ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم عكيفا بيغمان – الترامبية بالارقام

اسرائيل اليوم – بقلم  عكيفا بيغمان – 21/1/2021

عندما تتدخل الولايات المتحدة وتمارس القوة في العالم، فانه يصبح مكانا أكثر أمنا واستقرارا مما عندما تكون القوة العظمى الليبرالية الاكبر في التاريخ تنسحب، تصالح وتقود من الخلف. نأمل ألا يكون هذا دليلا على ما سيأتي “.

مع نهاية ولاية اوباما نشرت في موقع “ميدا” تقريرا فصليا عن وضع الامن في العالم تحت عنوان “ثمن المصالحة”. على اساس مخزون المعلومات فحصت عدد النزاعات المسلحة في ارجاء العالم وضحاياها المباشر. وكانالاستنتاج مثيرا. بوش واوباما عبرا عن أراء قطبية بالنسبة لمسؤولية الولايات المتحدة عن أمن العالم واستخدام الجنود الامريكيين في مناطق النزاع. فقد بعث بوش بالجيش الى حربين طويلتين خلف البحار – في العراق وفي افغانستان – وتعرضت القوات الامريكية الى الكثير من العنف في مناطق النزاع هذه. أما اوباما فسحب جنوده من مناطق النزاع بحيث أن الطاقة العنيفة اتجهت الى الداخل، بين جماعات ودول محلية، مثل الحرب في سوريا، ونشوء داعش في شمال العراق.

جاء ترامب ليعرض نموذا آخر. كان أكثر حزما من اوباما في كل ما يتعلق باللاعبين العاقين مثل ايران، داعش ونظام الاسد، ولكن بالمقابل أبقى جنوده في البيت. وتجد الفوارق تعبيرها ايضا في الارقام.

المعلومات التي سأعرضها تقوم على اساس مخزون المعطيات لدائرة بحوث النزاعات والسلام في جامعة اوبسالا في السويد، بما في ذلك قائمة شاملة من الحروب والنزاعات العالمية، وقائمة مفصلة “للقتلى كنتيجة للمعارك” في ارجاء العالم. ويضم المخزون معطيات حتى العام 2019. سنة ترامب الاخيرة حسبتها استنادا الى مصادر اخرى. هكذا بحيث انه ينبغي اخذ التفاصيل بضمان محدود.

تلكم المعطيات عن القتلى المباشرة كنتيجة للمواجهات التي تشارك فيها الدول: ترامب (حتى 2019): 172.182 (نحو 50 الف آخرين للعام 2020)؛ اوباما الولاية الثانية: 380.678؛ اوباما الولاية الاولى: 148.541؛ بوش الولاية الثانية: 79.588؛ بوش الولاية الاولى: 82.643.

ولما كان الكثير من النزاعات الكبرى في الشرق الاوسط، فالمعنى واضح تماما: التدخل الامريكي المباشر كـ “الشرطي العالمي” على نمط بوش يخفض جدا عدد القتلى. بالمقابل، انسحابها الكامل على نمط اوباما من شأنه ان يؤدي الى انفجارات في مستوى العنف. ترامب، الذي يعرض نموذجا وسطا يتمثل بـ “الانعزالية المشاركة” يبدي اداء متناسبا: قتلى اقل من اوباما، ولكن اكثر من بوش.

استنتاجات مشابهة تنشأ عن معطيات نزاعات بين مجموعات ليست بالدول. في ولاية ترامب سجل 18 الف قتيل، مقابل 41.576 في ولاية اوباما الثانية؛ 20.237 في ولايته الاولى؛ 12.843 في ولاية بوش الثانية؛ و 38.553 في ولايته الاولى.

واضح من تلقاء ذاته ان هذه المعطيات تعرض صورة وضع جزئية فقط – يكفي أن نتذكر ضحايا الكورونا كي نفهم بان هناك عوامل اخرى غير ضحايا النزاعات لاجل فحص وضع العالم. كما أن هذه المعطيات لا تصف موجات الصدى الثانية والثالثة للحروب – مثل موجة اللاجئين الهائلة التي اغرقت اوروبا في اعقاب صعود داعش والحرب في سوريا، الامر الذي يمكن ان يعزى ضد اوباما. كما أنه لا يمكن تقدير الاثار بعيدة المدى للسياسة الخارجية – مثل قنبلة ذرية ايرانية. واضافة الى ذلك، يبقى السؤال الاساس مفتوحا: هل مبرر أن تعرض الولايات المتحدة حياة جنودها للخطر كي تقلص القتلى في دول اجنبية؟

ولا يزال، هذا مؤشر هام واضحة دروسه: عندما تتدخل الولايات المتحدة وتمارس القوة في العالم، فانه يصبح مكانا أكثر أمنا واستقرارا مما عندما تكون القوة العظمى الليبرالية الاكبر في التاريخ تنسحب، تصالح وتقود من الخلف. نأمل ألا يكون هذا دليلا على ما سيأتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى