ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم  كارولين جليك  – بينيت يدفع نقدا على الاهانة في الاردن

اسرائيل اليوم– بقلم  كارولين جليك  – 12/7/2021

” تنازل بينيت عن الكشف عن  لقائه بالملك عبدالله وابقاه سرا رغم أنه دفع ثمنا باهظا على ذلك حتى دون ان يتلقى أي مقابل، في الوقت الذي  ينضم فيه الاردن الى المحور المناهض لاتفاقات ابراهيم مع الدول السُنية “.

انضم الملك عبدالله في الاسابيع الاخيرة الى المحور الايراني. في 27 حزيران وصل عبدالله الى بغداد. ومع الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، وقع على اتفاق مع رئيس وزراء العراق، مصطفى الكاظمي، لضخ النفط العراقي الى اوروبا عبر الاردن ومصر. تسيطر على العراق اليوم ميليشيات بسيطرة ايران. وخطوات الحكومة العراقية ليست الا خطوات ايرانية. 

بالتوازي، يطور عبدالله مواقف مقدسة للشيعة في جنوب الاردن كي يعد الارضية بدخول نحو مليون سائح ايراني. ويعطي ضوء اخضر للدعوة الشيعية في الاردن. يدور الحديث  عن خطوات غير مسبوقة. 

سلوك عبدالله ليس مفاجئا. فقبل اكثر من عقد، عندما بدأ الديمقراطيون برئاسة ادارة اوباما والاوروبيون يتقربون من ايران، بهدف اقامة تحالف مع النظام على حساب اسرائيل والدول السُنية في الخليج، سار عبدالله معهم. وحافظ الملك على هذا التحالف في فترة الرئيس ترامب. عارض بشدة تطبيع العلاقات بين اسرائيل ودول الخليج، قبل وبعد اتفاقات ابراهيم على حد سواء. كان له سببان للمعارضة: اولا، علاقات اسرائيل – الدول العربية السُنية مست بمكانة الاردن، ولم يعد ضروريا كوسيط بين القدس والرياض. 

ثانيا، بالنسبة لحلفاء عبدالله – الديمقراطيين، الاوروبيين، م.ت.ف واليسار اليساري – شكلت اتفاقات ابراهيم تهديدا وجوديا على المستوى السياسي وعلى المستوى الاستراتيجي على حد سواء. فقد حطمت النظرية السياسية لليسار الاسرائيلي ولـ م.ت.ف في ان السلام الاقليمي يمر عبر المنظمة. وهي تعرض  للخطر كل خطوات ادارة بايدن والاوروبيين حيال ايران إذ ان تحالفا اسرائيليا – سُنيا يمنح اسرائيل مكانة مستقلة كقوة عظمى اقليمية، ويقلص تعلق السعوديين وباقي دول الخلليج بالامريكيين في كل ما يتعلق بايران. واستعداد عبدالله للانفتاح على ايران  الان بالذات يظهر انه يبقى مخلصا لحلفائه حتى حين يكون معنى الامر هو الاستسلام للجمهورية الاسلامية. ويعيدنا هذا الى اللقاء بينه وبين بينيت. ثلاثة مزايا للقاء تظهر بان التقرب من الاردن يمس بمكانة اسرائيل في المنطقة: اولا – السرية. فالكهرباء والماء اللتين توردهما اسرائيل الى الاردن بشبه المجان هما الضمانة المركزية لبقاء الاسرة المالكة اقتصاديا. ففي ضوء تعلق الاردن باسرائيل، لا يوجد اي مبرر لموافقة رئيس وزراء جديد على اخفاء انعقاد اللقاء. وتسريب اللقاء يعرض كمس بالملك، ولكنه في واقع الامر يمثل اهانة لاسرائيل، التي توافق حكومتها على ان تتلقى معاملة العشيقة. 

اسوأ من ذلك هو ان بينيت دفع نقدا لقاء الاهانة. حتى لقاءه السري، رفضت اسرائيل وعن حق طلب الاردن الحصول على علاوة مياه تتجاوز الكميات الهائلة التي وافقت حكومة رابين – بيرس على توريدها للمملكة، في اطار اتفاق السلام. وها هي، دون ان تطلب مقابلا مناسبا – مثلا، عودة السيطرة الاسرائيلية على صوفا وادان – نهرايم، اللتين سحبهما عبدالله في ظل خرق فظ لروح اتفاق السلام –  اعطاه بينيت ما يطلبه. 

ان السياق الاقليمي الذي جرى فيه اللقاء يشير الى الخطر الاساس للتقرب من عبدالله، فاللقاء حصل على خلفية تآكل العلاقات الاسرائيلية مع الامارات. وكما افادت صحيفة “غلوبس” فان زيارة وزير الخارجية يئير لبيد الى ابو ظبي كانت فشلا ذريعا. فالاماراتيون يرون في نية حكومة بينيت – لبيد عدم احترام الاتفاق الذي تم مع حكومة نتنياهو، في نقل النفط من دول الخليج الى دول حوض البحر المتوسط عبر اسرائيل، مسا جوهريا بالعلاقات. وبيان عُمان يوم الاحد بان ليس لها نية للانضمام الى اتفاقات ابراهيم هو دليل قاس على الضرر السياسي والاستراتيجي الذي تسببت به حكومة بينيت – لبيد لاسرائيل منذ الان، والدرس واضح: يمكن حفظ اتفاقات ابراهيم ومعها مكانة اسرائيل السياسية في المنطقة وفي العالم، او يمكن السير مع محور مؤيدي ايران – الديمقراطيين، الاوروبيين، الاردن، وم.ت.ف بكل ما ينطوي عليه ذلك من معنى. ولكن لا يمكن هذا وذاك في نفس الوقت. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى