ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم هيلل غيرشوني  – يصارعون ضد اتجاه النمو

اسرائيل اليوم– بقلم  هيلل غيرشوني – 11/11/2019

11 ألف عالم- هكذا صرخت العناوين الرئيسة الاسبوع الماضي- وقعوا على كتاب يحذر من “كارثة” اذا لم تحل “أزمة المناخ”. العالم في أزمة، كما يحذروننا. الانسانية في خطر، ويجب اتخاذ اجراءات فورية. 

تحذيرات مفزعة، ولكن من أين نعرفها؟ ربما من تحذيرات محافل الامم المتحدة في العام 1989 من أن “ارتفاع مستوى البحر قد يصفي بعض الامم حتى العام 2000″، او ربما من تقرير الندوة الدولية للتغيرات المناخية في 1990، والتي توقعت ارتفاعا بمعدل 0.3 درجة في الحرارة العالمية، و 6 سنتيمتر ارتفاع في مستوى البحر في كل عقد (عمليا كانت الوتيرة نصف ذلك). يتبين ان الخبراء يخطئون المرة تلو الاخرى في التنبؤ بالمستقبل في المنظومات المعقدة مثل العالم والانسانية – ودوما تقريبا يبالغون في المخاطر.

اما كتاب هذا الكتاب الحالي فقد استوعبوا الدرس بالذات. وتحت الخطابية تتبين أساسا قائمة مؤشرات مثل انبعاث الكربون او التكاثر السكاني، والتي هي في معظمها امور سيئة بحد ذاتها. بالفعل، رسم بياني واحد يظهر ارتفاعا كبيرا في الضرر الذي تلحقه الاحداث التي تتعلق بالمناخ – ولكن الرسم البياني لا يقيس الامور بالنسبة للنمو الاقتصادي بشكل عام. فاذا ما فحصنا الاضرار كنسبة للناتج المحلي الخام العالمي نتبين أن لم يكن أي صعود؛ وعلى مدى الزمن كان بالذات انخفاض دراماتيكي. 

ولكن ما هو مقلق على نحو خاص في الكتاب ليس بالذات ما فيه من تخويف بل ما فيه من توصيات، بعيدا عن مجال خبرة الكتاب. فهم يقترحون ضمن امور اخرى الانتقال الى الطاقة المتجددة وتغيير اتجاه النمو الاقتصادي نحو التشديد على تقليص عدم المساواة. 

هذه التوصيات مقلقة جدا. من الصعب التقليل من اهمية النمو الاقتصادي لرفاهية البشر. فمليارات الناس خرجوا، ويخرجون من الفقر المدقع الى الحياة برفاهية بفضل النمو الاقتصادي منذ الثورة الصناعية. ووفيات المواليد انخفضت دراماتيكيا في كل العالم، ربما رغم استياء هؤلاء الكتاب، الذين يشتكون من النمو السكاني.

من الصعب فهم هذا، ولكن في العام 1820 كان نحو 90 في المئة من الناس في العالم في “فقر مدقع” حسب تعريف الامم المتحدة، اما اليوم فالمعدل هو 8 في المئة فقط، وهو آخذ في التقلص بفضل النمو. كل فقير في العالم سيوقع بكلتي يديه على عدم مساواة اكبر، على أن يكون لديه مزيد من الطعام لاطعام اطفاله. ان وقف النمو سيء للبيئة ايضا: فخط “ميل كونزنتس” يفيد بان الدول آخذة في أن تكون اكثر نظافة بعد أن تكون اجتازت مستوى معين من النمو. 

ان العالم، بالفعل، يسخن. ولكن المعطيات تبين أن معدل المصابين بموبئات المناخ آخذ في الهبوط دراماتيكيا بفضل النمو. يحدد واضعو الكتاب، والكثيرون في الحركة الخضراء العدو بشكل خاطيء: النمو الاقتصادي هو بالضبط ما يسمح لنا بالدفاع عن أنفسنا، وعن الطبيعة، من التغيير المناخي المحتم. هذا واحد من الانجازات الاهم في الـ 200 سنة الاخيرة – ومحظور علينا باي حال أن نتركه. بدلا من قمع النمو كوسيلة لمكافحة التغيير المناخي، علينا ان نستخدمه كوسيلة للدفاع عن أنفسنا من موبئات المناخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى