ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم يوآف ليمور – التحدي : منع حادثة منفردة من ان تتحول الى موجة ارهاب

اسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور – 3/5/2021

القلق التكتيكي من اتساع العمليات ينخرط بقلق استراتيجي اكبر بكثير في أن تكون هذه بداية سلسلة من العمليات في الساحة الفلسطينية  “.

تفيد تجربة الماضي بان منفذي العملية في مفترق تفوح سيلقى القبض عليهم بسرعة. عمليا، يمكن الافتراض بان قوات الامن تعرف منذ الان غير قليل عن هويتهم. فتفاصيل المركبة التي نفذ منها اطلاق النار – يونداي فضية – نشرت بعد وقت قصير من الحدث في الشبكات الاجتماعية. وسيؤدي التحقيق بالتأكيد بسرعة الى من سافروا فيها في وقت العملية.

التقدير هو ان هذه خلية، وليس مخربا منفردا. فمن الصعب لشخص واحد ان يقود المركبة وفي نفس الوقت ان يلتقط اهدافا لضربها، وان ينفذ اطلاق نار دقيقة كله في نفس الوقت. وعليه، ففي كل الحالات التي نفذت فيها في الماضي عمليات مشابهة، كان في المركبة ما لا يقل عن مسافرين اثنين بل واحيانا اكثر، ممن شاركوا في العملية.

كثرة المشاركين تسهل على المخابرات في التحقيق في  العملية. تكون امكانية الوصول الى مخرب منفرد لا يشرك احدا في خططه اكثر صعوبة من خلية يكون اعضاؤها مطالبين بالتنسيق. كما أن استخدام السلاح يساعد في التحقيق؛ فبخلاف عمليات الطعن أو الدهس، السلاح تكون حاجة لشرائه، والشراء يضيف مشاركين  ويزيد احتمال الوصول الى المنفذين.  

الجهود الان هي للوصول الى منفذي العملية  بالسرعة الممكنة، لانه من اللحظة التي يجتازون فيها الروبيكون وينفذون العملية، يكونون اكثر خطرا. من ناحيتهم،  لم يعد هناك ما يمكن ان يخسروه؛ فالعملية التي نفذوها ستبعث بهم الى السجن، او الى العالم  الاخر – وهذا منوط بالوضع الذي يتركهم فيه  مقاتلو وحدة “يمم” الخاصة بعد أن يصلوا اليهم. كلما ابتعد هذا الموعد، يزيد الاحتمال في أن يحاولوا تنفيذ عملية اخرى.

هذا القلق، التكتيكي، ينخرط في  قلق اكبر بكثير، استراتيجي.  فالرياح التي تهب في الايام العشرة الاخيرة من الساحة الفلسطينية  بعيدة عن ان تبشر بالخير. بدأ هذا باحداث باب العامود في القدس، تواصل باطلاق الصواريخ من غزة، وانتقل الى العمليات في الضفة. صباح امس حيدت مخربة حاولت تنفيذ علمية في غوش عصيون. وبعد الظهر جاءت عملية اطلاق النار في السامرة.

الاحساس في  اوساط العديد من  المحافل هو  أن هذه  بداية موجة ارهاب. فايام رمضان حساسة في  كل سنة، ولكن يخيل انها في هذه السنة  اكثر  تفجرا من  اي  وقت مضى كنتيجة للتداخل بين الحملة التي لا تتوقف على شرقي القدس، تأجيل الانتخابات في السلطة  الفلسطينية، فترة ما بعد الكورونا باثارها الاقتصادية والاجتماعية، وبالاساس  ايام  العيد والحماسة الدينية التي تجلبها معها – والتي تشعلها دوما محافل ذات مصلحة، وعلى رأسها حماس.

هذا التحدي سيزداد جدا في الاسابيع القريبة القادمة.

في الاسبوع القادم سيحيي الفلسطينيون ليلة القدر  وفي اسرائيل  يوم القدس، وفور  ذلك سيحيا في تواصل متفجر على نحو خاص، عيد الفطر، يوم النكبة وعيد الاسابيع.

الجيش الاسرائيلي يستعد لذلك، وستعزز القوات في الضفة بعدة كتائب  (بعضها استبدلت سرايا حرس الحدود التي نقلت بمساعدة الشرطة في القدس)، ولكن يخيل أنه سيكون مطالبا باكثر من ذلك.

احدى الظواهر الدائمة والمقلقة  بعد عمليات كهذه هي محاولات لمحافل  اخرى الاقتداء بها، والعمل بالهام منها. وعليه، فالجهد الاساس الان – الى جانب الجهد الجسدي، لاستعراض التواجد في الميدان – سيكون استخباريا. بعضه سيبذل في  العثور على الخلية التي نفذت العملية ولكن اساسه سيتجه لاحباط عمليات مستقبلية.

في السنة  الماضية (2020) نجحت قوات الامن  في الابقاء  على مستوى متدن نسبيا من الارهاب في الضفة. وقد نبع هذا بقدر كبير  من  الكورونا ومن أن الاحتكاك بين اليهود والفلسطينيين تقلص  الى الحد الادنى، ولكن السطر الاخير كان انخفاضا دراماتيكيا في عدد المصابين: 3 قتلى و 46 جريحا، مقارنة بـ 10 قتلى و 66 جريحا في 2019  و 16 قتيلا و83 جريحا في 2018.

التخوف الان هو من انقلاب الميل. كما اسلفنا، فان التحدي الان  سيكون القاء بطانية على الارض، لقمع العنف. وهذا سيتطلب خليطا من العصي والجزر، وكذا العثور  على الجهات التي تشعل النار ومعالجتها. اولا  وقبل  كل شيء حماس، التي تلعب لعبة مزدوجة: في الوقت الذي تحاول فيه الابقاء على القطاع هادئا،  تبذل المنظمة جهدا واضحا في اشعال الضفة، بما في ذلك في  تمويل وارسال خلايا ارهاب.

وعليه، وكجزء من التحقيق في العملية، ستحاول المخابرات ان تفهم باكبر سرعة ممكنة تفاصيل عن الخلية. هل هي عملت على اساس محلي، في الحارة، دون انتماء تنظيمي ما  أم ان لها شركاء آخرين.  هذا حرج ليس  فقط من أجل المعرفة اذا كان ممكنا احباط العملية، بل للفهم  اذا كان احد ما يقف خلفها. اذا تبين أن العملية نفذت ومولت بأمر من احدى منظمات الارهاب، فستكون اسرائيل مطالبة بان تلقي المسؤولية على مرسليها – بكل ما ينطوي على ذلك من معنى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى