من اعمال احباط الارهاب التي تنفذ في مناطق يهودا والسامرة. عندما لا تكون دراما حقيقية لا يكون اهتمام اعلامي ايضا، وبغياب العمليات والقتلى – لا تكون دراما. باختصار، هذا هو التناقض الامني الاسرائيلي:  فالنجاحات يستقبلها الاسرائيليون  كأمر مسلم به. أما الاخفاقات فيتعاطون معها وكأنها نهاية العالم. 

هذه وتلك هي جزء من الاعمال السيزيفية التي تنفذ  كل يوم واساسا كل ليلة في كل الجبهات، ولا سيما في يهودا والسامرة. “جز العشب” باتت هذه الاعمال تسمى بعد حملة السور الواقي – اعمال مواظبة غايتها ان تجتث في كل مرة نشطاء الارهاب كي تضمن الا تخرج عمليات. هذه الطريقة، التي عنصراها الاساسيان هما التفوق الاستخباري وحرية العمل العملياتية الكاملة، تثبت نفسها منذئذ. كما أنها هي السبب في ان مستوى الارهاب متدن جدا في السنوات الاخيرة، والاسرائيليون يعيشون في أمان  عال مقارنة بالماضي. 

ولكن هذه النجاحات ليست بوليصة تأمين. من الجانب الاخر، ولا سيما حماس، يعملون بمواظبة لدحرجة العمليات. وتفيد تجربة الماضي بان هذا النشاط تدفعه بشكل عام ثلاثة مصادر قيادة وتمويل اساسية: قيادة المنظمة في قطاع غزة، قيادة الخارج لديها التي تستقر بشكل متبادل في تركيا وفي لبنان، والسجناء الامنيين في السجون. بين الثلاثة يوجد اتصال وثيق، بل وتماثل كبير: حماس في القطاع يقودها يحيى السنوار، محرر صفقة شاليط، وكذا صالح العاروري، الذي يقود قيادة الخارج، تحرر في ذات الصفقة. لكليهما هدف متماثل – تحرير رفاقهما المتبقين خلفهما. 

لا غرو، بالتالي، في أن الشبكة التي كشفت في السامرة استهدفت ضمن امور اخرى اختطاف اسرائيليين لاهداف المساومة.  كانت هذه شبكة واسعة نسبيا، خططت لتنفيذ عمليات متدرجة لهز اسرائيل. وسمح لها حجمها بان تبالغ في التخطيطات، ولكنه كان ايضا في غير صالحها: كلما كان مشاركوا اكثر في السر، ازداد الاحتمال لانكشافه. 

الشباك هو بطل العالم في العثور وفي الاحباط لمثل هذه المخططات، وهذه المرة ايضا لم تختبىء المؤامرة عن عينيه. الاعتقالات الاولى نفذت قبل اكثر من اسبوع. وكشف التحقيق مع المعتقلين الخطة الكاملة وادى الى ليلة الاعتقالات الواسعة فجر امس. الاعمال ضد كل الاهداف دفعة واحدة، في خمس بؤر بالتوازي، استهدفت منع امكانية ان يفهم اي من اعضاء الشبكة ان زمنه محدود فيسارع الى محاولة تنفيذ عملية قبل أن يعتقل. 

كما هو الحال دوما، فان اعتقالات من هذا النوع تترافق وامكانية أن تدار تحت النار. هذا جزء من الخطر العملياتي، ولهذا فان هذه المهام تكلف بها في الغالب وحدات نوعية واكثر خبرة – اليمم، اليسم ودوفدفان. ان حقيقة أن اثنين من رجال دوفدفان اصيبا في الاعمال، اغلب الظن بنار رفاقهما في القوة، تستوجب تحقيقا عميقا. فوحدة كهذه، مع تجربة تاريخية أليمة من المصابين “بنار صديقة” يفترض أن تبدي مهنية اكبر في عمل هو خبز عيشها. 

يمكن الافتراض بانه بعد استكمال التحقيق مع المعتقلين ستنشر اسرائيل خطتهم الكاملة، وهذه كما اسلفنا تتضمن عمليات قتل وخطف. سطحيا تبدو هذه الشبكة اكثر جدية من سابقاتها، وبالتالي ستسعى اسرائيل لان تستغل الاحباط كي تشهر بحماس واللعبة المزدوجة التي تلعبها: من جهة تخوض محادثات على التهدئة في القاهرة وتحافظ على الهدوء في قطاع غزة وبالتوازي تمارس كل جهد ممكن كي تنفذ عمليات من الضفة.

معقول ان يحك لحماس الان في اطراف اصابعها احساس بضرورة الرد على موت بعض من رجالها في اثناء الاعتقالات باطلاق النار من القطاع، ولكنها بذلك تخلق اتصالا مباشرا بينها وبين الشبكة التي انكشفت، وبالاساس ستحرر اسرائيل في ان ترد في غزة ايضا – بحدة نسبية على اي حال. تفهم المنظمة هذا ولهذا دعت سكان الضفة لان يردوا كي لا تعرض غزة للخطر. 

ولكن الخطر على القطاع تجلبه له بكلتي يديها. بالضبط مثلما ادى اختطاف الفتيان الثلاثة الى حملة الجرف الصامد، فان عملية تنجح لا سمح الله، من النوع الذي احبط امس، لن تنتهي في الضفة، بل ستؤدي بالضرورة ايضا الى معركة في غزة. وعليه، فان اهمية الاحباطات اكبر بكثير  مما تراه العين. فهي ليس فقط تمنح الامن وتنقذ الحياة بشكل مباشر، بل وايضا تمنع تدهور امني ينقذ حياة كثيرين آخرين وتسمح بالردع على المدى البعيد.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى