ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – بقلم عكيفا بيجمن – عودة الى الاستعباد

اسرائيل اليوم – بقلم  عكيفا بيجمن – 26/11/2020

الازمات الكبرى تبعث في اليسار خيالات “نهاية الرأسمالية” ولكن يتبين أنه لا حرية بدون رأسمالية ولا “ما بعد رأسمالية” بدون استعباد  “.

أزمة الكورونا أدخلت اليسار الاقتصادي في حراك هجومي حول “نهاية الرأسمالية”. هذا ميل يكرر نفسه مرة كل بضع سنوات، مثلما في الازمة الكبرى في 2008، في ازمة الدوت كوم وفي احداث مشابهة اخرى. الشعور “ها هو قد جاء”، الرأسمالية تعلق في ازمة جذرية، واخيرا سيكون ممكنا نظام “آخر”.

واحد من متصدري هذا الخطاب في اسرائيل هو معهد فان لير في القدس والذي اعلن بانه “هذا هو الزمن لما بعد الرأسمالية”. “الرأسمالية توجد في أزمة متواصلة يبدو ان لا مخرج منها”، كما يشرحون في معهد “فان لير، “هذا هو الوقت للعمل على بديل جوهري لحياة اخرى، حرة ومتساوية اكثر… لتصور وتنفيذ مشروع سياسي، اقتصادي وثقافي بديل”.  كلمات جميلة وتجذب القلب، لا تقول الكثير. فمن لا يريد “بدائل” تجلب حياة “حرة” وافضل؟

بدائل  الرأسمالية ليست أمرا جديدا، وكذا أيضا الخطاب الموسمي عن “ازمة الرأسمالية” وتخيل شيء ما يوجد “بعدها”. عمليا هذه افكار قديمة جدا، تشكل جزءا مركزيا من التفكير الماركسي. فالبيان الشيوعي لماركس وانجلز، الوثيقة التأسيسية للاشتراكية، توقعت منذ قبل نحو 150 سنة النهاية الحتمية للرأسمالية: “البرجوازية تنتج قبل كل شيء دافنيها. فانتصار البروليتاريه لا مفر منه”. 150 سنة بانتظار موت الراسمالية وتأبينات بروح بيان فان لير.

ولكن ما هو البديل للرأسمالية؟ ماذا سيكون  عليه العالم الجديد و “ما بعد الرأسمالية”؟ كفير كوهين لوستيج، احد باحثي المعهد فصل في مقال نشر في “هآرتس”: “قطع الصلة بين العمل كاضطرار وثواب، اسبوع عمل قصير دخل اساس كوني، سكن كوني، صحة عامة، تحول ديمقراطي كامل لرأس المال واماكن العمل”. هذا ليس كل شيء: “سياسة ما بعد رأسمالية” ستحقق “بناء خدمات رفاه كونية. في عالم كهذا سيكون لنا كل ما نحتاج حتى قبل ان نخرج الى العمل”.

وكل شيء رائع بالطبع، باستثناء أنه لا يفصل من اين ستأتي المقدرات وكيف سيعمل هذا. ما الذي سيدفع الناس للعمل لغير اعمال الربح؟ كيف سنمول اسبوع عمل قصير؟ والاصعب: كيف سنمنع مستثمرين واصحاب اموال من ترك البلاد والهجرة الى دولة اكثر ودية للاعمال التجارية.

على هذه الاسئلة لا يوجد رد، ولكن الجواب بسيط: في نهاية المطاف سيتعين عل “احد ما” ان يلزم كل الباقين بالتعاون. في الكيبوتسات كانوا يسمون هذا الاحد ما “السكرتاريا”، وعلى المستوى الوطني سيسمون هذا “دولة” او “حكومة”. بتعبير آخر: لا يمكن تبني رؤيا ما بعد الرأسمالية دون أن نعلق في مطارح ما بعد الحرية. ليس صدفة ان لوستيج يصف العمل بتعابير الاكراه الحكومي كـ “ضريبة زمن أو خدمة وطنية عالمية”.

يتضمن البيان الشيوعي المرحلتين التاليتين بشكل معلن: البرجوازية جلبت “المنافسة الحرة” ومعها “العقد الاجتماعي والسياسي الذي يناسبها”. والسبيل الوحيد لاستبدال “العقد الاجتماعي” للبرجوازية ينطوي على استبدال المنافسة الحرة التي خلقها، وليس صدفة ان البيان الشيوعي لن يتحقق الا من خلال التأميم والجمع للقوة الاقتصادية في يد الدولة: مصادرة الاراضي، تأميم الصناعة، تركيز الائتمان، “واجب العمل الواحد للجميع”. وهكذا دواليك. هكذا هو الامر: لا حرية بدون رأسمالية، ولا “ما بعد رأسمالية” بدون استعباد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى