ترجمات عبرية

 اسرائيل اليوم– بقلم  عوديد غرانوت – لعبة حزب الله المزدوجة

اسرائيل اليوم– بقلم  عوديد غرانوت – 29/6/2021

” حزب الله وان كان يقول انه مستعد لان يحل الازمة بالاستعانة بايران الا ان مضمون هدفه هو ان يتحول لبنان الى جرير لايران مثابة دولة مرعية لايات الله في طهران”.

اللباب المتلظي الذي يعتمل منذ اشهر عديدة من سطح الارض في لبنان، تفجر هذا الاسبوع مرة اخرى في شكل مظاهرات غاضبة، حاولت اقتحام فروع البنك المركزي في عدة مدن احتجاجا على النقص الفادح في الادوية، في الوقود وفي المنتجات الاساسية. اما الجيش، الذي لا يزال يواصل اداء مهامه بمعجزة رغم المس باجر جنوده، فقد نجح في صد المتظاهرين. 

لبنان ينهار. يدعي البنك الدولي بانه في المئة والخمسين سنة الاخيرة لم تشهد الدولة ازمة اقتصادية اشد من هذه. فسعر الدولار، الذي كان يباع في السوق السوداء في كانون الثاني 2020 مقابل 2000 ليرة لبنانية واصل في بداية هذا الشهر الى 18 الف. وفي هجوم على محطة الوقود، الذي يستورد بعملة اجنبية، يتنازع السواقون فيما بينهم بل واحيانا يطلقون النار ايضا كي يحتلوا مكانا في  الطابور الذي لا ينتهي.

يحذر وزير المالية من الظلام الدامس للدولة، اذا لم يتبقَ ما يكفي من السولار لتشغيل محطة توليد الطاقة. فيالعشرين شهرا الاخيرة فقد عشرات الاف الاشخاص اماكن عملهم، ونحو نصف من الـ 6 مليون نسمة تدهوروا الان الى ما دون خط الفقر. 

توجد اسباب عديدة للازمة الاقتصادية الجسيمة التي تعصف بلبنان، كالفساد والنقمة على مدى السنين في  الطبقة الحاكمة وفي قيادة الاحزاب والطوائف، بما فيهما بالطبع مسؤولو حزب الله، الذين افرغوا الصندوق العام؛ عبء اللاجئين وبينهم مليون شخص فروا من سوريا؛ وكذا المس بالتصدير اللبناني وفي الاستيراد ايضا في اعقاب العقوبات التي فرضت على ايران. 

ولكن الذي يتسبب بتفاقم الوضع الصعب، الذي يتواصل منذ قرابة سنتين، هو الشلل السياسي الذي الم بالدولة منذ الصيف الماضي. فقد استقالت حكومة لبنان بعد الانفجار في ميناء بيروت في شهر آب والذي ادى الى موت اكثر من 200 شخص. اما محاولة اقامة حكومة جديدة فلم  تنجح حتى الان بسبب الجدال المتواصل لدى رئيس الوزراء المرشح سعد الحريري وبين الرئيس ميشيل عون وصهره، رئيس  الكتلة المسيحية جبران بسيل على تشكيلة الحكومة. 

حزب الله، ظاهرا فقط، ليس شريكا في هذه المواجهة، ولكنه لا يساعد حقا في الخروج من الطريق المسدود، بل يلعب لعبة مزدوجة تخدم جيدا اهدافه. من جهة يبث بانه لا يسعى الى حرب اهلية من شأنها مع ذلك أن تنشب في كل لحظة اذا ما احتدمت الضائقة، بل ويأمر رجاله بالحفاظ على ضبط اقصى للنفس والا ينجروا الى استفزازات في الشوارع. ولكن من جهة اخرى لا يحرك نصرالله كما أسلفنا ساكنا كي يساعد في حل الازمة كما لا يحاول الضغط على الرئيس عون وصهره بسيل اللذين هما حليفاه السياسيان، لايجاد حل وسط.

قد يكمن التفسير لذلك في حقيقة ان نصرالله يتمنى، وليس من اليوم، انهيار النظام السياسي في لبنان الذي يعتمد على مفتاح طائفي. هذا النظام يحفظ منذ   1943 المناصب الاساس للدولة – الرئيس ورئيس الوزراء – في يدي مندوبين من الطائفتين المارونية المسيحية والطائفة السنية. يؤمن زعيم حزب الله بانه حان الوقت لان تحتل الطائفة الشيعية (التي اتسعت منذئذ) المكان المناسب لها في قيادة الدولة، وهو بصفته “درع الطائفة” وصاحب القوة العسكرية القوية، يمكنه ان يصمم وجه لبنان الجديد كما يشاء. 

هو لا يريد لهذا ان يحصل كنتيجة لحرب داخلية، يخشى منها، ولكنه لم يعارض ايضا اذا ما انهار في ظل الفوضى الحالية النظام وتحول لبنان بأثرها الى جرير لايران، مثابة دولة مرعية لايات الله في طهران.

وعليه، فانه عارض ايضا بشدة الخضوع لمطالب صندوق النقد الدولي لتنفيذ اصلاحات شاملة في لبنان كشرط للمساعدة الاقتصادية. كون هذا جسم “يسيطر عليه الغرب”، ولهذا اقترح هذا الاسبوع ان تزود ايران “كبادرة صداقة” النفط للبنان مقابل الدفع بالعملة المحلية فقط. رفض خصوم نصرالله في لبنان حاليا هذا الاقتراح، رغم الوضع الصعب ولكنه لم يقل بعد الكلمة الاخيرة. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى