ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم ميرون ربوبورت – حل جديد لليمين

اسرائيل اليوم– بقلم ميرون ربوبورت – 3/12/2020

حق كل يهودية ويهودي أن يعيشوا في اي مكان في بلاد اسرائيل لا يكسبهم  الحصرية، وبالتأكيد لا يكسبهم اي حقوق زائدة. الفلسطينيون هم ابناء الوطن ويوجد لهم حقوق متساوية شخصية، سياسية وقومية بالضبط مثلما لليهود “.

قبل بضع سنوات تلقيت دعوة للمشاركة في ندوة نظمها مجلس “يشع” للمستوطنين عن “حلول جديدة لليمين”. وكان هذا غريبا.  منذ أن وقفت عند رأيي، رأيت نفسي كرجل يساري واضح، فلماذا الان يطلبون سماع رأيي عن “حلول جديدة لليمين”.

عندما دعاني المستوطنون الى الندوة، شعروا انهم نجحوا في مهمة الصد – منع اقامة دولة فلسطينية – والان عليهم ان يطرحوا حلا. في كانون الثاني من هذا العام كان يبدو أن الحل الذي اقترحوه – الضم/بسط السيادة  – هو خطة مظفرة. في كانون الثاني القريب القادم، عندما سيتوج بايدن رئيسا، ستعلن رسميا هزيمته الساحقة.

أفترض أنني دعيت الى الندوة لانه في الحركة التي انا واحد من متصدريها، “بلاد للجميع”، نحن نقترح ان يتمكن اليهود من مواصلة العيش في كل ارجاء بلاد اسرائيل، في دولة اسرائيل وفي الدولة الفلسطينية. ليس لاني عشقت المستوطنات فجأة. اعتقدت، وانا لا ازال اعتقد، بان مشروع الاستيطان يتعارض والقانون الدولي. انا اتجول في الضفة الغربية/يهودا والسامرة وأرى في كلتي عيني التمييز الساحق بين من يتمتع بكامل الحقوق وبين من لا حقوق له. ومع ذلك، لا توجد اي حماسة لتفكيك المستوطنات، وليس لانها خلقت واقعا لا مرد له. فكل واقع يوجد مرد له. غوش قطيف هي دليل على ذلك، وكذا ايضا السهولة التي تنازل فيها الاسرائيليون عن فكرة السيادة مقابل رحلة جوية الى دبي. ليس لدي حماسة لاخلاء المستوطنين، لاني لا ارى فيهم المذنبين الوحيدين في أن اسرائيل تواصل الاحتلال. حكومات اسرائيل على اجيالها هي المسؤولة عن هذا الوضع، وهي التي ينبغي النزول عليها باللائمة. كما أن اخلاء عشرات الاف الاشخاص من بيوتهم لا يفرحني. ولكن يوجد سبب أعمق. ذكرتني احاديثي مع المستوطنين بما أنساه الصراع السياسي ضدهم. عندما تحدث اليهود في المنفى عن بلاد اسرائيل، تحدثوا عن نابلس والخليل، وليس عن رمات هشارون. اذا كان ثمة لليهود حق للعيش في تل ابيب، فلهم حق للعيش في السامرة ايضا. لا توجد  اي مشكلة في ان يكون المرء رجل سلام وان يتبنى هذا الحق.

الموضوع هو ان تجسيد هذا الحق اليوم يأتي في ظل الغاء حق الشعب الفلسطيني. هنا قلب الخلاف. فحق كل يهودية ويهودي أن يعيشوا في اي مكان في بلاد اسرائيل لا يكسبهم  الحصرية، وبالتأكيد لا يكسبهم اي حقوق زائدة. الفلسطينيون هم ابناء الوطن ويوجد لهم حقوق متساوية شخصية، سياسية وقومية بالضبط مثلما لليهود.

أنا اؤيد دولتين مستقلتين، اسرائيل وفلسطين. ولكني في نفس  الوقت اؤيد ان مواطني اسرائيل الذين يختارون السكن او البقاء في الضفة الغربية او في غزة يمكنهم ان يفعلوا ذلك، على أن يوافقوا على العيش كسكان متساوي الحقوق تحت سيادة فلسطينية مثلما يفعل المواطنون الفلسطينيون الذين يختارون العيش في  اسرائيل.

رؤياي تعرض طريق الاعتراف المتبادل بالصلات العميقة للشعبين للبلاد كلها، طريقا يكون فيه حق اليهود للعيش في كل ارجاء بلاد اسرائيل لا يتحقق بقوة الذراع، بقوة الاكراه بل بقوة التوافق. توافق كل اجزاء المجتمع الاسرائيلي، وتوافق الفلسطينيين ابناء هذه البلاد. وبهذا المعنى، ربما، فان الافكار التي أنا ورفاقي، فلسطينيين ويهود، نعمل عليها، يمكنها بالفعل ان تقع ضمن اطار “حلول جديدة لليمين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى