ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم يوآف ليمور – الفزع للامارات

اسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمورمن دبي – 30/10/2020

دبي بجملة مواقع الجذب لديها ستجتذب الكثيرين، ممن يبحثون عن قفزة قصيرة الى الخارج. وسيكتشفون في الامارات شريكا وصديقا حقيقيا ولكنه بعيد عن ان يكون إمعة. اذا ما حافظت إسرائيل هنا على وجهها الجميل، فسنشهد قصة حب تتجاوز الحدود “.

كانت دبي هذا الاسبوع غارقة بالاسرائيليين.  رجال اعمال من كل الانواع والاصناف، وفود رسمية وخاصة وغيرهم – كلهم هجموا على الامارات كجزء من “الفزع للذهب” موديل 2020.

أحيانا يكون هذا حتى مسليا. وفد بنكي يلتقي في مطعم صندوق استثمارات، والى الطاولة يأتي رجال تكنولوجيا عليا ومحافل من عالم السياحة الاسرائيلية. كل واحد وجد طريقه الى هنا حتى قبل أن يعطى الاذن الرسمي، ولجميعهم تطلع مشابه – عقد الصفقات – والتمتع بدولة متطورة، ناطقة بالانجليزية، عاشقة للحياة ووفيرة للمال والفرص. بعيد جدا عن المستنقع الفلسطيني واللبناني، والتوترات المصرية والاردنية.

من الصعب ادراك هذه الفجوة بين المنطقة القريبة، المعروفة لنا، وبين تلك التي ستكون من الان فصاعدا في متناول اليد (سياسيا، تجاريا، سياحيا). الاماراتيون، صحيح حتى هذا الاسبوع يقعون في حب اصدقائهم الجدد. من جاء الى هنا استقبل بحرارة كبيرة. يخيل أن لسنا نحن فقط يسرنا أن نكتشف بانه يوجد محفل عاقل آخر في المنطقة؛ المحليون ايضا – من الشيوخ اصحاب المليارات وحتى اصحاب البسطات في سوق التوابل – يشخصون امكانية كامنة هائلة وهم مصممون على ألا يفوتوها.

وكما هو الحال دوما، فان التكنولوجيا الاسرائيلية هي القاطرة. فأمة الاستحداث صنعت لها منذ  الان هنا اسما، ولكن حتى الان كان هذا تحت السطح. غير قليل من الشركات الاسرائيلية بات هنا من قبل ايضا.  وقد اعتمدت الامارات في السنوات الاخيرة على السايبر الاسرائيلي، ولا سيما في المجال الهجومي: شركات مثل “فارينت” و “NSO” عقدت في الخليج صفقات بمئات الملايين، في محاولة لإحباط ما يعتبر كتهديد على النظام والاقتصاد المحلي. وكذا الصناعات الأمنية تجولت غير قليل على محور إسرائيل – أبو ظبي.

والان يصعد كل هذا الى السطح. فلا جوازات سفر اجنبية بعد اليوم. طائرات خاصة واستخدام لشركات مسجلة في دول ثالثة.  كل ذلك علني على الطاولة. فلم تعد هذه عشيقة سرية تتخفى بل علاقات رسمية، مؤطرة، لسرور الطرفين. والاماراتيون، كما يمكن اخذ الانطباع هذا الأسبوع، مصممون على أن يأخذوا هذه العلاقات الى ابعد ما يكون ممكنا، ليس فقط في العلاقات الثنائية بين الدولتين. وقال واحد من رجال الاعمال البارزين في الدولة “يمكننا أن نكون جسركم لـ 3 مليار يسكنون في محيط ثلاث ساعات طيران من دبي”.

تكنولوجا الطعام: بوظة من الحمص

أرال مرجليت، قاد هذا الأسبوع وفدا كبيرا الى دبي من كبار صندوق استثماراته و 13 مدير عام شركة يستثمر فيها. فالى جانب شركات سايبر مثل “Secret Double Octopus“، التي توفر الحماية للأجهزة وعامليها، دون حاجة الى كلمات السر، فان من اجتذب أساس الاهتمام كانت بالذات شركات في عالم تكنولوجيا الطعام والزراعة. فالامارات تستورد تقريبا كل غذائها. يكاد لا يزرع شيء هنا. وعشية الوباء كان كيلو البصل يكلف هنا نصف شيكل أما اليوم فيكلف 6 شيكل. في التكنولوجيا الإسرائيلية يشخصون المستقبل: الاقتصادي، ولكن أيضا الغذائي.

شركة “اينوبوفرو” مثلا، اجتذبت في دبي انتباها هائلا. فهذه الشركة التي تأسست في 2015 طورت بروتينا مركزا من الحمص أصبح مطلوبا في عالم الغذاء لانه يسمح بإنتاج طعام صحي ولذيذ اكثر من بدائل أخرى مثل الصويا التي تلوث زراعته البيئة. واليوم يشكل بروتين الحمص أساسا لتطوير البوظة، اللبن بلا حليب، المشروبات النباتية والمداهين (وفي المستقبل في المخابز) التي ستحل محل منتجات تقوم على أساس البروتين الحيواني.

طار المحليون على المديرة العام للشركة، تالي نحوشتان. الحمص، والحل الذي يوفره اقرب كثيرا الى القلب من الفاصوليا الحمراء التي تزرع في كاليفورنيا. كما ان حقيقة أن إسرائيل توجد على مسافة ثلاث ساعات سفر وليست في نهاية العالم، تجعل اينوبوفرو جذابة على نحو خاص. كان الاهتمام متبادلا بالطبع. فقد شخصت نحوشتان في الامارات ليس مستثمرين فقط وسوق محتملةبل وأيضا ارضا لا نهاية لها يمكن ان يزرع فيها قدر لا نهاية له من الحمص، يكون وفيرا وزهيد الثمن.

شركة أخرى اتفقت منذ الان في دبي على صفقة أولى هي أجرينت، التي طورت جساسا يلتقط مؤذيات الأشجار التي تصيب أشجار النخيل في كل العالم. وكانت هذه الشركة أسستها في 2016 مجموعة جاءت من عالم السايبر برئاسة يونتان بن هموزيغ، في ماضيه كان مسؤولا كبيرا في وحدة الاستخبارت 8200. والجساس الذي طورته ينجح في عزل وتشخيص الضجيج الذي يحدثه الكائن الطفيلي منذ الأسابيع الأولى ويسمح بمعالجة الشجرة وانقاذها.

في العالم توجد اليوم نحو 4 مليارات شجرة نخيل من عدة أنواع. 30 في المئة من أشجار النخيل للتمور توجد في الامارات. زراعة الشجر حتى المرحلة المنتجة تستغرق نحو أربع سنوات، وعندها تنتج مئات الكيلوغرامات من الثمار في السنة. فالضرر الاقتصادي الذي توقعه الجرثومة هائل؛ جساس أجرينت الذي يغرس في كل شجرة بكلفة 12 دولار، يسمح للمزارع بان يتلقى من خلال تطبيق على هاتفه معلومات في الزمن الحقيقي عن الشجرة المصابة – فيعالجها. وفي المستقبل سيستخدم هذا الجساس الخاص لتشخيص مصادر ضرر أخرى.

“التعاون في مجال تكنولوجيا الغذاء سيفتح بوابة هائلة لتوريد غذاء نوعي ومتطور الى الشرق الأوسط كله”، قال مرجليت في لقائه مع وزيرة الامن الغذائي في دبي. “حلم قيادة الامارات لتحويل التكنولوجيا الغذائية الى مجال رائد يخلق فرصا كبيرة للشركات الإسرائيلية”. وعلى حد قوله فان إمكانيات التعاون بين الطرفين هي فرصة اقتصادية هائلة للاقتصاد الإسرائيلي، وبالتأكيد في فترة ازمة الكورونا.

“التكنولوجيا العليا هي القاطرة التي تقود اقتصاد إسرائيل. وبالتالي يوجد لنا دور مركزي في قيادة العلاقات والتعاون مع الامارات، مع التشديد على الشراكة. شركاتنا توجد في علاقة تجارية مع الامارات منذ بضع سنوات، والان نشأت الفرصة لتوسيع اليراع. هذه ليست فرصة تجارية فقط بل فرصة سياسية لصفحة جديدة بين مجتمع التكنولوجيا العليا الإسرائيلية والشرق الأوسط كله”، أضاف مرجليت.

في الاحاديث معهم ما كان يمكن الفرار من موضوعين بارزين: نفورهم من الشرق الأوسط القديم (ولا سيما من الفلسطينيين، وكذا من حزب الله وايران)، واستعدادهم لان يكونوا بالنسبة لإسرائيل خشبة قفز لكل المنطقة. لمن يأتي الى هنا من المجدي قبل ذلك أن يستمع، وبعد ذلك فقط ان يتحدث، ولا سيما كي يتعلم. هذا ليس صحيحا فقط لرجال الاعمال بل واولا وقبل كل شيء للوزراء ولموظفي الحكومة؛ فسبب نجاح  الامارات – التي اقتصادها اكبر ست مرات من اقتصاد اسرائيل – ليس فقط المقدرات الطبيعية بل أساسا الدمج الصحيح بين المبادرات الحكومية والتجارية. بينما في إسرائيل القطاع التجاري هو القاطرة التي تحرك الاقتصاد، هنا الحكومة تلعب دورا مركزيا في شق الطريق وفي التعاون مما جعل الامارات قاطرة اقتصادية عالمية رائدة.

إمكانية ابعاد الحرب

العالم التجاري سيكون في جبهة العلاقات مع الامارات، ولكن لبابها كان وسيبقى سياسيا – امنيا. كبير الموساد السابق، دافيد ميدان، الذي رافق وقد مرجليت، هو احد رجال الاعمال الإسرائيليين النشطاء وذوي الارتباطات في الامارات. فالاماراتيون مثل إسرائيل يشخصون في ايران العدو الأساس للسلام في المنطقة. تحت الحكم في طهران تعمل 11 شركة سايبر ضد أعداء النظام؛ فقد كانت مسؤولة عن الهجوم على البنى التحتية النفطية في السعودية والبنى التحتية للمياه في اسرائيل فتهدد الامارات.

إسرائيل ستساعد بالتأكيد الامارت في الدفاع عن نفسها بالسايبر، ولكن الامكانية الكامنة اكبر بكثير. فالشرق الأوسط الجديد الذي يتشكل الان، يقسم الطرفين بشكل حاد وواضح بين “الاخيار” و “الأشرار”. وهذا سيسمح بإقامة تحالفات دفاعية موضعية او واسعة امام تهديدات مشتركة، وعند الحاجة العمل ضدها أيضا. هنا أيضا الامكانية الكامنة لا نهاية لها. من التدريبات المشتركة لأسلحة الجو والبحر وحتى الاستعانة بالاماراتيين بمالهم وبعلاقاتهم – لتطوير مشاريع مدنية – اقتصادية، تجلب الرفاه للفلسطينيين في الضفة وفي غزة، وضمنا تبعد الحرب.

في هذه الاثناء، على خلفية الكورونا والعالم “الأحمر” ستصبح الامارات هدفا شعبيا للاسرائيليين. دبي بجملة مواقع الجذب لديها ستجتذب الكثيرين، ممن يبحثون عن قفزة قصيرة الى الخارج. وسيكتشفون في الامارات شريكا وصديقا حقيقيا ولكنه بعيد عن ان يكون إمعة. اذا ما حافظت إسرائيل هنا على وجهها الجميل، فسنشهد قصة حب تتجاوز الحدود.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى