ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم يعقوب برودغو – اليمين يعيش الحلم – الذي قد يصبح كابوسا

اسرائيل اليوم– بقلم  يعقوب برودغو – 23/12/2020

فهل سياسة الاستبعاد الشخصي التي يتصدرها جدعون ساعر في الطريق الى جمع اصوات خائبي الامل من اليسار ستكون كابوس اليمين؟ الايام ستقول. الخط بين الحلم والكابوس لم يسبق أن كان رفيعا بهذا القدر“.

لم يسبق أبدا أن كان وضع اليمين الاستراتيجي افضل منه اليوم – على الورق. لم يسبق أن كان خطر أكبر على فقدان حكم اليمين،  مثلما في المعركة الانتخابية الرابعة التي فرضت علينا.

على خط الانطلاق تتحدى الليكود ونتنياهو ليست مدرسة اوسلو التي أفلست، ليس مؤيدو فك الارتباط ولا مطالبو الانطواء. الجدال السياسي انتهى. الجمهور، ومن المذهل ببساطة أن نرى هذا في الاستطلاعات، يوجد في  اليمين. اليسار السياسي انتهى. وهذا هو السبب الذي يجعلنا لا نشعر  ابدا بأمل كبير وملموس جدا لامكانية حقيقية في تغيير عميق في الحكم، في الضبط المنشود للطغيان القضائي والوظيفي في اسرائيل.

البيروقراطية الاسرائيلية لم تجد نفسها ابدا في وضع مشابه من انعدام الوسيلة امام قوة الجمهور الذي يريد، يؤمن ويطالب بالتغيير. تتطلع الموظفية بأمل الى اليسار، عبثا. لقد تحلل اليسار الاسرائيلي من طريقه الايديولوجي، وينفد الجنرالات عديمو الرأي ممن يمكن امتشاقهم وتسويقهم ولم يسبق أن كانت القوة المحدودة لاصحاب الغرة الذهبية مكشوفة مثلما هي اليوم.

ولكن الرأس اليساري يخترع لنفسه الابتكارات. اذا لم يكن جنرال أو ايديولوجيا، فيوجد دوما قاسم مشترك بسيط، أدنى، ولكن فعال: تنفيس الاحباط وعبادة الكراهية. ان خيال دولة كل مواطنيها وحلم الدولة الفلسطينية تحل محلهما في السنوات الاخيرة ايديولوجيا قديمة – جديدة: كله الا نتنياهو. لقد كانت هذه قائمة دوما، تحت أو فوق السطح. ولكن لم تكن ابدا كسبب وجود واضح وكاعلان هوية سياسية. “كله الا بيبي” بلغة الشعب. هذه رسالة سهلة الالتقاط.

جند لهذه الايديولوجيا فرسان من اليمين مثل يعلون وليبرمان، ممن فقدوا على الطريق كل اهتمام برؤيا قدرة الحكم والاصلاحات القضائية؛ ورويدا رويدا باتوا يعتادون على فكرة اقامة حكومة بتأييد من رافضي الصهيونية ومشجعي الارهاب، بل ان يعلون صوت ضد تسوية الاستيطان الفتي في يهودا والسامرة.

سياسة الاستبعاد الشخصي

لقد نجحت رياح كله الا بيبي إذن في ان تكتسب غير قليل من فرسان اليمين – ما يكفي لمنع حكومة يمين، ولكن لا يكفي لاجل اخراج الليكود من اللعبة وتحقيق حلم اليسار الكبير: “نهاية عصر نتنياهو”.

ولكن هذه النزعة تعرف الى أين تنتشر،  وهي تقضم بمزيد فمزيد من محافل اليمين – بما في ذلك شخصيات تتبنى ظاهرا الاستيطان، وبالاساس الاصلاحات في نظام الحكم والقضاء.

معظم الشعب يؤيد اليمين، يؤمن بالحاجة العاجلة الى تحقيق تغييرات وتعديلات حيال السلطة الوظيفية. ويتمتع اليمين بالتفوق في كل الاستطلاعات. على الورق، نحن نعيش الحلم. حلم تثبيت طبيعة اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، لجم جهاز القضاء، فصل السلطات ولكن هذا الحلم قد يتحول قريبا جدا الى كابوس لم يشهد له مثيل، باسم “كله الا بيبي. لقد خسر اليسار المعركة على الرأي العام ولكنه سينتصر في الحرب على تصميم السياسة. فكرته المركزية، تلك ا لتي تدور حولها المعركة كلها، احتلت موقعا استراتيجيا. وهي في الطريق الى الهزيمة الانتخابية – الحزبية، ولكن الى انتصار جوهري.

فهل سياسة الاستبعاد الشخصي التي يتصدرها جدعون ساعر في الطريق الى جمع اصوات خائبي الامل من اليسار ستكون كابوس اليمين؟ الايام ستقول. الخط بين الحلم والكابوس لم يسبق أن كان رفيعا بهذا القدر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى