ترجمات عبرية

 اسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور  – إعلان نوايا

اسرائيل اليوم– بقلم  يوآف ليمور  – 18/6/2021

” حكومة بينيت تواجه تحديات اقليمية واسعة اولها ايران ومنتصفها حزب الله وآخرها القضية الفلسطينية وغزة “.

اجتازت حكومة بينيت هذا الاسبوع تحديها الامني الاول. فقد مرت مسيرة الاعلام بسلام دون ان تبعث موجات صدى زائدة. وكذا الاحداث في غزة كانت تحت السيطرة بينما حرصت اسرائيل على الايفاء بالتزامها بان “حكم البالون كحكم  الصاروخ”.

ليس هذا هو مستوى التحديات التي بانتظار الحكومة الجديدة في السنوات القادمة.  ستكون امامها سلسلة من المواضيع، كل واحد منها يستدعي بلورة سياسة ورسم طرق عمل. معقول ان ينعقد الكابينت السياسي الامني بتواتر اعلى في سلسلة من المداولات العميقة. على جدول الاعمال: ايران ، الولايات المتحدة، الجبهة الشمالية والساحة الفلسطينية، مبنى الجيش وميزانيته وغيرها. 

الجلاد من طهران

التحدي الاول والفوري هو النووي الايراني. فالقوى العظمى وايران تقف على شفا التوقيع على اتفاق نووي جديد. عمليا، تطلعت الولايات المتحدة لتنهي الامر حتى قبل الانتخابات للرئاسة في ايران والتي ستجرى في الاسبوع القادم، ولكن الايرانيين بالذات هم الذين تصلبوا في المواقف.

التقدير السائد هو أن الزعيم الاعلى علي خامينئي، يسعى لان يعطي الانجاز عن رفع العقوبات ضمن اطار الاتفاق لمن من المتوقع ان يفوز في الانتخابات، ابراهيم رئيسي، المحافظ المتصلب، التي تجرى الان محاولة لرسم صورته في شكل  يبنيه كالزعم الاعلى المستقبل. انتخابه يشهد على أن ايران ستواصل خطها الكدي تجاه الغرب بما في ذلك في المجال النووي، الارهاب والتموضع الاقليمي. 

الاتفاق المرتقب لن يحرر حكومة بينيت من الانشغال بالموضوع. العكس هو الصحيح، إذ انها ستكون مطالبة بان تقرر، فورا، ما العمل. ايران اقرب بكثير اليوم من النووي مما كانت عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في  2018. كما ان مساعي التخريب على برنامجها النوي، والتي نسبت في معظمها لاسرائيل، لم تحرفها عن مسارها.

الى جانب اعداد خيار عسكري حديث، مطلوب تنسيق عميق مع الامريكيين، والاوروبيين ايضا في محاولة للتأثير على الادارة لتحقيق التزامها بان يكون الاتفاق اطول واقوى وبالتوازي ايضا تحديد خطوط حمراء، والقول ماذا سيفعل اذا تبين بان ايران خرقت هذه الخطوط. 

هذا سيستدعي جهدا دبلوماسيا منسقا بدايته في شق مسارات لقلب الادارة الجديدة. فالتنسيق السياسي – الامني مع الامريكيين هو في لباب قوة اسرائيل،  ومطلوب تعزيزه. صحيح أن اسرائيل رفضت حتى الان ان تطلب من الامريكيين المقابل على عودتهم المتوقعة الى الاتفاق كي لا يظهر الامر وكأنها مستعدة للبحث او المساومة في مسألة النووي الايراني، ولكن من اللحظة التي يوقع فيها الاتفاق سيكون ممكنا وضع كل شيء من جديد على الطاولة، بما في ذلك قدرات منعت حتى الان عن اسرائيل. 

استثمار في حلول هجومية

ستكون ايران في بؤرة ثلاث مسائل اخرى ترتبط  فيما بينها. الاولى، الانتاج المواظب لوسائل قتالية ولا سيما صواريخ بعيدة المدى ودقيقة وطائرات غير مأهولة، تنقل ايضا الى مرعييها في المنطقة. الثانية، جهودها لفتح جبهة اخرى مع اسرائيل، ولا سيما في سوريا وفي لبنان، وبقدر اقل في اليمن ايضا، في العراق وفي غزة. والثالثة، اعمال الارهاب المتواصلة لها، في المنطقة وفي ارجاء العالم. 

في السنوات الاخيرة تدير اسرائيل معركة دائمة ضد هذا النشاط الايراني. تحت عنوان “المعركة ما بين الحروب” تتم اعمال جارية لقطع جهود التموضع الايراني في سوريا لتشويش نقل وسائل قتالية متطورة لجملة من الجهاد في المنطقة ولا سيما لحزب الله في لبنان. هذه المعركة حققت حتى الان انجازات عديدة ولكنها لم تدفع ايران لتغيير برامجها. والان سيكون من الصواب فحص مدى نجاعتها، وكذا ايضا التعديلات الواجب ادخالها فيها. 

كجزء من ذلك، يجب اتخاذ قرارات تتعلق بحزب الله والساحة الشمالية. من بين طواقم التحقيق التي عينت في  اعقاب الحملة الاخيرة في غزة، فان ذاك الذي يفحص التداعيات على معركة مستقبلية في لبنان (والذي يترأسه قائد المنطقة الشمالية امير برعم، هو الاهم. وقبل ان ينهي عمله واضح ان الحرب القادمة في الشمال لن تشبه شيئا رأيناه في الماضي. وستكون اسرائيل مطالبة بان تستعد لها ليس فقط عسكريا بل وايضا عملياتيا واساسا في جمع الشرعية الدولية واعداد منظومات وعي ناجعة. 

مسألة الصواريخ والمقذوفات الصاروخية هي الاخرى تستدعي بحثا معمقا، والقرارات جسيمة. من غزة اطلق في “حارس الاسوار” 4.400 صاروخ ادت  الى حجمم يمكن احتماله  من الاصابات والضرر. في حرب في الشمال – والتي ستكون على اي حال ايضا “حرب الصواريخ الاولى” والتي ستطلق  فيها على اسرائيل صواريخ وذخائر اخرى ليست فقط من لبنان بل وايضا من سوريا، من غزة ويحتمل ايضا من العراق، اليمن وربما من ايران نفسها ايضا  – ستقف اسرائيل امام تهديد غير مسبوق يستدعي استثمارات زائدة في منظومات الدفاع الجوي ولكن ايضا  في حلول هجومية وتكنولوجية تؤدي الى تقليص التهديد والضرر المحتمل. 

صحيح أن الردع في الشمال قوي، ولكن حسب نصرالله عاد في خطابه الاخير  ليتحدث عن “ملف مفتوح” اي عن نيته للانتقام  على مقتل نشيطه في الصيف الماضي في دمشق. مشكوك أن يكون حزب الله معنيا بالحرب، ولكن على خلفية النجاح الجزئي للاستخبارات في قراءة خطوات حماس في غزة، سيكون من المجدي اعادة فحص فرضيات العمل في سياق حزب الله ولبنان ايضا الذي يجتاز اليوم ازمة اقتصادية غير  مسبوقة وقدرته على أن يؤدي دوره  كدولة موضع شك.

 حظوة  في كل قصر

الموضوع الفلسطيني هو الاخر سيشغل بال حكومة بينيت،  بقسميه. فابو مازن يوجد منذ الان في اواخر عهده ويخيل احيانا انه يفقد الاهتمام والاتصال بالواقع. المحيطون به يوثقون العلاقات مع حماس، التي يشخصونها وعن حق كجهة عظيمة القوة ستستوجب على الاقل شراكة مستقبلية. ان الهدوء الامني النسبي في الضفة مبني اساسا على جهود الجيش والمخابرات الاسرائيلية، ولكن ايضا   بقدر كبير على التعاون الامني مع الفلسطينيين. في الفترة الاخيرة ضعفت سيطرة السلطة في بعض المناطق، وتعاظم العنف. اسرائيل لن  تصل الى اتفاق مع الفلسطينيين في عهد بينيت (وعلى ما يبدو بعده ايضا)، ولكن توجد لها كل مصلحة في الابقاء على الهدوء. الطريق الى هناك ستمر كما تبدو ايضا باستئناف الاتصالات السياسية مع السلطة، بوساطة وبضغط امريكي.

ان توثيق العلاقات مع السلطة واجب ايضا كجزء من تحديد استراتيجية واضحة تجاه قطاع غزة، الامر الذي امتنعت عنه اسرائيل حتى الان. لقد سعت “حارس الاسوار” لتعزيز الردع تجاه غزة، ولكن انجازاتها لم تتصمم بعد والجبهة هشة جدا. من غير المستبعد ان تكون  اسرائيل مطالبة بعملية عنيفة اخرى في القطاع قريبا كي توضح حدودها. هدوء مطلق من غزة وقطع صلتها بالقدس، ولاحقا – الدخول في محادثات بوساطة مصرية تسمح باعمار القطاع في ظل تقليص التعاظم العسكري لحماس. 

ان المسائل الفلسطينية ستعطي للحكومة الجديدة مصدرا مريحا ايضا لتوثيق العلاقات مع العالم العربي المعتدل. مصر هي حليف قريب لاسرائيل والعلاقة السياسية مع الاردن – التي اهتزت في السنوات الاخيرة على خلفية التماس بين الملك عبدالله ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو – واجبة التعزيز.

كما ان اتفاقات ابراهيم هي ارض مريحة لتعزيز التنسيق في جملة من المواضيع وفي وجه عموم التهديدات. ليس واضحا  كم سيكون ممكنا توسيعها في الفترة القادمة وضم دول اخرى اليها، ولكن من تحت السطح ستواصل اسرائيل نيل باب مفتوح تقريبا في كل عاصمة وقصر في مدى الاف الكيلومترات. ولا يزال سيكون من المجدي لاسرائيل ان تبلور سياسة واضحة ما الذي تستعد هي لعمله مقابل السلام، مثلا حيال طلب مستقبلي مرتقب من السعودية لقدرات عسكرية متطورة من الامريكيين مثل تلك  التي حصلت عليه الامارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى