ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم  يوآف ليمور  – لحظة اسرائيل المناسبة

اسرائيل اليوم – بقلم  يوآف ليمور  – 1/8/2021

” هذه لحظة مناسبة لاسرائيل كي تجند الحلفاء للضغط على ايران وفرض مزيد من العقوبات عليها “.

الهجوم الايراني على السفينة التي توجد بملكية جزئية لايال عوفر مقلق جدا لاسرائيل لانه حدث سابقة: هذه هي المرة الاولى التي ترد فيها ايران علنا ومن اراضيها على نشاط منسوب لاسرائيل في سوريا. 

تضمن الهجوم الايراني اطلاق مُسيرتين مسلحتين من  عائلة  “شاهد” – مُسيرة تطير لمسافة حتى 1.500 كيلو متر. واطلق هاتين المسيرتين سلاح الجو في الحرس الثوري من الاراضي الايرانية. اصابت الاولى السفينة والحقت بها ضررا بالحد الادنى، اما الثانية فتسببت بموت اثنين من رجال الطاقم – مواطن بريطاني ومواطي روماني. 

يبدو أن الهجوم الايراني كان ردا على  هجوم نسب لاسرائيل في الاسبوع الماضي في شمال سوريا. في هذه الهجوم – الذي استهدف نقل اسلحة متطورة – اصيب بعض من رجال قوة القدس للحرس الثوري. واسرائيل  على عادتها لم تعلن مسؤولية رسمية عن الهجوم، ولكن يبدو انهم في ايران قرروا محاولة انتاج معادلة جديدة في اعقابه. بدلا من ان يردوا من الاراضي السورية من خلال مبعوثين مثلما فعلوا في حالات سابقة في الماضي، اختاروا ان يروا مباشرة من ايران. 

يفيد هذا التغيير بعدة امور. الاول، ان ايران تقدر بانه ليس لديها على ما يبدو قدرة رد فاعلة من سوريا. الثاني، ان قوة القدس تواصل الفقدان من قوتها منذ صفي قاسم سليماني، ومحافل اخرى في الحرس الثوري، في الحالة الراهنة، سلاح الجو الذي  يشعل المسيرات الهجومية – يحتلون مكانه في العمليات الهجومية من خارج الاراضي الايرانية.

الثالث هو أن ايران تقدر بانها لن تنجح في جباية ثمن من اسرائيل على اراضي اسرائيل أو في محيطها القريب، ولهذا فهي تعمل في مناطق مريحة اكثر من ناحيتها – في الحالة الراهنة في منطقة عُمان. 

الرابع، هو ان ايران تشخص الساحة البحرية كـ “البطن الطرية” من ناحية اسرائيل، سواء بسبب ان السفن تبحر عن شواطيء البلاد ام بسبب ان ليس عليها حماية عسكرية فاعلة. 

الخامس، والاهم منها جميعا – ان ايران تشعر واثقة بما يكفي كي تطلف مُسيرات من اراضيها – مثلما سبق ان فعلت في عدة حالات في الماضي، ابرزها كان الهجوم على منشآت شركة النفط السعودية في ايلول 2019 – وتقدر انها لن تكون مطالبة بدفع ثمن كبير لقاء ذلك. 

عملية كهذه من جانب ايران تستدعي مسيرة  طويلة، بما في ذلك الاذن من المستويات الاعلى في طهران. معقول ان يكون الايرانيون جمعوا معلومات عن جملة سفن ونفذوا لها ملاحقة وثيقة ومتلاصقة، واختاروا ان يهاجموا السفينة التي بدت لهم الاكثر هشاشة في الخليط الذي بين الوسيلة القتالية والهدف. وحقيقة انه اطلقت مُسيرتان تشهد على قدرة متابعة ورقابة في الزمن الحقيقي، وان كان معقولا الافتراض بان ايران لم تخطط لقتل طاقم السفينة. 

في هذه النقطة تكمن الفرصة لاسرائيل. صحيح ان ايران تشخص السفينة كـ “اسرائيلية” بسبب جنسية مالكها، ولكن الحديث يدور بكل معنى الكلمة عن سفينة بريطانية ابحرت تحت علم ياباني. صحيح أن ايران ستدعي بان  اسرائيل بدأت الارهاب البحري عندما هاجمت سفنا مختلفة  عملت بتكليف منها ولكن الفارق واضح: بينما العمل المنسوب لاسرائيل كان موجها ضد تهريب الوسائل القتالية والنفط غير القانوني، ايران تضرب سفنا تجارية فقط وحصريا بسبب علاقة غير مباشرة بل واحيانا غير موجودة، برجال اعمال اسرائيليين. 

خير تفعل اسرائيل  اذا ما استخدمت الان كل ادواتها السياسية كي توجه الاضواء نحو طهران. هذه ساعة مناسبة نادرة – عشية ترسيم رئيس جديد ومتطرف في طهران، وحين تكون محادثات النووي في فيينا في طريق مسدود – ينبغي استخدامها كرافعة ضغط دولية على طهران بدايتها بالارهاب وآخرها بالنووي (او العكس). 

وبالتوازي، يتعين على اسرائيل أن تبلور لنفسها سياسة واضحة كيف تنوي الرد اذا ما واصلت ايران هذه الهجمات. معقول عليها أن تسلم بخلق معادلة ردع جديدة يكون فيها كل امر اسرائيلي – او يرتبط باسرائيل – هدفا على وجه المعمورة، وبالتأكيد محظور عليها أن تسلم باي قيود يحاول الايرانيون فرضها على الاعمال الهجومية بسلاح الجو ضد تهريبهم للوسائل القتالية في سوريا. 

تجنيد الاصدقاء

يتعين على اسرائيل أن تنسق سياستها الجديدة هذه مع اصدقائها في الغرب. في اوروبا تنطلق هذه الايام المزيد من الاصوات الحازمة تجاه طهران عقب الامتناع عن العودة الى الاتفاق النووي بل وبعضهم يؤيدون في المحادثات المغلقة فرض مزيد من العقوبات على طهران وبالتالي مطلوب الان ممارسة كل الضغط على الادارة في واشنطن لاشراكهم في هذا الامر ايضا. على اي حال سيكون هذا ايضا  الموضوع المركزي في اللقاء الاول بين الرئيس بايدن ورئيس الوزراء بينيت والذي سينعقد قريبا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث whatsapp 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى