ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم يوآف ليمور – بدلا من أن يتعرق الغرب في الطريق الى الاتفاق ، فلتتعرق ايران

اسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – 10/2/2021

في المسألة الاستراتيجية لمعالجة النووي الايراني، يفهم رئيس شعبة الاستخبارات بان الطريق تمر في واشنطن، وثمن الاخطاء في توجيه الخطى من شأن اسرائيل ان تدفعه على طول كل الجبهة “.

يمكن أن ننظر الى التقدير الاستخباري السنوي لشعبة الاستخبارات العسكرية أمان بطريقتين. الاولى متفائلة، وبموجبها فانه عموم خصوم اسرائيل، وعلى رأسهم ايران يوجدون  بعيدا جدا عن المكان الذي املوا في أن يكونوا فيه في النقطة الزمنية الحالية. الثانية متشائمة، وبموجبها فان التهديدات على اسرائيل لم تقل، بل ومن نواحٍ عديدة تعاظمت في الفترة الاخيرة.  يمكن الافتراض بان رئيس أمان اللواء تمير هيمن، كان يفضل  تعريفا آخر، ثالثا، التقدير الذي عرضه على القيادة السياسية وقادة الجيش الاسرائيلي: واقعي. من جهة، ليس  كل شيء اسود. والمحيط مليء ليس فقط بالتهديدات بل وايضا بالفرص.  بالمقابل هذا لا يزال الشرق الاوسط، ومع ان 2020 كانت سنة هادئة (نسبيا) فان شيئا في الافق لا يضمن مستقبلا  مشابها.  

مثلما في كل السنوات الاخيرة تواصل ايران كونها المعتمل شبه الحصري للاضطراب الاقليمي.  صحيح أن داعش حي يرزق (ولا سيما في سوريا) وكذا القاعدة (في العراق وفي افغانستان) لكن طهران مسؤولة عن اساس الضرر. ومع ان مخططاتها تحتاج لان تجتاز تكيفا مع الواقع الذي فرض عليها – اساسا في ضوء تصفية قاسم سليماني، والتي مس جدا بخطواتها الاستراتيجية وبادائها العملياتي التكتيكي – ولكن الاتجاه بقي كما كان: توسيع نفوذها الاقليمي من خلال فروعها التي تستخدمها في مكافحة اعدائها. هذا صحيح في اليمن تجاه السعوديين والاماراتيين، هذا صحيح في العراق تجاه الامريكيين، السعوديين والسُنة، وهذا صحيح في سوريا وفي لبنان تجاه اسرائيل.

تباطأ هذا النشاط  الايراني جدا بسبب  الوضع الاقتصادي الصعب في ايران، والذي  هو بالاساس نتاج العقوبات الشالة التي  فرضتها عليها الولايات المتحدة.  ويستهدف هذا “الضغط الاقصى” اساسا البرنامج النووي، ولكن في شعبة الاستخبارات العسكرية أمان قلقون من أن تخفيضه  سيبدو ملموسا في المنطقة أساسا: مزيد من المال والوسائل القتالية ستضخ الى مرعيي ايران، وستخدمها من خلالهم في  الكفاح العنيف.  

وبالذات في المجال النووي نجد أن أمان اقل اقلقا. فبتقديرهم، تريد ايران العودة الى الاتفاق النووي، وخطواتها الاخيرة تستهدف جمع الذخائر التي يمكنها أن تتاجر بها في المفاوضات المتوقعة مع الامريكيين.  واحتمال أن  تفاجيء ايران وتقتحم الى النووي متدن جدا، وعلى اي حال فانها ستحتاج الى ما لا يقل عن سنتين حتى تتمكن من تفجير قنبلة نووية اولى.

وهذا التقدير يتدنى عن ذاك الذي تحدثوا عنه في واشنطن الاسبوع الماضي، حين حذر وزير  الخارجية طوني بلينكن من ان ايران توجد “على مسافة اسابيع” من الاقتحام نحو القنبلة. هذا بعيد عن أن يكون جدالا دلاليا: ليس فقط لحاجة الغربالا يكون متفاجئا بل ستستخلص منه طريقة العمل تجاه ايران. فبينما يكون معنى الادعاء الامريكي هو أنه لا يوجد وقت وبالتالي يجب الحديث مع الايرانيين والوصول معهم الى اتفاقات بالسرعة الممكنة، تدعي اسرائيل بانه يوجد بالذات غير قليل من الوقت. بمعنى انه لا يوجد ما يدعو الى العودة الى الاتفاق القديم والسيء، ويمكن استغلال هذا الوقت لتحقيق اتفاق افضل يسد الثغرات الاصلية. بكلمات اخرى، تعتقد شعبة الاستخبارات أمان بانه دبلوماسيا بل من أن  يتعرق  الامريكيون – فليتعرق الايرانيون.

بين السطور يمكن أن نقرأ بان الطريق الصحيح لعمل ذلك، برأي أمان،  هو السلوك الدبلوماسي – السري مع الادارة في واشنطن وليس  مثلما اختار عمله رئيس الاركان أفيف كوخافي – بالمناكفة العلنية. هذا دليل  أول على خلافات الرأي المهنية (والصحة) في  هيئة الاركان  وخير أن يرفعها رئيس أمان الى السطح كما يفترضه منصبه.

محظور أن نفهم من ذلك ان أمان  اختارت الطريق  السهل المتمثل بالامتناع عن الغرب، العكس هو الصحيح: المعلومات الاستخبارية التي تقدمها كانت في السنة الماضية (وستكون ايضا في الحالية) المحرك الاساس لكل استخدام قوة اسرائيلي، كل جسم، في  كل جبهة.  ولكن في المسألة الاستراتيجية لمعالجة النووي الايراني، تفهم بان الطريق تمر في واشنطن، وثمة الاخطاء في توجيه الخطى من شأن اسرائيل ان تدفعه على طول كل الجبهة.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى