ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم عوديد غرانوت – إشفاء الاسد من السلالة البريطانية

اسرائيل اليوم – بقلم  عوديد غرانوت – 14/3/2021

سوريا، التي لم تنتعش بعد من الحرب الاهلية، بحاجة ماسة الى اعادة البناء بالمليارات، ووحده استعداد الغرب لمساعدتها مقابل ابعاد الايرانيين، الى جانب استمرار العقوبات الدولية المفروضة على ايران، كفيلة بان تشفي الاسد من السلالة الاخطر التي اصيب بها“.

هذا الاسبوع، بالضبط مع مرور عشر سنوات على نشوب الربيع العربي في سوريا، اصيب بشار الاسد وعقيلته اسماء بالكورونا مع اعراض نشطة. ويدعي الاطباء بان احتمالات شفاء الزوجين الرئاسيين طيبة، وان لم  يتمكنا بعد من تلقي لقاء سبوتنيك الروسي الذي مولته اسرائيل لهم مقابل اعادة الشابة التي اجتازت الحدود.  كما أن الاحصاءات الاقليمية تمنح الحاكم السوري معدلات بقاء عالية. فبعد كل شيء يكاد الاسد يكون الوحيد من بين الزعماء العرب الذي خرج دون خدش من العاصفة التي اسقطت طغاة قدامى كمبارك والقذافي، بن علي التونسي وعلي عبدالله صالح اليمني. ولكن هذا البقاء  جبى ثمنا رهيبا من سكان سوريا. فقد قتل مئات الالاف وشرد اكثر من عشرة ملايين من  ديارهم. نصفهم على الاقل اصبحوا لاجئين خارج بلدهم. والاسد نفسه، الذي ذبح مواطنيه بلا رحمة اضطر كي ينجو في قصره لان يعرض نفسه لـ السلالة الايرانية،  التي هي معدية وخطيرة اكثر باضعاف من الكورونا. فقد بدأت الاحداث، كما يذكر، قبل عشر سنوات. بالهام من التطورات في تونس وفي مصر، خرجت في اذار 2011 الى شوارع  المدن في سوريا جماعات من المواطنين، دون هوية محددة  وزعامة موحدة، مطالبة باسقاط النظام ومنح مزيد من الحرية والحقوق للفرد. قمعت هذه المظاهرات بعنف  شديد على ايدي النظام.

عناق طهران لسوريا

ولكن بعد سنتين – ثلاث سنوات كانت سيطرت على حركة الاحتجاج منظمات ثوار سنية، معتدلة أكثر ومعتدلة أقل، وبدعم مصادر من الخارج، ممن شخصوا الفرصة لاسقاط الاسد ابن الطائفة العلوية من الحكم، وهي التي يبلغ عددها بالاجمال نحو 12 في المئة فقط من سكان سوريا، وبدأوا يشعلون النار في ارجاء الدولة. ومقابل ايران، التي لاحظت خطر سقوط حليفها في دمشق وانهيار الجسر البري الذي يربطها عبر العراق وسوريا لحزب الله في لبنان، امرت الاف مقاتلي حزب الله بالدخول لمساعدة الاسد.

تحولت المظاهرات المحلية الى حرب اهلية مضرجة بالدماء. داعش –  تنظيم الدولة الاسلامية، الاكثر تطرفا واجرامية من بين تنظيمات الثوار – نجح في السيطرة على اجزاء واسعة من اراضي سوريا. وحياله سارع لنجدة الجيش السوري، نشطاء حزب الله والحرس الثوري الايراني. واصبحت سوريا ساحة قتال عديدة المشاركين  انضمت اليها محافل محلية كالاكراد ومحافل خارجية كتركيا اردوغان، او السعودية التي ضخت الاموال للثوار.

في 2015، حين لاحظ بوتين انعدام رغبة بارزة لدى الغرب للتدخل في ما يجري في سوريا وردا فاترا من اوباما على استخدام الاسد للسلاح الكيميائي ضد ابناء شعبه، انغرس وتدا في سوريا وبنى لنفسه هناك معقلا استراتيجيا لسنوات طويلة. وقلب دخول سلاح الجو الروسي والقوات الخاصة الروسية الى سوريا الى جانب ايران، حزب الله والميليشيات المؤيدة لايران الجرة رأسا على عقب. هزمت الدولة الاسلامية، وبدأ الايرانيون يملأون الفراغ الذي نشأ في سوريا بالسيطرة على مجالات عمل مختلفة وبالتواجد في الميدان. وللمفارقة بالذات كان تجند التحالف الغربي لهزيمة الدولة الاسلامية قد ساعد النظام الايراني في تعميق عناقه لسوريا.

منذ بداية الاحداث في سوريا قبل عشر سنوات، قررت اسرائيل عدم التدخل في الحرب الاهلية، الا في  الحالات التي ينشأ فيها تهديد على أمنها – مثل تموضع مجال معاد على الحدود في هضبة الجولان. وبهذه الروح نشأت في السنوات الاخيرة للربيع العربي في سوريا علاقات دعم ومساعدة مختلفة للثوار المعتدلين الذين سيطروا على منطقة الحدود.

تداخل المصالح

رغم الهجمات الاسرائيلية في سوريا، تواصل ايران تعميق سيطرتها في سوريا ولا تبدي اي نية للانسحاب من هناك. وكان نشطاء حزب الله قد دخلوا كمستشارين في كل صفوف الجيش السوري. ويواصل السلاح التدفق من مخازن الجيش السوري الى حزب الله مقابل ارساليات نفط توفرها ايران لسوريا والتي تعمل اسرائيل، وفقا للمنشورات على منعها في المسار البحري ايضا.

ان طرد التواجد الايراني في سوريا، قطع العلاقة بين طهران ودمشق، يبدو في هذه اللحظة كمهمة صعبة للغاية، ربما متعذرة، ولا سيما عند الحديث عن الوسائل العسكرية فقط. ولكن ينبغي ان نتذكر بان الروس غير متحمسين، على أقل تقدير، من التواجد الايراني، وكذا النظام السوري، الذي يدين ببقائه لطهران، غير سعيد من  تحوله الى رهينة لدى خامينئي. سوريا، التي لم تنتعش بعد من الحرب الاهلية، بحاجة ماسة الى  اعادة البناء بالمليارات، ووحده استعداد الغرب لمساعدتها مقابل ابعاد الايرانيين، الى جانب استمرار العقوبات الدولية المفروضة على ايران، كفيلة بان تشفي الاسد من السلالة الاخطر التي اصيب بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى