ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور  – قضية أراد تثبت ان حتى عمل كل شيء  لا يكون كافيا احيانا

اسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور  – 5/10/2021

” الدرس من قضية رون اراد هو أنه مع صفقات الاسرى يجب التعامل بسرعة عندما تكون فرصة لاجرائها وليس بعد فوات الاوان “.

مشكوك أن تكون جملة “دولة اسرائيل ستفعل كل شيء” صحيحة اكثر في اي مرة مما هي في حالة رون اراد. فمنذ اختفاء آثاره في منتصف 1988، قلبت اسرائيل كل حجر في محاولة لحل اللغز – عبثا. 

اراد كان يمكنه وينبغي له أن يعود الى الديار بعد زمن قصير من أسره لدى منظمة أمل. والثمن الذي وضع لرأسه كان معقولا، ولكن قادة الدولة – واساسا وزير الدفاع في حينه اسحق رابين – كانوا ملذوعين من صفقة جبريل واثمانها، والتي ادت ضمن امور اخرى الى اندلاع الانتفاضة الاولى، فامتنعوا عن صفقة اسرى اخرى وعن النقد الذي يأتي معها. 

دفع اراد الثمن. الرسائل التي كتبها في حينه (وبعضها وصل فقط بعد سنوات طويلة من ذلك) كانت تمزق نياط القلب، مليئة بالدموع وبالاشواق. لزوجته تامي، لابنته يوفال، لامه باتيا ولدولة اسرائيل التي بعثت به الى تلك الطلعة الجوية في 16 تشرين الاول 1986 ولم تهتم باعادته منها الى البلاد. استمعت عائلته في حينه للنصائح التي اعطيت لها الا يقيم ضجيجا وصخبا كي لا يزيدوا الثمن الذي سيكون مقابل تحريره، وعندما فهمت بان رؤساء الدولة لا يعملون في مواضيع كهذه الا تحت الضغط – بات هذا متأخرا جدا. هذا الدرس استوعبته جيدا عائلات غولدفاسر وريغف، ولاحقا عائلة شاليط التي ادى الضغط الذي مارسته مباشرة الى صفقات اعادت ابناءها الى الديار، أحياء أم أموات. 

المرة الاخيرة التي بدا فيها اراد على قيد الحياة كانت في 4 ايار 1988، في قرية نبشيت الشيعية. ومنذئذ كانت الكثير من الشائعات عما حصل له: زعم انه نقل الى ايران وسجن هناك (سجناء مختلفون رووا بانهم سمعوا  اسرائيليا في السجن الايراني)، وجملة اخرى من القصص التي لم يوجد لاي منها غطاء. والحقيقة التي تسود في السنوات الاخيرة في اوساط عموم محافل استخبارات في اسرائيل هي أن اراد لاقى حتفه في تلك الليلة. فقد اجرى الجيش الاسرائيلي في حينه اجتياحا واسعا قام به لواء المظليين في القرية المجاورة ميرون، وقتل غير قليل من المخربين. واحد المعتقدات هو أن حراس اراد هرعوا للمعارك وحاول هو الفرار فصفي. اعتقاد آخر هو ان احد آسريه عاد من المعركة وقتله على سبيل الثأر. 

مهما يكن من أمر، واضح لاسرائيل بان حل اللغز يوجد في ارض نبشيت. في العقود الاخيرة جرت عمليات لا حصر لها للموساد، الشباك والجيش، في مسعى لاكتشاف ما حصل لمصير اراد. وهذا التعبير – “حصل لمصيره” – ليس صدفة. باتيا اراد، قبل وفاتها طلبت فقط ان تعرف ما حصل لابنها وقالت اذا مات لا تحرروا لقاءه اي سجين – فقط دعوني اعرف.

هذه الوصية تصدح حتى اليوم وتقبع ايضا في اساس  الجولة الحالية للتفتيشات. مثل الماضي، دولة اسرائيل حقا تفعل كل ما في وسعها: تستخدم عملاء وتعرض للخطر مقاتلين، تدفع اموالا وتحقق مع اشخاص – حتى الان بلا نتائج. يتبين أن احيانا حتى “كل شيء” ليس كافيا، ولا سيما عندما يتم بتأخير كبير. وهذا ايضا  هو الدرس من هذه القضية للمستقبل: صفقات الاسرى  يجب عقدها عندما يكون ممكنا. فالطرف الاخر من العالم سيكون وحشيا اكثر، انسانيا اقل.  هذا هو الواقع. ولا يزال من الافضل أن نكون  في الجانب الانساني،  الذي  يحرص  على رجاله وليس في  الجانب الاخر.  

وكلمة اخرى عن رئيس الوزراء بينيت. اقواله عن عملية الموساد نجحت في أن تسكت امس الكنيست وان تسيطر على العناوين الرئيسة. ولكن مشكوك أن بذلك يحول نفسه من حزبي الى رجل دولة. فالعمليات لحل لغز اراد تمت بكميات واسعة في الثلاثين سنة الاخيرة، بعضها تقشعر له الابدان، والتفاصيل حولها لن تعرف ابدا. 

من رؤساء الوزراء نتوقع أن يمسكوا السنتهم والا يكشفوا معلومات عملياتية او استخبارية. الا اذا ادت هذه الى سطر اخير واضح الامر الذي لم يحصل في المحاولة الحالية. شهدت عائلة اراد ما يكفي من خيبات الامل في هذه القضية. ولا يمكن لاي عنوان حاليا أن يبرر الهزة التي ستجتازها في كل مرة من جديد.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى